-
شعيب: أخبار «الراي» تمتاز بموضوعية وحيادية حققت لها انتشاراً واسعاً وإدارة القناة ليست لديها أجندة سياسية خاصة وأصحابها غير مرتبطين بأي توجه
-
مساحة الحرية الإعلامية في الكويت كبيرة ولا توجد خطوط حمراء غير المنصوص عليها في القانون
-
بسام الجزاف: آن الأوان لفصـل تلفزيون الكويـــت عن وزارة الإعلام حتــى يستطيع أن يواكب بقية القنوات
-
سميرة عبد الله: مجتمعنا لايزال ينظر للفتاة التي تعمل في الإعلام نظرة تقليدية ونعاني من عزوف المرأة عن العمل الإعلامي
-
علي دشتي: من يمتلك وسيلة إعلامية فهو يمتلك سلاحاً ذا حدين يمكن أن يخدم به المجتمع أو يضره
-
زينب خان: بعض القنوات التلفزيونية لها أجندة سياسية خاصة وتسعى إلــى زرع الفتنـة عن قصـد
محمد هلال الخالدي
مع بداية مارس الجاري، أطلق قطاع الأخبار والبرامج السياسية في تلفزيون الراي نشرتين اخباريتين جديدتين ليعزز بهما حضوره الإعلامي المميز وسط أجواء التنافس الشديد الذي تشهده وسائل الإعلام على المستويين المحلي والعربي. وقد حرصت «الأنباء» على التواجد مع فريق عمل «أخبار الراي» في استديو الاخبار بتلفزيون الراي مع بداية اطلاق المرحلة التجديدية وسجلت لحظة بلحظة الجهود الكبيرة التي يبذلها فريق العمل على مستوى المذيعين والمحررين والمصورين بقيادة رئيس تحرير الاخبار والبرامج السياسية الإعلامي المميز الزميل بلال شعيب. وتابعت «الأنباء» عن قرب عملية «صناعة الخبر» منذ بدايتها حتى نقلها للمشاهدين، وهي عملية معقدة تتطلب الكثير من الحرفية والجهد والمتابعة المستمرة، والتي تميز فيها قطاع الاخبار والبرامج السياسية في تلفزيون الراي، حيث اثبت جدارته ومصداقيته منذ البداية من خلال ما يتمتع به فريق العمل من حرفية عالية وموضوعية كبيرة تتوجها إدارة واعية ومهنية لا تحمل اجندة سياسية غير مصلحة الكويت لتوجه بها دفة الاخبار. ونظرا لأهمية الموضوع حرصت «الأنباء» على لقاء رئيس تحرير الاخبار والبرامج السياسية في تلفزيون «الراي» الزميل بلال شعيب وفريق المذيعين المميزين الزملاء بسام الجزاف، سميرة عبدالله، علي دشتي وزينب خان، وذلك لتسليط الضوء على التطوير الذي طرأ على نشرات «أخبار الراي» والتعرف عن قرب على طبيعة العمل في هذا القطاع الإعلامي المهم ودوره في تشكيل المشهد السياسي في الكويت، والصعوبات التي تواجه العاملين في مجال الإعلام المرئي، خاصة في ظل تزايد الهجوم على الاعلاميين ومحاولات تضييق الحريات الاعلامية على عملهم، واستطلاع آرائهم وتجاربهم الخاصة مع قناة «الراي» فكان هذا اللقاء:
كانت البداية مع الزميل بلال شعيب رئيس تحرير الأخبار والبرامج السياسية والذي تحدث عن انطلاق نشرتين إخباريتين جديدتين فقال:
هناك عدد كبير من المشاهدين لا تسنح لهم الفرصة لمشاهدة نشرة أخبار الساعة التاسعة مساء، لذلك تقرر إعداد نشرة إخبارية محلية مفصلة حول كل المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في نشرة جديدة تعرض في الساعة الثانية عشرة بعنوان «نشرة الأخبار المحلية المفصلة»، إضافة إلى إعداد موجز للأخبار الاقتصادية يعرض في الساعة السادسة مساء كل يوم، من أجل تعزيز نشرات الأخبار المحلية التي يعرضها تلفزيون الراي لتبقي المشاهدين على اطلاع دائم ومستمر بكل ما يجري من أحداث وتطورات على كل المستويات، مع التركيز على أخبار مجلس الأمة والقضايا التي تهم المواطنين بشكل أكبر مثل قضية إسقاط القروض أو فوائدها ومشاكل ارتفاع الأسعار والرواتب والكوادر وقضايا السياحة والأسواق التجارية وغيرها.
