خالد السويدان
في آخر عروض المسابقة الرسمية لمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للابداع المسرحي السابع، قدمت فرقة الابداع المسرحي عرضها الذي حمل اسم «حوبة» من تأليف نعيم البدري واخراج يحيى عبدالرضا وبطولة احمد الناصر واحمد الصقر وحسين بن شيبة وعبدالمحسن العميد وفواز السعيد وبدر عبدالله وتصدى للازياء والديكور مشاري العروج والاضاءة أيمن عبدالسلام، أما المؤثرات الصوتية فكانت للفنان وليد سراب.
تدور احداث المسرحية حول الاب وابنه اللذين يعانيان الفقر والاضطهاد من قبل الحكومة التي تستخدم اساليب قاسية في التعامل معهما، ويحاول الابن ان يغير مجرى حياته من خلال محاولته المستمرة للصعود الى مستوى أعلى وأرقى من العيش فيواجه عقبة رفض الاب الدائم لمحاولاته.
من جانب آخر يوجد الحاكم الذي يشعر دائما بوجود «الحوبة» التي تعم البلدة لكن يحيط به بعض الجنود والقياديين الذين يزوّرون له الحقائق لإبعاده عن الواقع الذي يعيشه شعبه، ورغم الصراعات التي يحتويها نص المسرحية والفلسفة التي حاول المخرج تقديمها على خشبة المسرح، الا انه للاسف الشديد لم يرتق الى مستوى المهرجان لما فيه من انحدار كبير في مستوى الاخراج والتمثيل، فالمخرج وفريق عمله لم يوفقا وقدما عملا أشبه بعروض المدارس، حيث تم استخدام بعض المفردات بصورة خاطئة، مما أثر في المتفرج الذي كان يأمل مشاهدة عرض راق، لكن للاسف هذا لم يتحقق.
الجهد كان واضحا من خلال مهندس الديكور الذي حاول جاهدا ان يخلق سينوغرافيا تساعد على الارتقاء بالعمل في اكثر من حالة، لكن المخرج لم يستطع توظيفه بشكل سليم يعبر عن حالة البؤس التي يعيشها الابطال.
ونشيد هنا بجهود الفنانين احمد الصقر وحسين بن شيبة اللذين يمتلكان موهبة جميلة لم يتم استغلالها بما يخدم العمل.
في الختام، كانت فرقة الابداع المسرحي بعيدة عن الابداع في هذا العمل، وربما أصابتهم «الحوبة» امام جمهور متذوق يسعى فقط وراء الاعمال المسرحية المتكاملة!
في المؤتمر الصحافي بمناسبة تكريمه
رسالة من الشطي إلى الموهوبين وليس الموهومين
أقيم مساء أمس الأول مؤتمر صحافي لتكريم المخرج والفنان فؤاد الشطي أداره الزميل عبدالستار ناجي بحضور مدير المهرجان د.نبيل الفيلكاوي الذي أكد ان تكريم الفنان فؤاد الشطي واجب على المهرجان لأنه علم فني كبير في سماء المسرح والحركة الفنية الكويتية.
من جانبه تحدث الفنان علي جمعة عن علاقته بالشطي حيث قال وهو متأثر: ربما يكون الحديث صعبا جدا عن علاقة الأخ بأخيه الأكبر الذي يحترمه ويعشقه، فعلاقتي به ممتدة منذ 30 عاما علمني فيها كيف أقف على خشبة المسرح وكيف أتعامل مع الناس.
بعد ذلك تحدث الفنان المخرج فؤاد الشطي حيث قال: المسرح هو حياتي كلها فلقد جعلت حياتي تتمحور حوله فهو حالة عشق وحياة وحب ومن لا يحب لا يقدر الحياة.
واستكمل حديثه قائلا: أنا شخصيا عاطفي وبكاء من الطراز الأول وفي الوقت نفسه ضاحك والكره لا يوجد في قاموس حياتي وأؤمن بان هناك فرقا كبيرا بين الاختلاف والخلاف وأتمنى من الجميع ان يفهم هذا الشيء.
