بيروت ـ جويل رياشي
لا يتعب استاذ المسرح في كلية الفنون الجميلة د.ايلي لحود من المواظبة على تقديم عمل صعب بلغة العصر الحالية. وها هو يعود الى خشبة «مسرح دوار الشمس» بالطيونة في ضاحية بيروت، ليدير من غرفة الإخراج ثلاثة ممثلين لعبوا لساعة واحدة بالتمام مسرحية «العشيق» للمسرحي البريطاني هارولد بنتر (1930- 2008).
ينتصر لحود في عمله الجديد لمسيرته السابقة: الاستسلام للشغف، والقيام بما يحب، عبر تقديم مسرحية في كل موسم، هي السادسة له تواليا في بيروت بعيدا من قواعده في بلاد جبيل، حيث يدير «محترف عمشيت للمسرح» الذي أسسه في سبعينيات القرن الماضي.
ثلاثة من متخرجي المحترف لعبوا الأدوار في ثلاثة مشاهد، حضور كامل لرلى غوش في مقابل مشهدين لروميو الورشا وواحد قصير لبيو شيحان. وحده لحود يستطيع المقارنة بين النسخة الحالية اللبنانية للمسرحية وتلك الاصلية لها التي قدمت للمرة الاولى على مسرح هيبرتو في باريس في 27 سبتمبر 1965، والتي اخرجها كلود ريجي.
قوة الحركة حاضرة في مسرح لحود، ولا تشترط حضورا عدديا للممثلين، بل تقوم على إخراج كل منهم كل ما عنده.
تحاكي المسرحية قصة علاقة روتينية بين زوجين، لا يتم تصحيحها إلا «بالتي كانت هي الداء»، اي بانتقالهما الى مرحلة جديدة متخيلة. وهي من اساليب «المؤلف الأب» للمسرحية بنتر الذي كان يهدف الى اظهار الانسان في مواجهة المجتمع، معالجاً مسألة الخوف من الآخرين والوحدة. ينتهي العرض بصعود لحود الى الخشبة لتحية الجمهور برفقة ابطال العمل. وبعدها يحكي لـ«الأنباء» عن انحسار دور العرض في بيروت الى اثنين يشهدان أنشطة (دوار الشمس ومسرح المدينة، فيما دخل مسرح مونو في ورشة تأهيل)، من دون ان يخفي ان خشبة «دوار الشمس» كانت مهددة بالإقفال، «لكنها الآن تشهد زحمة اعمال في موسم المسرح». ويكشف المخرج ان العمل قد ينتقل الى منطقة اخرى، وربما خارج لبنان اسوة بتجارب سابقة للمحترف، بعد ستة عروض في بيروت. وعن عمله الحالي يقول: «لقد اصبحت الحياة، التي هي بعيدة كل البعد عن الوتيرة الواحدة متوترة، وبقيت الذكريات الجميلة، التي سادت بدايات العلاقة، تضخ القليل من الفرح والبهجة. وساد الصمت التعبيري البليغ، وتكاثرت النظرات المؤنبة والمعاتبة والدالة على الخيبة، وأصبحت الحركات داخل المنزل بطيئة وسريعة في آن، بطيئة في الايقاع وسريعة في الزمن، الى ان اصبح الغياب سيد المواقف». سيستمتع لحود بمولودته المسرحية حتى انتهاء العروض، ليعود الى الاقتباس ولبننة عمل جديد، ودائما من مخزون النوعية الجيدة للمسرح الاصيل.
وهو قدم في جديـــــده اداء فذا لممثليه الثلاثة وخصوصـــــا غوش التي شاركتـــــه في لبــــننة النص.