كم أصبح عدد النشرات الإخبارية التي تعرض الآن بعد هذا التطوير؟
ابتداء من الأول من مارس الجاري وبعد إطلاق نشرة الأخبار المفصلة الجديدة والموجز الاقتصادي أصبح لدينا أربع نشرات إخبارية، هي موجز الأخبار الاقتصادية الذي يعرض الساعة السادسة مساء، عناوين الأخبار الرئيسية الذي يعرض الساعة الثامنة مساء، نشرة الأخبار المحلية المفصلة في الساعة التاسعة مساء، ونشرة الأخبار المحلية المفصلة في الثانية عشرة منتصف الليل.
وماذا عن فريق العمل المختص بالأخبار والبرامج السياسية، كم لديكم الآن من المذيعين والمراسلين؟
لدينا أربعة مذيعين معروفين يتمتعون بخبرة وحضور إعلامي مميز هم بسام الجزاف وسميرة عبدالله وعلي دشتي وزينب خان، ولدينا خمسة مراسلين إضافة إلى فريق كبير من الفنيين والمحترفين. وفي صباح كل يوم نقوم بعقد اجتماع لمكتب التحرير يتم فيه تحديد أهم الأحداث التي يجب التركيز عليها بعد دراسة وافية للمواضيع المطروحة على الساحة، فيتم توزيع المهام على المراسلين حيث يتوجه المراسل إلى المكان المحدد لتسجيل الحدث وعقد اللقاءات. هناك بعض المواضيع لا تتطلب وجود مراسل وإنما تتطلب فريق التصوير فقط، ولدينا فريق عمل محترف مزود بأحدث الأجهزة ذات المواصفات العالية التي تنتج كلها مع جهود فريق العمل مادة إعلامية هادفة وموضوعية وتضع المشاهد في قلب الحدث على مدار اليوم.
نعلم أن طبيعة المواضيع السياسية وما يصاحبها من أحداث لا ترتبط بزمان ومكان محددين، فكيف تتعاملون مع هذا الواقع؟
بالتأكيد الفريق العامل في قطاع الأخبار والبرامج السياسية لا يرتبطون بأوقات محددة للعمل ولا مكان محدد أيضا، فهم جاهزون دائما لتغطية أي أحداث تطرأ على مدار الساعة، والتجارب السابقة أثبتت أننا تعاملنا بمهنية واحتراف كبيرين في تغطية مختلف الأحداث في مختلف مناطق الكويت، إن كان لناحية سرعة وصولنا إلى مكان الحدث أو سرعة حصولنا على المعلومة التي عندما تكون غير مرتبطة بالصورة نقوم ببثها مباشرة كخبر عاجل فور حدوثها في مختلف ساعات النهار.
تتميز نشرات الراي الإخبارية بتغطية رزينة وموضوعية للأخبار المحلية بمختلف مستوياتها، فهل لديكم توجه للتوسع في هذا المجال لتشمل الأخبار العالمية مستقبلا؟
الاهتمام الرئيسي لدينا هو الشأن المحلي، ولكننا نتعاطى أيضا مع الأخبار العالمية بحسب أهميتها وهي تكون حاضرة دائما في نشراتنا الإخبارية إذا كان الخبر مهما لدرجة كبيرة.
لا شك أن العمل في القنوات التلفزيونية الخاصة يختلف نوعا ما عن العمل في التلفزيون الحكومي بصورة عامة، هل لك أن تخبرنا عن طبيعة عمل المراسلين لديكم؟
المراسل يقوم بأعمال كثيرة، فبعد الاجتماع الصباحي وتحديد الأولويات والقضايا المهمة يتوجه إلى مكان الحدث لتسجيل المادة الإخبارية بمستوياتها المختلفة، بما فيها عقد اللقاءات مع المسؤولين أو المواطنين أو المقيمين، ويسجل ملاحظاته على المشاهدات التي رآها ويستقصي ويبحث عن أي معلومة ناقصة ويعمل على استيفاء كل أركان الخبر الموضوعي الجيد، ثم يعود إلى مبنى التلفزيون لمراجعة المادة المصورة ويناقش مع رئيس التحرير كل تفاصيل المادة الإعلامية المتوافرة لديه ليتم الاتفاق على السياق الذي سيتم فيه عرض التقرير والشخصيات التي سيتضمنها ونوعية المشاهد والضيوف وغيرها من تفاصيل العمل. كما يقوم بكتابة النص ويتوجه إلى قسم المونتاج لتسجيل صوته على الصورة وإضافة المقابلات وإنجاز التقرير بصورته النهائية.
