بيروت ـ بولين فاضل
أكد الملحن اسامة الرحباني في لقاء اذاعي اجري معه ان مسيرة الرحبانية مستمرة وان ثمة تحضيرا لمسرحيات وأعمال عدة، لكن بعض الأعمال ستتقدم على أخرى تبعا لمقتضيات الوضع والظرف، وقال: سنكمل مسيرة الراحلين منصور وعاصي، فالعائلة الرحبانية ليست شركة تجارية والفن فيها ليس عبارة عن اسهم، في النهاية كلنا تعلمنا من منصور وحتى من عاصي لكوننا عايشناه وقتا لا بأس به.
وأضاف: نحن تشبعنا كثيرا من أفكار الأخوين رحباني وتعلمنا منهما الجدية والوعي والضمير والصعوبة وهي ركائز أساسية ومهمة جدا للانطلاق والعمل.
وعما اذا كان صحيحا انه كان الشخص الاقرب الى منصور قال: «كلنا كنا قريبين لكن ربما كنت الأقرب اليه كوني عشت معه في المنزل نفسه. ورأى اسامة الرحباني ان الأعمال الرحبانية تركت ولاتزال تترك تأثيرها على الكثير من الذين يتعاطون التلحين في العالم العربي، فإذا بهم في لا وعيهم يصنعون اعمالا مشابهة لها. وتابع قائلا: الرحابنة أشبه بينبوع فني كبير يغرف منه الكثيرون، من هنا أسمع اغنيات كثيرة متأثرة بالموسيقى الرحبانية وهذا الأمر ليس سيئا على الإطلاق. فمنذ مدة سمعت اغنية «حدودي السما» لكارول سماحة التي كتبها ولحنها مروان خوري، الأغنية جميلة لكن فيها الكثير من الأسلوب الرحباني وقد ذكرتني بأعمال قدمها الأخوان رحباني في الستينيات.
وعما اذا كان نقل وجهة نظره هذه الى الفنانة كارول سماحة، أجاب أسامة: عندما تسألني كارول رأيي، أقوله لها بكل صراحة، وعادة تُسمعني أغنياتها قبل ان تطرحها وتأخذ برأيي في اشياء كثيرة، مثلا ألبومها الأخير سمعته وقلت لها اي أغنيات فضلتها على ما سواها، كارول في النهاية بنت رحبانية وانا مسؤول عنها في أشياء كثيرة لذا عندما تغني تفكر ماذا سيقول اسامة عن ادائها وكيف يجب ان تغني لأن ملاحظاتي هي دوما في رأسها.
وعن سبب تركها المسرح الرحباني وسلوكها سكة خاصة في الغناء وهل هذا يعد خسارة بالنسبة الى العائلة الرحبانية، رد بالقول: لماذا نعتبرها خسارة؟ هي أرادت ان ترى نفسها في مكان آخر هي بحاجة اليه وقد فرحت لها «لأنو هي بدها هيك»، هكذا فكرت ولو لم يكن تفكيري كذلك لكنت وقعت معها عقدا منذ البداية.
وأضاف: عندما قررت كارول ان تخوض غمار الغناء بشكل منفرد كنا الى جانبها وباركنا لها، وشخصيا أفرح عندما تقدم اليوم اغنية جميلة وكليبا جميلا وأنزعج عندما يكون العمل غير جميل، مؤكدا انه في حال أعيد تقديم مسرحية «زنوبيا» للراحل منصور الرحباني ستعود كارول وتجسد شخصية زنوبيا من جديد لأن هذا الدور كتب خصيصا لها، لافتا الى انها كانت على قدر المستوى في هذه المسرحية وأدت الدور بشكل رائع حتى انها أجبرت نفسها على الارتقاء في نواح معينة كي تغني بطريقة درامية فائقة الصعوبة، ورأى انه بعد كارول سماحة استطاعوا كرحابنة الإتيان ببديل قوي عنها ومنذ اللحظة الأولى استطاعت الشابة هبة طوجي بما تملك من حضور وبعد ثقافي وصوت وأحاسيس وطاقة تمثيلية ان تفرض نفسها على خشية المسرح الرحباني، فكانت البداية في مسرحية «عودة الفينيق» في دور اساسي وكبير ومن ثم في مسرحية «صيف 840»، وقال: الصدفة جمعتنا بهبة وهي بالنسبة الينا مشروع طويل المدى لاسيما انها تملك كل المقومات الأساسية للمسرح وطريقة غنائها مميزة منذ البداية، لافتا الى انه يستمع الى الألبومات الصادرة لكل الفنانين وهو يتقصد شراءها وسماعها، وقال ان آخر ما استمع اليه البومات كارول صقر واليسا وكارول سماحة، مشيرا الى انه يقدر ذكاء اليسا في اختيار أغنياتها، خصوصا انها تعرف جيدا ماذا تريد.
وأوضح انه يفضل الاصوات التي تملك الاحساس والقوة في آن مثل ملحم بركات وغسان صليبا ووائل كفوري، لافتا الى ان صوت فضل شاكر جميل وإحساسه رائع لكنه مع القساوة في الصوت في بعض الأحيان.