«Monster Trucks».. «وحش الوانيت» فيلم من إخراج كريس ويدج وكتابة جوناثان أيبل وغلين بيرجير وديريك كونولي، بطولة لوكاس تيل، جين ليفي، شون بين، أيمي رايان وروب لوو.
الفيلم عائلي كوميدي لا يخلو من بعض مشاهد الأكشن ويتناول قضية التلوث البيئي في إطار ظريف وممتع، فقد تناول القضية من منظور جشع الانسان وسعيه وراء الثروة دون الاكتراث الى الحياة على وجه الأرض، فجمع الأموال أهم من أي شيء مهما كان.
ولو نظرنا الى الاحداث فسنجد ان القصة ليست بجديدة ولكن طريقة الطرح مختلفة وظريفة، حيث تبين الأحداث أن الطبيعة تتمنى لنا الخير ولكننا لا نشعر بذلك، ويتجلى هذا المفهوم في علاقة وحش الماء الذي ظهر في احدى مناطق آبار البترول والشاب «تريب» الذي يعمل ميكانيكيا في احدى ساحات الخردة ويملك وانيت قديماً.
يقوم الوحش الهارب من مقر ضخ المواد البترولية بالهرب الى ساحة الخردة بعد أن يختبئ في شاحنة عالم البيولوجيا في الموقع وتحطمت شاحنته عند الانفجار الذي سببه ذلك الوحش، وهو كائن أصابته طفرة فتحول الى كائن مائي مشع يتغذى على المواد البترولية التي أضرت سمومها ببيئته وبيئة فصيلته، وعند وصول الكائن الى ساحة الخردة يقوم بالاختباء في شاحنة الشاب باحثا عن مواد بترولية يتغذى بها.
يراه الشاب «تريب» فيصاب بالهلع ويحاول الهرب منه وأسره في حفرة فحص السيارات، الا أن الوحش بقدرته على التملص من الأماكن الضيقة كالحبار يختفي قبل وصول الشرطة.
لا يكتفي تريب بهذا الموقف المحرج له فيحضر عددا من البراميل المملوءة بالمواد البترولية ويضعها على منصة سحق السيارات كفخ للمخلوق الغريب وعند ظهوره يرق قلب «تريب» للمخلوق حين يراه يحمل البرميل كطفل رضيع ويشرب بكل براءة، ولسوء حظه تسقط من يده آلة التحكم بمنصة السحق وتتعطل فيقرر أن يسحب المخلوق قبل أن يصبح كالعلكة وبلا ملامح، وتنشأ بينهما صداقة من نوع غريب، صداقة بين إنسان (دم ولحم وعظام) وكائن رخوي مصاب بطفرة حولته الى كائن مشع في الماء وقادر على توليد طاقة كفيلة بتحريك (وانيت رباعي الدفع).
يعتقد الكثيرون أن مشاهدة مثل هذا الفيلم تفاهة ومضيعة للوقت ولكن ان امعن المشاهد في الرسالة التي يحملها العمل فسيغير رأيه، لقد أبدع صناع الفيلم جميعا في ابراز الصراع بين الخير والشر، فمن يختار الخير عليه تحمل عواقب ذلك من خسائر مؤقتة، ومن يختار الشر عليه تحمل ويلات السجن وراء القضبان مذلولا مقهورا لا يتمتع بأمواله التي حصدها من وراء ايذاء الناس والطبيعة التي خلقنا الله لخدمتها وخدمتنا.
رسالة جميلة يوصلها الفيلم لأبنائنا، خاصة في حالة الغضب الذي تشنه الطبيعة بسبب التلوث وما الى ذلك من ظواهر أدت الى تغير المناخ، تسمم الهواء، ونفوق الأسماك...الخ.
بعد مشاهدتنا للفيلم ننصح قراءنا الاعزاء باصطحاب أسرهم للاستمتاع به وبالمغامرة المشوقة فيه دفاعا عن الخير.
مشاهدو الفيلم: متناسق وفيه متعة كبيرة
بعد نهاية الفيلم توجهنا الى بعض الجمهور الذين حضروه لأخذ آرائهم، وتباينت الآراء، حيث علق البعض بأنه خرافي بشكل مبالغ فيه الى أن التقينا بالمهندس عماد الدين أحمد الذي قال لنا: «استمتعت كثيرا بالمشاهدة، فالفيلم جميل وأعجبتني المؤثرات البصرية».
وتابع: «ان كان هناك من يعتقد أن هناك مبالغة ففي رأيي الشخصي أن صناعة السينما صناعة ترفيهية، وقد شاهدت هذا الفيلم لأن فيه الكثير من المتعة، في رأيي على الأقل».
وأردف: «أنصح قراء «الأنباء» بمشاهدة الفيلم، كما أنصح المتزوجين بأن يصطحبوا أسرهم والذهاب لمشاهدة هذا العمل السينمائي الظريف للاستمتاع وكسر الروتين».
وتحدثت إلينا أم كويتية هي وطفلها عبدالله، عن الفيلم، وقالت الأم التي رفضت ذكر اسمها: «أعجبني الفيلم واستمتع ابني به كثيرا حتى انه يريد شراء بوستر الفيلم».
وسألنا عبدالله عن رأيه فقال: «أحببت الوحش الذي خرج من البترول فهو طيب».
من جهتها، أبدت فاطمة عيسى رغبة في التحاور معنا بعد انتهاء الفيلم، وسألتنا هل يمكنها اختيار صورة من مجموعتها لتنشر في صفحتنا؟ فقبلنا ولم نعترض، وسألناها عن رأيها في الفيلم، فردت: «أعجبتني الخدع البصرية، فأنا مصممة غرافيك وهذا النوع من الأفلام وتصميم الأنيميشن يستهويني».
مضيفة: «القصة ليست سيئة، حيث وظف المخرج الأنيميشن مع الأحداث بشكل متناسق في إطار ظريف».