أما عن علاقته بالفنان زكي طليمات أحد مؤسسي الحركة المسرحية في الكويت فقال: طليمات رجل ومدرسة قائمة بحد ذاتها فهو الذي أسس المسرح الأكاديمي في عالمنا العربي وهو من بادر بفن التمثيل كمنهجية، فعندما أنهى دراسته في فرنسا عاد وأسس أول معهد مسرحي في مملكة مصر.
وتابع: علاقتي بدأت معه منذ الدفعة الثانية في المسرح العربي وحظيت برعايته وعلى فكرة هو أول من أدخل التقنيات الى عالم المسرح.
أما عن علاقته بالعملاق عبدالحسين عبدالرضا فقال: هو فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومجتهد دائما ويعمل في كل المجالات الفنية حتى في الانتاج ويتقبل الرأي الآخر.
وتحدث الشطي عن الشيخ سلطان القاسمي حيث قال: هو نموذج مختلف عن باقي الحكام واهتمامه شديد بالثقافة والروايات والأدب وبناء الإنسان ومكونات الإنسان والمعرفة فهو سبب كبير في تطور الحركة المسرحية في الإمارات.
وختم الشطي حديثه قائلا: للأسف الشديد، البعض لا يتقبل النصيحة ولا الرأي الآخر وهذا لا يشكل حالة صحية في الحركة المسرحية ومن هنا ابتعدت عن التواجد لأنني إذا رأيت خطأ لا استطيع تمالك نفسي عن النصيحة الأخوية التي اوجهها للعناصر الجديدة الموهوبة وليست الموهومة بالفن بأن يتسلحوا بالمعرفة والتحصيل لكي يكون التأسيس سليما ويتسم بالعطاء.
نبيل الفيلكاوي: نعاهد الكويت أن نرجع الريادة المسرحية إليها
- محمد الحملي: أتمنى أن ينال حفل الختام إعجاب الجميع
خالد السويدان
أكد رئيس مجلس الأمناء ومدير مهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للابداع المسرحي د.نبيل الفيلكاوي لـ «الأنباء» ان مستوى المهرجان هذا العام كان عاليا بكل المقاييس حيث قال: هذا ما نطمح له من خلال اعمال ابداعية منافسة متساوية المستوى.
واوضح ان من أهم انجازات الدورة السابقة تكريم كوكبة من ألمع نجوم الفن ومنهم: العملاق الفنان سعد الفرج والمؤلف والمنتج المسرحي محمد الرشود بالاضافة الى المخرج والفنان فؤاد الشطي وقال: لدينا اضافة جديدة ايضا وهي تواجد د.محمد مبارك بلال ضمن المنافسة في الاخراج المسرحي وهي المرة الاولى التي يخوض فيها هذا المجال، بالاضافة الى ظهور نواة لفرق مسرحية خاصة وجديدة نتطلع في المستقبل ان يتم اشهارها مثل الفرق الاهلية اسوة بمشاركة فرقة الجيل الواعي وفرقة ستيج جروب اللتين اصبحتا من ابرز الفرق المشاركة في مهرجان الخرافي وجميع مهرجانات الدولة. وتابع: في هذه الدورة التمست الولاء من ابناء الحركة المسرحية لمهرجان الخرافي الذي اثبت انه يعبر عن كل موهوب يحب المسرح وانه مسرح من ليس له مسرح وملتقى للابداعات والطاقات المسرحية. وزاد: نؤمن بعملية النقد البناء الذي يساعدنا في تطوير همنا المسرحي فمن خلاله نحمل على عاتقنا المسؤولية ونعاهد الكويت اننا من خلال المهرجان سنعود ونرجع الريادة المسرحية اليها كما كانت في السابق.