كقناة تلفزيونية خاصة، ما الصعوبات التي تواجهكم في عملكم وهل تفرض عليكم توجهات سياسية معينة؟
لا توجد صعوبات أو مشاكل لفريق من المحترفين، وأؤكد للجميع عدم وجود أي تدخل أو توجيه لعملنا يمكن أن يؤثر على موضوعية وحيادية ما نقدم من مادة أو رسالة إعلامية، والسبب بسيط وهو أن إدارة المحطة ليس لديها أي أجندة سياسية خاصة ان أصحابها غير مرتبطين بأي توجه سياسي يحتم علينا توجيه نشرات الأخبار باتجاهه، وهذه ميزة تميزت بها قناة الراي خلال التغطيات الإخبارية من خلال التجارب السابقة، لذلك فإن نشراتنا الإخبارية كانت منبرا لمختلف القوى والتيارات السياسية والفكرية في البلاد، وبالتالي فإن المشاهد قادر من خلال متابعة نشرة الراي أن يطلع على كل التوجهات السياسية في الكويت دون الحاجة إلى متابعة مصدر إخباري آخر، فكل شيء موجود في نشرة أخبار الراي تحت اعتبار واحد ومحظور واحد وهو عدم المساس بالذات الإلهية والذات الأميرية.
من خلال عملك كإعلامي كيف ترى مستوى الحريات الإعلامية في الكويت؟
هناك ميزة معروفة لدى الجميع وهي أن بالكويت حرية إعلامية تكفي ليكون المواطن على اطلاع كامل بحقيقة كل الأمور، وهناك حرية في طرح أي قضية أو فتح أي ملف ضمن القوانين المرعية وهي الحرية نفسها التي سمحت لنا كفريق إخباري في تلفزيون الراي باستخدام الخبرات الموجودة للتميز والإبداع في العمل الذي نتقنه.
هل واجهتم مشكلات مع جمهور المشاهدين كما يحدث بين فترة وأخرى في بعض المحطات التلفزيونية الأخرى؟
في إدارة الأخبار والبرامج السياسية لم نواجه أي تجمهر شعبي اعتراضا على خبر يتم بثه في نشراتنا، وهذا يدل على درجة الموضوعية والحيادية والطرح الرزين بالتأكيد. لكن واجهنا بعض الدعاوى القضائية التي قام برفعها بعض الأشخاص تتعلق غالبا بما يطرحه بعض الضيوف من آراء، والقضاء الكويتي مشهود له بالنزاهة والعدالة ولا يوجد مشكلة في هذا الاتجاه.
خبرة واحتراف
ومن جــانبه أكد المــذيع الإعلامي الـــذي يتمتع بقدرات احترافية عالية وحضور مميز صقلـتها ســـنوات خبــرة طـويلة في العــمل بتلفزيون الكويت ثم تلفـــزيون الراي الزميل بســام الجــزاف، أكد أن تلفزيون الكويت لايزال يعمل بطريقة تقليدية تجاوزتها أغلب القنوات التلفزيونية في العالم، وقال إنه آن الأوان لفصل تلفزيون الكويت عن وزارة الإعلام حتى يتمكن من الانطلاق بحرية واللحاق ببقية المحطات الناجحة.
كيف تقيم تجربتك بين تلفزيون الكويت كتلفزيون حكومي وتلفزيون الراي كمحطة خاصة؟
بداية تلفزيون الكويت أعطاني الكثير، تعلمت فيه أصول العمل الإعلامي حيث أتيحت لي الفرصة لتقديم كل أنواع البرامج، خاصة أن الإعلام الحكومي يتميز عن الإعلام الخاص بوجود الإذاعة، وأنا شخصيا أفضل الإذاعة كثيرا وأجد فيها مجالا أوسع للإبداع والانطلاق، حيث ان الراديو متوافر في أي مكان وجمهوره واسع وعادة هم من النخبة المثقفة. في تلفزيون الكويت قدمت برامج رياضية وثقافية واجتماعية وسياسية وبرامج للأطفال ومنوعات ومقابلات إلى أن استقرت بي الأمور مع البرامج السياسية وكل ذلك ساهم في صقل موهبتي بالتأكيد، وبعد تجربة دامت تقريبا 14 عاما انتقلت إلى تلفزيون الراي والذي أتاح لي فرصة لصقل موهبتي بشكل أكبر، فمساحة الحرية والانطلاق في تلفزيون الراي أكبر، وزحمة المذيعين في تلفزيون الكويت ونظام العمل المعمول به هناك لا يعطي للمذيع مجالا أكبر للعمل والإبداع، فبسبب وجود كم هائل من الموظفين الذين لابد أن توظفهم وزارة الإعلام، يصبح لكل شخص مهام بسيطة يقوم بها ويذهب، بينما الوضع مختلف في تلفزيون الراي، فالمذيع يشارك في تحرير الخبر والبحث عنه، كما أن ترتيب أولوية الأخبار يختلف بين تلفزيون الكويت وتلفزيون الراي ففي النهاية تلفزيون الكويت هو تلفزيون الدولة الرسمي والأخبار كانت تأتينا ولا نشارك في تحديد المهم فيها أو الأهم، وأعتقد أنه آن الأوان لفصل تلفزيون الكويت عن وزارة الإعلام حتى يستطيع أن يواكب التطور الحاصل في العالم وليتمكن من المنافسة مع القنوات الأخرى. باختصار في تلفزيون الراي الأولوية تصبح للخبر الأكثر أهمية، فالخبر هو الذي يفرض نفسه وليس توجهات أخرى.
