«Insidious: The Last Key» هو أول فيلم رعب يعرض في مستهل العام الجديد في صالات «سينسكيب».
ولا يخفى على أحد منا نوعية سلسلة أفلام «Insidious» بشكل عام، فقد تابع الجميع هذه السلسلة بشغف شديد، وكانوا ينتظرون الجزء الرابع بعد تحول الأحداث في «Insidious Chapter 3» عام 2015.
وكانت 2017 سنة مليئة منذ بدايتها بأفلام الرعب المختلفة، وبرز الكثير منها في مجال محاولة الخروج عن المألوف وتقديم قيم جديدة في عالم أفلام الرعب الترفيهية، ومع أننا شاهدنا الكثير من الأعمال التي تثير الخوف والرعب العام الماضي، إلا أن المحصلة النهائية مازالت مجهولة، ولكن عرفنا جميعنا مصير «Insidious: The Last Key» والذي شكل في الحقيقة مفاجأة سارة بين عالم أفلام الرعب.
لطالما اشتهرت أفلام الرعب بهدفها الترفيهي وهو هدف رئيسي لدى صانعها، وغالبا ما يتم في هذه الأفلام تجاهل الفكرة المراد توجيهها للجمهور، والتركيز على إثارة الرعب والخوف في قلوب المشاهدين، لكن هذه النقطة تحديدا هي ما ميزت فيلم «Insidious» الأخير الذي قدم منعطفا دراميا هائلا، ومفاجئا جدا لم يكن أكثر المتفائلين به ليتوقعه.
وقبل الحديث عن النقاط الموجودة في «Insidious: The Last Key»، فقد قدم هذا الفيلم مفاجأة سينمائية مذهلة، لم تتعلق أبدا بالرعب أو بأي جانب ترفيهي، بل بالرسالة التي حاول أن ينقلها، وبالعمق العاطفي الذي اتسمت به المشاهد الدرامية فيه، وهو من النادر جدا مشاهدته في فيلم رعب، فكانت نقطة إيجابية وخطوة جريئة ومهمة جدا أنقذت أحداث الفيلم المتهالكة وأبرزت القصة في المقام الأول.
وعند الحديث عن هذا الفيلم، سنجد أن للموضوع شقين يجب مناقشتهما، الأول هو واقع التكرار والابتذال، والسخافة التي لا تطاق في النقاط البسيطة المعروضة فيه، والأفكار الضعيفة التي تفرض على المشاهد متابعتها منذ البداية، وكأن الموضوع بحد ذاته جديد، فقد كان هذا القسم من القصة ضعيفا وسيئا جدا، أنقذته الانعطافات والإضافات الدرامية المختلفة.
كما كانت مشاهد الفيلم تتطور مع تطور القصة المتشعبة والشخصيات المختلفة، بينما بقي الرعب على مستوى ثابت طوال مدة العرض، إلا أن هناك أمرا آخر فريدا من نوعه وهو الشق الثاني الذي يعتبر القصة الخلفية لبطلة الفيلم، والتي ربطت جميع الأجزاء السابقة مع الجزء الجديد وهذا بحد ذاته عمل ذكي ورائع.
سيشعرك الفيلم كالعادة، أن هدفه الأول والأخير هو إثارة الخوف، معتمدا على خليط فريد من نوعه وفعال جدا من الموسيقى المتنوعة، يغلب عليها كثيرا صوت الكمان، والموسيقى من تلحين جوزيف بيشار الذي عمل على الأجزاء السابقة للفيلم، بالإضافة إلى فيلم «The Conjuring».
يبرز الرعب الحقيقي في «Insidious: The Last Key» عن طريق لحظات معينة، لا شيء مميزا فيها سوى الموسيقى التصويرية التي كان مستواها ممتعا، لكن فيما يتعلق بتصوير تلك المشاهد، لا شيء مميزا وجميعها متوقعة، وستعلم تماما متى تغلق عينيك إن كنت من أصحاب القلوب الضعيفة، لكن لن تستطيع أن تسد أذنيك في الوقت ذاته.
ففي حين انشغلت المشاهد المصورة في إثارة الرعب والخوف عبر الفيلم، برز النص في محاولته تقديم ذلك الطابع الدرامي الخاص جدا، ومع أنه لم يكن من أفضل النصوص لكنه نجح ببناء جيد للأحداث، ودوما النتيجة النهائية هي الجائزة الكبرى، وهو جانب إيجابي آخر من الفيلم، مع بعض النقاط الضعيفة التي يمكن التغاضي عنها في عمل كاتب الفيلم ومخرجه لي وانل.