وعن لجنة التحكيم قال د.الفيلكاوي: مهرجان الخرافي كعادته يتبع آلية في اختيار لجنة التحكيم من خلال مجلس الأمناء الذين يختارون اشخاصا من أهل الخبرة المسرحية والاعلامية، ونحرص ان يكونوا من الاكاديميين والجامعيين ومتخصصين في كل عناصر العمل المسرحي وان يكون عددهم 10 ولا يترأسهم احد ولا يجتمعون وكل واحد منهم يحكم على حده من خلال درجات يضعها في غلاف مغلق وتجمع في نهاية المهرجان، واستمرينا على هذه الآلية الحديثة، واتضح انها من افضل الآليات للجان التحكيم وطريقة عادلة لكل الفرق المشاركة.
واضاف: كما نحرص على عدم تكرار الاسماء في لجنة التحكيم حتى نفتح المجال لأبناء الحركة المسرحية لكي يمارسوا عملية التحكيم لتعطيهم الثقة اذا ما شاركوا في اماكن اخرى.
وفي ختام تصريح د.نبيل الفيلكاوي شكر الراعي للمهرجان رئيس مجلس الامة واسرة الخرافي الكرام على دعمهم المتواصل للحركة المسرحية والفنية ملمحا الى ان حفل الختام هذه الليلة سيتصدى لاخراجه الفنان محمد الحملي، وسيكون عريف الحفل الفنان خالد أمين والفنانة أحلام حسن.
اما مخرج الحفل الفنان محمد الحملي فقال: كل الشكر الى مهرجان الخرافي المسرحي على دعمه للشباب وللحركة المسرحية بشكل خاص واتمنى ان يتم التواصل مع الجميع في مهرجانات مقبلة تساعد الحركة المسرحية على الازدهار وانا شخصيا وفرقة ستيج جروب سنقدم الليلة عرضا فيه ابداع ويحمل طابعا مختلفا عن باقي عروض الختام التي شهدها المهرجان في السابق ونتمنى ان نكون عند حسن ظن ادارة المهرجان، كما نتمنى لكل الفرق المشاركة التوفيق والنجاح.
النقاد: مسرحية «حوبة» تصلح لطلاب المدارس
بعد انتهاء عرض مسرحية «حوبة» أقيم مؤتمر صحافي لمناقشة العمل، أداره الزميل ياسر العيلة الذي رحب بالحضور وبفريق العمل بأكمله وأكد أن المهرجان يزدهر بوجود طاقات شبابية مبدعة تحب المسرح وتسعى الى تقديم عروض مسرحية تليق بمستوى المهرجان.
بعد ذلك وجه معظم الحضور والزملاء الصحافيون جرعة كبيرة من الانتقادات الى مخرج العمل ومؤلفه لما قدماه في العرض ووصفوه بأنه لا يصلح حتى لتقديمه الى طلاب المدارس كما تم انتقاد لجنة المشاهدة لقبولهم مشاركة مسرحية «حوبة» بالمهرجان خصوصا انها عبارة عن استخفاف بعقول المشاهدين.
من جانبه قال مخرج العمل: أشكر إدارة المهرجان على إتاحتهم الفرصة لي للمشاركة مشددا على انه إذا لم تكن هناك أي انتقادات للعمل المسرحي فهذا يعني انه لم ينجح، كما وجه الشكر الى كل من ساعده في المسرحية.
أما مؤلف المسرحية فشكر الحضور على اهتمامهم ومشاهدتهم للعرض الذي حاول من خلاله ان يقدم أكثر من رؤية لكن شاءت الأقدار أن يكون بهذه الصورة والتي يعتبرها جميلة رغم كل الانتقادات.
واقرأ ايضاً:
«دماء بلا ثمن» عمل مسرحي بصورة سينمائية
«شيزوفرينيا» رسالة من شباب الكويت إلى المسؤولين
«مجرد ؟ لا أكثر» عرض سعودي أدهش حضور «الدسمة»
«رسالة» فرقة الجيل الواعي وصلت لجمهور «الدسمة»
«جمهورية الخبز والعسكر.. الرهان يستمر» عمل تنقصه الخبرة الإخراجية!