تقول إن كثرة الموظفين في وزارة الإعلام تعوق الإبداع في العمل، كيف ذلك؟
بالتأكيد، وزارة الإعلام في النهاية وزارة حكومية مثلها مثل بقية الوزارات مطلوب منها توظيف الكويتيين وحتى غير الكويتيين لأجندة سياسية معينة مع الدول الشقيقة والصديقة، فتجد على سبيل المثال هناك محرر للأخبار ومعه مساعد محرر ومراجع وطباع، كل هؤلاء هم في الحقيقة يؤدون عملا يمكن أن يؤديه شخص واحد وهذا ما نجده في المحطات الخاصة، فالمذيع في تلفزيون الراي هو القارئ والمدقق والمراجع والمحرر والمترجم وبالتالي تصقل موهبته بكل المهارات الإعلامية لأنه يعمل وبشكل موسع.
تجربتك الإعلامية بين القطاعين الحكومي والخاص خلال هذه الفترة الطويلة تعطيك بلا شك خبرة كبيرة، من خلال تجربتك هل تشعر بأن درجة الموضوعية في القنوات الخاصة أقل وأنها موجهة أكثر لمصالح أصحابها؟
بلا شك لا توجد وسيلة إعلامية خاصة ليس لها توجه معين يخدم مصالح أصحابها، ولكن هذا لا يعني عدم وجود موضوعية وحيادية خاصة في قطاع الأخبار والبرامج السياسية، ومن خلال تجربتي مع تلفزيون الراي أستطيع أن أقول بكل أمانة إنني حتى هذه اللحظة لاحظت أن أصحاب قناة الراي لا علاقة لهم نهائيا بما يحدث في القناة من الناحية الإعلامية ولا يفرضون توجها معينا ولا يمنعون نشر مادة إعلامية معينة لأهداف خاصة، فالأمر متروك للمختصين العاملين في القناة ونحن بكل أمانة نتعامل مع الأخبار والأحداث بمهنية عالية ومن منطلق شعور وطني بالدرجة الأولى ووفقا للمعايير الإعلامية المحترفة التي تؤمن بحق الناس في معرفة الحقيقة بموضوعية وتجرد.
وكيف ترى تجربة المذيع الكويتي وخاصة المذيعات هل لايزال هناك عزوف عن هذا العمل؟
أعتقد أننا مازلنا مجتمعا شرقيا ينظر إلى الفتاة التي تعمل في الجهاز الإعلامي أنها قد خرجت عن طوع الأسرة الشرقية، وهي نظرة قاصرة بالتأكيد فالمذيعة تقوم بدور كبير وتمارس مهنة مثل بقية المهن، بل أحيانا قد ينتهي عمل المذيعة من التلفزيون في الساعة التاسعة صباحا وتعود لمنزلها بينما ينتهي عمل الطبيبة أو المعلمة في وقت متأخر ومع ذلك يقال عن المذيعة انها تتأخر بسبب العمل الإعلامي، ولذلك لايزال هناك عزوف عن هذه المهنة والرسالة، وفي تلفزيون الراي ارتأى المسؤولون أن يقتصر تقديم النشرات الإخبارية على من يتقن اللهجة الكويتية بغض النظر عن الجنسية، لأن الأخبار تهتم بشكل أساسي بالشأن المحلي ويفترض أن تتوافر في المذيع أو المذيعة إتقان اللهجة الكويتية وفهم ثقافة المجتمع الكويتي.
