كازبلانكا «Casablanca»، هو فيلم رومانسي صدر عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية، في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، وهو من إخراج مايكل كورتيز، وبطولة همفري بوغارت، الذي جسد شخصية «ريك بلين»، وإنغريد بيرغمان في شخصية «إلسا لوند».
تدور الأحداث في الدار البيضاء خلال الحرب العالمية الثانية بعد سقوط فرنسا بفترة ليست بعيدة، التاريخ ديسمبر 1941 (كما ذكر ريك بلين في الفيلم)، حيث تدفق اللاجئون يقصدون العاصمة المغربية فرارا من رحى الحرب الدائرة والتهديد المستمر من قبل النازية، وتعتبر الدار البيضاء نقطة الانطلاق إلى إسبانيا ومنها إلى أميركا، حيث تكون الحرية، لكن لا بد أن يحصل اللاجئون أولا على تأشيرة خروج باهظة الثمن قبل ركوب الطائرة التي سوف تقلهم إلى البلد المنشود، ويحصل اللاجئون على هذه التأشيرات إما بطريقة مشبوهة أو من السوق السوداء.
ريك بلين، الذي لعب دوره في الفيلم الممثل همفري بوغارت، شاب أميركي يعيش في منفاه بالدار البيضاء ويمتلك أشهر حانة في المدينة تعرف باسم «مقهى ريك الأميركي»، بينما لا يجد مشاهد الفيلم من يخبره عن السبب الذي يمنع ريك من العودة إلى الولايات المتحدة، غير أن لويس رينالت «رئيس شرطة» الذي يقوم بدوره في الفيلم الممثل كلود راينز، الذي يتحلى بالروح الرومانسية العاطفية، يميل إلى الاعتقاد بأن السبب وراء عدم استطاعة ريك العودة إلى موطنه هو أن ريك قتل أحدهم.
تعتبر حانة ريك موطنا لجميع الشخصيات المغمورة التي تقوم بأعمال مشبوهة، لكنه ليست له أي علاقة بهذه الأعمال، كما أنه لا يرغب في التورط بالأنشطة السياسية المحلية أو العالمية، وبالتالي يفضل البقاء محافظا على الحياد المطلق، بحيث لا يميل إلى أي طرف من الأطراف المتورطة في الحرب.
وهناك في نهاية الطريق يظهر أوغارت، الذي يلعب دوره الممثل «بيتر لوري»، ومعه خطابا اجتياز لهما طابع خاص تماما، حيث يعطيان لحاملهما الحق في مغادرة الدار البيضاء دون التعرض للمساءلة، غير أن ريك لم يكن لديه انطباع طيب عن أوغارت إلا بعد أن علم بمقتل اثنين من موظفي البريد الألمان لدى سعيهما للحصول على خطابات الاجتياز، وعليه تغير موقف ريك من أوغارت، الذي طلب من ريك أن يحتفظ بالخطابين إلى أن يأتي الزبون المنتظر لشرائهما، فوافق ريك، في نفس الوقت تم اعتقال أوغارت وقتل في ظروف غامضة، ويبدو أن الزعيم النازي الميجور ستراسر الذي يقوم بدوره كونراد فيدت، والكابتن رينالت لم يقررا بعد المسلسل العملي الذي سوف ينفذاه.
وذات ليلة، دخلت المقهى «إلسا لوند» التي تقوم بدورها الممثلة إنغريد بيرغمان، يليها فيكتور لاسلو ويقوم بدوره الممثل بول هنريد، تعرفت إلسا على عازف البيانو «سام» الذي يقوم بدوره ديلي ويلسون، وسألت عن أخبار ريك، وطلبت من سام أن يعزف لها أغنية «مر الزمان»، ففعل على مضض، ويبدو أن ريك لم يكن يحب هذه الأغنية، فجاء كالصاعقة يريد أن ينهر سام بعنف، وفجأة توقف عندما رأى إلسا.
من خلال اللفتات المتبادلة، اتضح أن الإثنين يعرفان بعضهما وأنهما كانا على علاقة غرامية عندما كانا في باريس، في الوقت الذي كان الألمان يغزون البلاد، حيث كان من المفترض أن يرحلا عن باريس معا، لكن إلسا تركت ريك في محطة القطار، لذلك رحل هو وسام بمفردهما، وكان لهذا الموقف أثره العميق في ذاكرة ريك الذي حمل مشاعر مريرة تجاه إلسا، وزوجها فيكتور لاسلو الزعيم الكبير في حركة المقاومة ضد النازية والذي كان لا بد أن يغادر الدار البيضاء قبل أن يختفي في ظروف غامضة، ولسوء الحظ لم يحصلا على الخطابات الضرورية من المصادر الشرعية للسفر والنزوح خارج البلاد، نظرا لتدخل النازيين بأمر من الميجور ستراسر.
وكان ريك يملك الخطابين الذين تركهما معه أوغارت، وعلمت إلسا وزوجها من السيد فراري، زعيم الأنشطة غير الشرعية في الدار البيضاء ومالك الـ «بلو باروت» أو «الببغاء الأزرق»، وهو ثاني أكبر الحانات في المدينة والذي يلعب دوره سيدني غرينستريت، بأن ريك ربما يكون لديه طلبهما، لكن ريك يتذكر أنه ترك وحده في باريس إذ تخلت عنه إلسا، ولذلك كان يرفض تماما مساعدة الزوجين في الفرار من البلاد.
جاءت إلسا إلى ريك في ساعة متأخرة من الليل وهددته بمسدس، لكن لما رأت أن ذلك لن يجدي، أخذت توقظ حبها الدفين، الذي لم يكن مات بعد، والراقد في أعماق قلبها، وقالت إنها سوف تبقى معه إذا وافق على إعطاء فيكتور الخطاب ليتمكن من الخروج من البلاد، ووافق ريك على الاتفاق وباع حانته للسيد فراري، وقال للكابتن لويس رينالت أن يلقي القبض على فيكتور وهو في الصالون وهو يمسك بالأوراق، وعندما وصل لويس محاولا إلقاء القبض على فيكتور، أخرج ريك مسدسه وشهره في وجهه وحمله على إبلاغ الشرطة لإخلاء الطريق إلى المطار، ولكن في الحقيقة أن لويس اتصل بالميجور ستراسر الذي ذهب إلى المطار وأطلق ريك عليه النار، واستقلت إلسا وزوجها فيكتور الطائرة إلى ليسشبون، بينما غادر ريك ولويس الدار البيضاء معا.
ويعتبر فيلم كازبلانكا «Casablanca» بقصته الاستثنائية من أهم الأعمال الخالدة في ذاكرة الشعوب على مر السنين.