أحمد الفضلي
هناك أعمال لا تنسى مهما دار الزمن ولاتزال راسخة في عقول المشاهدين لأنها تحمل بين طياتها الكثير من المعاني التي ربما لا نجدها في الأعمال الحالية..
من خلال هذه الزاوية سنتذكر تلك الأعمال حتى تظل خالدة.
رصد العديد من الأعمال الدرامية الكويتية جشع وطمع ابن آدم، وكشف عن وصول هذا الجشع إلى ظلم الأقارب واكل مال اليتيم، كذلك رصد التغير في طباع بعض أفراد المجتمع الخليجي بشكل عام والكويتي بشكل خاص في ظل تبادل المصالح، لكن يكاد لا يوجد عمل درامي نجح في التطرق لهذه الأمور بقدر النجاح الذي حققه مسلسل «على الدنيا السلام» الذي يتحدث عن قصة الشقيقتين «محظوظة» و«مبروكة»، وهما عملاقتا الدراما الكويتية حياة الفهد وسعاد عبدالله مع عمهما بعد أن دبر لهما مسألة الجنون ليدخلا مستشفى الطب النفسي ليستولي على ورثهما، ثم يقومان بالهروب من المستشفى، وتتوالى الأحداث من خلال كوميديا شيقة ودراما متقنة.
شخصية «محظوظة»، وهي الأخت الكبرى لمبروكة، وقد كانت هي وأختها تعيشان في منزل عمهما أبو نبيل بعد وفاة والديهما في حادث سير، فكانت امرأة عمهما هيفاء تذيقهما شتى ألوان العذاب والتنكيل، فتجعلهما يغسلان الأطباق والملابس وينظفان البيت، وتعاملهما معاملة تنعدم فيها الرحمة وتخلو من الإنسانية، الأمر الذي لم تطقه محظوظة، ما جعلها تصاب بحالة نفسية أدخلتها مستشفى الأمراض العقلية.
ويبدو أن المدة الطويلة التي قضتها في المستشفى قد أثرت في قدرتها العقلية، لذلك تظهر تصرفاتها في بعض الأحيان قريبة إلى الجنون، وقامت بأداء هذه الشخصية الفنانة حياة الفهد.
شخصية «مبروكة»، وهي الأخت الصغرى لمحظوظة، اضطرت لمجابهة تسلط هيفاء وحدها بعد تحويل أختها للطب النفسي، ولكنها لم تلبث طويلا لكي تلحق بأختها، فبمجرد أن قرر عمها تزويجها من ابنه المدلل نبيل (بلبل) كانت قد عزمت على الهروب من المنزل واللحاق بأختها في مستشفى الأمراض العقلية، وهي تميل إلى النزعة القيادية بعض الشيء، وهي صاحبة الأفكار الجهنمية والخطط المدروسة طوال الحلقات.
العمل الذي قام بتأليفه الكاتب طارق عثمان واشرف على الإخراج حمدي فريد، احد الأعمال الناجحة، بل هو من العلامات البارزة في الساحة الفنية الكويتية والخليجية ولا يزال يحصد نسبة مشاهدة كبيرة من خلال عرضه عبر مختلف الفضائيات المحلية والخليجية على الرغم من إنتاجه في ثمانينيات القرن الماضي.