مشروع إعلامية كبيرة
كانـــت بدايتها مع إحدى القـــنوات الــتلفزيونية الخاصة، تلقت خلالها دورات تدريبية في مـــركــز الجزيرة الإعلامي في قطر على يد خبراء إعلاميين، وبعد أول نشــرة إخبارية قدمتها تلقت عرضا من تلفزيون الراي فانتقلت وهي تشعر بأن طموحها بدأ يتحقق نظرا لما يتمتع به تلفزيون الراي من انتشار أكبر، سميرة عبدالله وجه إعلامي مميز تنبأ لها كثير من الإعلاميين الكبار بأن تكون مشروع إعلامية كبيرة.
كيف تنظرين إلى دور وسائل الإعلام الخاصة مع ازدياد عدد القنوات الفضائية وتسارع الأحداث؟
الإعلام عموما في العالم العربي يعتمد على التوجه السياسي أكثر من الإعلام المحترف ولكن هناك محطات فضائية قليلة تتمتع بدرجة كبيرة من الحيادية والموضوعية وتتعامل مع الأحداث والأخبار بصورة إعلامية محترفة، وأجد أن تلفزيون الراي من هذه المحطات التي تؤدي دورا إعلاميا هاما، فتتعامل مع الخبر كما هو وتعطي لوجهات النظر المختلفة فرصة متساوية، وربما هذا بالتحديد وأعني الحرفية والمهنية العالية أهم الأسباب التي جعلتني أختار تلفزيون الراي.
برأيك ما مواصفات المذيع الناجح، خاصة مذيع الأخبار والبرامج السياسية؟
بالإضافة إلى الموهبة التي يجب أن يتمتع بها المذيع، يحتاج إلى ثقافة عامة واسعة ومتابعة مستمرة لكل ما يحدث في العالم، فالمذيع ليس مجرد قارئ لخبر، لابد أن يفهم ما يقرأ حتى يتمكن من إيصاله للمشاهد بصورة سليمة، ويجب أن يتمتع بحضور مميز في الشاشة وصوت قوي وواضح وقدرات لغوية جيدة وإتقان مخارج الألفاظ والحروف تمكنه من تقديم الأخبار أو إدارة الحوارات بشكل سليم، فتقديم الأخبار تطور كثيرا وأصبحت هناك استضافة أحيانا بحسب المواضيع المهمة لضيوف ومحللين سياسيين وهذا يتطلب حصيلة سياسية قوية من المعلومات تسنده ليتمكن المذيع من توجيه اللقاء بصورة جيدة واستخراج المعلومة التــــي تهم المشاهد، كما أن مذيع النشرة الإخـــــبارية يرتبط عمله دائما بالظهور على الهــــواء مباشرة، وهذا يتطلب مهنية عالية للظــــهور دائما بشكل مناسب وإخفاء مشاعره الـــخاصة، فنحن بشر ولدينا مشاكلنا وهمومنا ومشاعرنا تجاه ما يحدث ولكن خلال تقديم النشرة يجب ألا تظهر هذه المشاعر لأنها ستؤثر على موضوعية وجودة الأخبار.
كمذيعة أخبار وبرامج سياسية كــــويتية كيف ترين الواقع السياسي في الكويت؟
تجربتنا السياسية في الكويت باعتقادي تجربة ناضجة جدا وربما تكون أنضج التجارب السياسية في الوطن العربي، فنحن لدينا ديموقراطية حقيقية وبرلمان فاعل وانتخابات نزيهة ونشاط اجتماعي كبير من قبل مؤسسات المجتمع المدني ومشاركة حقيقية من قبل الشعب، ولكن مع ذلك مشكلتنا أننا نقارن أنفسنا بالأسوأ دائما وليس بالأفضل، وواقع الكويت السياسي حاليا من سيئ إلى أسوأ بسبب أداء الحكومة وبعض أعضاء مجلس الأمة الذين أصبحوا معيقين للتنمية. وأعتقد أن السبب الرئيسي في هذا هو الشعب بالدرجة الأولى، فالناخب هو الذي يختار أعضاء البرلمان وأي إخفاق هنا يتحمله الشعب، خاصة أننا نتحدث عن نواب يتسببون التأزيم وتعطيل التنمية ومع ذلك يستمر فوزهم في الانتخابات ووصولهم للبرلمان أكثر من مرة بدون تقييم لإنجازاتهم السابقة.
