سماح جمال
من منا لا يحمل في ذاكرته ذكريات الطفولة التي تجدد الفرح في قلوبنا، وربما تكون أقربها تلك الذكريات إلينا تلك تذكرنا ببراءة تفكيرنا آنذاك في مواجهة حيلة ذكية استخدمت معنا لدفعنا للقيام بأمر ما.
وهنا تأتي زاوية «قاصين عليّ» الرمضانية لتقلب في ذاكرة الفنانين والمشاهير عن ذكرى من ايام الطفولة مازالت محفورة في قلوبهم وعقولهم استخدمت بها حيلة، جعلتهم مصدقين بها لسنوات طويلة من حياتهم قبل ان يكتشفوا الحقيقة.. واليوم يشاركنا الكاتب محمد النشمي احدى هذه الذكريات، وفيما يلي التفاصيل:
«أغلب ذكرياتي غالبا ما ترتبط بفصل الشتاء، وكنا نجتمع في المنزل حول ـ دو ـ التي نضع عليها الشاي ونحتمي بدفئها من برودة الجو»، هكذا بدأ الكاتب محمد النشمي حديثه، واردف قائلا: وهوايتي آنذاك كانت اللهو بالحطب وتقليبه، وكانت جدتي دائما تحاول جعلي اتوقف عن هذه العادة الخطرة، وفي احدى المرات كنت وقتها لم اتجاوز الخامسة من عمري، قالت لي: «اللي يلعب بالنار يبول بفراشه» بمعنى أنه يصاب بحالة تبول لا إرادي، ومع وقع هذه الكلمات عليّ اصبحت لا اقوم بهذا الفعل ابدا خوفا من العاقبة، وحتى لا اعرض نفسى لموقف مماثل.
واكمل النشمي حديثه: وهذه الحيلة انطلت عليّ لفترة طويلة من حياتي، واكتشفت حقيقة الأمر عندما بلغت الرابعة عشرة من عمري تقريبا، وكلما فكرت في الأمر لا اصدق مدى سذاجة عقلي في ذلك الحين الذي صدق امرا مماثلا، رغم انه يخالف كل حدود المنطق والحقائق العلمية، ولدرجة انه لا يوجد رابط بين الفعل والعاقبة التي تليه.
وتابع النشمي، قائلا: الطريف هنا انني استعملت نفس الحيلة التي استخدمتها جدتي معي في الماضي، اليوم مع اخواني الأصغر مني، والطريف انها انطلت عليهم.