وماذا عن دخول المرأة للبرلمان، كيف تقييمين هذه التجربة حتى الآن؟
في لقاء سابق في جريدة الراي قبل الانتخابات الأخيرة ذكرت أنني أتوقع وصول المرأة للبرلمان في هذه الانتخابات، صحيح لم أكن أتوقع وصول أربع نائبات ولكن توقعت وصول المرأة لمجلس الأمة. وأتمنى ألا ننتقد تجربة المرأة في مجلس الأمة الآن فلابد من إعطائهن وقتا كافيا للعمل واثبات قدراتهن، فكثير من الأعضاء الرجال أمضوا فترات طويلة في مجلس الأمة ولم يقدموا شيئا حقيقيا للكويت، وليس من الإنصاف تقييم تجربة دخول المرأة للبرلمان بناء على هذه الفترة القصيرة خاصة في ظل هذا التوتر والوضع السياسي السيئ الذي تمر به الكويت والضغط الإعلامي عليهن من قبل البعض فقط لأنهن نساء.
من خلال تجربتك كفتاة كويتية تعمل في مجال الإعلام، هل تشجعين الفتاة الكويتية على الدخول في هذا المجال؟
اتصور أن المجتمع الكويتي تطور كثيرا وتجاوز الكثير من النظرات السلبية لهذا العمل، وأنا أنصح أي فتاة لديها الرغبة الصادقة أن تبدأ وتطور ذاتها وتعمل على تحقيق طموحها، المهم أن تختار ما تريد وتشعر بأنها قادرة متمكنة فيما أرادته، فمن لديها رغبة صادقة في العمل كمذيعة أخبار وبرامج سياسية فعليها أن تختار هذا المجال ولا تتجه لبرامج منوعات مثلا. والفتاة الكويتية أثبتت نجاحها في هذا المجال والذي هو في النهاية رسالة وعمل مهم ومهنة مثل بقية المهن التي يحتاجها المجتمع.
إصرار على النجاح
في عام 2004 نشر تلفزيون الكويت إعلانا يطلب فيه مذيعين كويتيين، فتقدم الزميل الإعلامي المميز علي دشتي بأوراقه، ولكن لم يتم قبوله لأن التعيين عادة يتطلب بالدرجة الأولى «واسطة» وليس «الكفاءة». لم يصب باليأس ولم يستسلم، ففي هذه الأثناء كان تلفزيون الراي في طور التأسيس، فقدم أوراقه وعينه على الأخبار والبرامج السياسية، ومع أول اختبار أداء قدمه طلب منه مدير تلفزيون الراي الانضمام إلى فريق العمل في قطاع الأخبار والبرامج السياسية، وبعد تدريب مكثف قدم أول نشرة إخبارية وكان أول ظهور له على الهواء مباشرة في أول يوم من شهر يونيو 2005، ولا يزال يتقدم بخطوات واثقة ومدروسة جعلت منه مذيعا متميزا في عالم الإعلام.
ما طبيعة عمل المذيع وما هي متطلبات المهنة؟
بالنسبة لعمل المذيع في المحطات الخاصة بشكل عام يفترض أن يكون المذيع محررا ومراسلا صحافيا وليس مجرد قارئ للنشرة الإخبارية، ومن أهم متطلبات المهنة أن يتمتع المذيع بحضور مقبول على الشاشة وقدرة على التفاعل مع الأحداث والأخبار حتى يتمكن من تقديمها بفهم ويوصل الرسالة الإعلامية المطلوبة بشكل سليم، هذا يتطلب قدرات لغوية جيدة وسعة اطلاع ومتابعة لما يجري في الساحة المحلية والدولية. وعلى المذيع الناجح أن يعمل على تطوير قدراته وأدائه المهني باستمرار من خلال الدورات التدريبية والقراءة والاستفادة من خبرات وتجارب كبار الإعلاميين وهذا لن يتحقق إلا إذا توافر لدى المذيع الرغبة الصادقة والحماس والفضول الإعلامي.
كيف تقرأ المشهد السياسي في الكويت من خلال متابعتك المستمرة في عملك كمذيع أخبار سياسية؟
أعتقد أن الأفضل للكويتيين أن يكونوا متفائلين دائما، خاصة أن أبناء هذا الوطن أثبتوا تلاحمهم وتكاتفهم في أحلك الظروف وخاصة مع تجربة الاحتلال العراقي، وما يعصف بالبلد من أزمات فأتصور أن نظرة المسؤولين سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية أبعد من أن تنحصر في هذه الملفات التي تسبب تلك الأزمات، وباعتقادي سيوضع أمن البلد ووحدة الوطن وأبنائه موضع المسؤولية في عيونهم.
يرى البعض أن وسائل الإعلام الخاصة لعبت دورا كبيرا في تشكيل هذا المشهد السياسي المتأزم، فما تعليقك؟
بالتأكيد لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها دور كبير في تشكيل الوعي والاتجاهات والآراء لدى الناس، ومن يمتلك وسيلة إعلامية فهو في الحقيقة يمتلك سلاحا ذا حدين، يستطيع من خلاله أن يسخره لخدمة المجتمع أو إساءة استخدامه فيضر المجتمع، وإساءة استخدام بعض الوسائل الإعلامية لهذا الجهاز الخطير تكون عادة بسبب الجهل بأهمية الإعلام ودوره أو ربما لوجود أهداف مقصودة وأجندة خاصة.
وكيف ترى تجربتك مع تلفزيون الراي، هل تعتقد أنه يستخدم من أجل صالح الوطن والمجتمع؟
أحمد الله أنني أعمل في تلفزيون الراي ضمن إدارة حكيمة تتصرف بموضوعية وحيادية مع الخبر دون ترجيح كفة على أخرى، ودون شق الوحدة الوطنية، ففي تلفزيون الراي يستطيع المشاهد أن يلاحظ بوضوح الحرفية والمهنية وترجيح مصلحة الكويت قبل كل شيء في جميع برامج وأخبار القناة، فلا تجد برامج أو أخبار تتسبب في إثارة الفتن أو التقليل من شأن أي شريحة من أبناء الكويت.
وهل تتلقون تدريبا معينا يؤكد على هذه الحيادية والموضوعية؟
نعم بالتأكيد، فقد تلقيت تدريبا خاصا في تلفزيون الراي على يد فريق متخصص من بريطانيا، كما تلقيت تدريبا آخر على يد فريق أميركي محترف وعدة دورات متخصصة في التقديم الإذاعي في سورية. إضافة إلى دورات في مهارات اللغة العربية التي تنظمها مؤسسة عبدالعزيز البابطين والذي أوجه له الشكر والتقدير عبر «الأنباء» على ما يقوم به من دور كبير في حفظ التراث العربي ونشر الثقافة العربية بجهود شخصية مخلصة. هذا التدريب المتواصل يخلق بالتأكيد شعورا كبيرا بالمسؤولية الأخلاقية قبل كل شيء إضافة إلى توجه أصحاب القناة نحو الموضوعية والإيجابية، الذي يعرفه الجميع.
بداية واعدة
شابة كويتية تمتلئ بالطموح والأمل، صقلت موهبتها بالتعليم المتخصص فكانت أول مذيعة أخبار وبرامج سياسية كويتية متخصصة بالعلوم السياسية والإعلام، بدأت عملها كمذيعة في تلفزيون الوطن ثم انتقلت إلى تلفزيون الراي واستطاعت أن تصنع لنفسها بصمة إعلامية مميزة ارتبطت باسمها.. زينب خان.
كمتخصصة بالعلوم السياسية ومذيعة أخبار سياسية، كيف تنظرين إلى المشهد السياسي في الكويت ودور وسائل الإعلام في تشكيله؟
يصف الكثيرون الوضع السياسي في الكويت بالتأزيم وكأنه حالة طارئة، وباعتقادي التأزيم كان موجودا وسيظل كذلك مادام هناك عمل سياسي وممارسة ديموقراطية، فكل فريق سيعمل على تمرير توجهاته وما يعتقد أنه الأفضل والأصلح للمجتمع. أعتقد أيضا أن الأمور هدأت إلى حد كبير بعد الخطاب الأخير لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ونتمنى أن يستمر هذا الهدوء ويتفرغ الجميع للعمل من أجل الكويت قبل كل شيء، أما بالنسبة لدور وسائل الإعـــلام فلا شك أنــــها الســــلطة الرابعة ولها تأثير كبير في صنع القرار وتشكيل التوجهات، ومع التطور الكبير الذي شهدته الكويت في الآونة الأخيرة من حيث ظهور قنوات تلفزيونية خاصة وصحف كثيرة أصبح الوضع أكثر خطورة، فبعض القنوات لها أجندة خاصة وأجندتها هي الفتنة بمختلف أشكالها، وكثير مما يحدث في بعض القنوات لا يحدث مصادفة أو عبثا بل يحدث بشكل مقصود ولأهداف مقصودة. المهم أن يعي المشاهد أبعاد ما يقدم له والمشاهد الكويتي ذكي وقادر على تمييز المحطات الجيدة التي تحترم عقله وحقه في معرفة الحقيقة بتجرد وموضوعية وبين المحطات التي تبث الفتنة وتفرق الشعب.
كثر الحديث عن ضرورة تعديل قانون المطبوعات والمرئي والمسموع نحو مزيد من الرقابة، خاصة بعد جنوح كثير من المحطات عن دورها وتسببها في خلق فتنة بين أبناء الكويت، كيف تنظرين لهذه الدعوة؟
أي تعديلات تتجه إلى تقييد الحريات وخاصة الحرية الإعلامية هي بلا شك غير دستورية، فالدستور ينص على أن أي تعديلات يجب أن تكون نحو مزيد من الحريات، ويكفي أن المادة 30 من الدستور تنص على أن الحرية الشخصية مكفولة والمادتان 36 و37 تتحدثان عن حرية التعبير وحرية الصحافة وبالتالي أي تعديلات يجب أن تراعي هذه الحقوق، وباختصار ينبغي ألا تكون تشريعاتنا عبارة عن ردود أفعال على بعض المواقف الاستثنائية، فالقنوات التي لا تحترم دورها الوطني ولا تحترم وحدة الكويت وأبنائه ستواجه قبل كل شيء من أبناء الكويت أنفسهم، كما أن قوانين الجزاء الموجودة تكفي لردع أي عمل يضر بالكويت فما نحتاجه هو تفعيل القوانين الموجودة.
من خلال تجربتك كفتاة كويتية، كيف ترين وضع المذيعة ونظرة المجتمع لها؟
نظرة المجتمع تغيرت كثيرا، فقد كانت النظرة سلبية في السابق لكل من يعمل في مجال الإعلام، لكن أصبح لدينا انفتاح كبير وفهم لأهمية الدور الإعلامي وفهم أكبر لأهمية مشاركة المرأة الكويتية جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في تنمية البلد، فهي جزء من المجتمع وعليها واجبات مثلها مثل الرجل، والمادة 40 من الدستور تنص على حرية اختيار العمل لكل شخص، وأنا أنصح أخواتي الفتيات ممن يرغبن في العمل كمذيعات بأن يبادرن إلى تطوير قدراتهن وخوض التجربة.
موقف محرج
يروي الزميل بسام الجزاف أحد المواقف المحرجة التي تعرض لها خلال عمله في تلفزيون الكويت حيث يقول كنت أتحدث مع زميلي قبيل البدء بنشرة الأخبار، فنسيت تركيب سماعة الأذن التي أتواصل من خلالها مع المخرج، وبدأت النشرة وبدأت بقراءة الأخبار، فلاحظت المخرج يصرخ على مدير الاستديو وعلمت أن هناك خطأ ما، ولكنني أكملت قراءة النشرة ولا أعرف ما الذي يحدث، ثم انتبهت لعدم وجود السماعة ولكن في لحظات سريعة لم أكن أدري كيف أتصرف، هل أتوقف عن قراءة النشرة وأعتذر للمشاهدين، وأعتذر عن ماذا بالتحديد، ثم قررت أن أتوقف وأسحب السماعة وعرفت من المخرج أن صوتي طوال النشرة لم يكن مسموعا للمشاهدين فاعتذرت للمشاهدين عن هذا الخطأ الفني فنحن نعمل ومن يعمل خاصة على الهواء مباشرة معرض للخطأ، وبدأت من جديد بقراءة النشرة من بدايتها.
من داخل الاستديو
الزميلة سميرة عبدالله كانت ترتدي ملابس باللون الأسود بسبب حالة وفاة أحد أقاربها، وكان الحزن واضحا عليها طوال الفترة، وما أن اقترب وقت تقديم نشرة الأخبار، وأخذت مكانها أمام الكاميرا في انتظار اشارة البدء، تغيرت ملامحها تماما، فارتسمت على وجهها ابتسامة جميلة وبدأت في تقديم النشرة بحرفية عالية حرصت خلالها على ألا تظهر اي علامات للحزن امام المشاهدين.
وبعد انتهاء نشرة الأخبار، سألتها كيف تفعلين ذلك؟ قالت إن على المذيع ان يكون ممثلا ايضا في بعض الأحيان ويحرص على الظهور بصورة لائقة امام المشاهدين ولا يظهر مشاعره الشخصية، وهو امر مهم بالنسبة للمذيع أن يفصل حياته الخاصة عن العمل.
واقرأ ايضاً:
إبراهيم الصلال: المسرح الحين «يبوق» جيوب الأطفال ويضحك على عقول الكبار
كواليس
نجوى كرم تستعين بمخرجين لتصوير «صك الملكية»