فاز الفيلم الدرامي الياباني «شوب ليفترز» للمخرج هيروكازو كوري-إيدا بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان كان السينمائي.
وأثار الفيلم إعجاب الجمهور لتصويره الدقيق للحياة الأسرية والتطورات المفاجئة في حبكته الدرامية.
وفوز هذا المخرج، الذي حصل على جوائز في المهرجان في سنوات سابقة، خالف التوقعات بحصول امرأة على السعفة الذهبية مع وجود ثلاث مرشحات كانت أبرزهن اللبنانية نادين لبكي التي فازت بجائزة لجنة التحكيم الثالثة من حيث الأهمية عن فيلمها «كفر ناحوم».
ينتمي الياباني هريكازو كوري إيدا الفائز بالسعفة الذهبية إلى حلقة المخرجين المعتادين على تقديم أفلامهم في الكروازيت، فهذه هي المرة السادسة التي يشارك فيها في المسابقة الرسمية.
وكان فيلمه «مثل الأب مثل الابن» قد أحرز جائزة لجنة التحكيم في 2013، في حين فاز بطل فيلم «لا أحد يعلم» بجائزة أفضل ممثل عام 2004.
يشكل كوري إيدا مع مواطنيه كيوشي وأيوما وكوازي جيل سينمائيين خلفوا «الموجة الجديدة» اليابانية.
في «شوب ليفترز» تعترض طريق أوسامو وابنه طفلة مهملة في الشارع.
بعد تردد في تبنيها، تقبل زوجة أوسامو التكفل برعاية البنت لاسيما حين تدرك أن الصغيرة كانت تتعرض للتعنيف داخل عائلتها.
عائلة أوسامو تنتمي للطبقة الفقيرة، ولأن معاشاتهم ضعيفة، يعتمد أفرادها على عمليات سرقة واحتيال صغيرة لتوفير حاجياتهم.
رغم الفقر، تبدو العائلة سعيدة لكن حادثة تفجر أسرارها الرهيبة.
وقال كوري إيدا عند تسلمه الجائزة «السينما مكان مليء بالشجاعة ففيه يمكن للعوالم المتنازعة أن تلتقي».
جائزة تكريمية
وقرر المهرجان منح سعفة ذهبية خاصة للسويسري الفرنسي جان لوك غودار تكريما لمسيرته المهنية.
وشارك غودار في المسابقة الرسمية بفيلم «كتاب الصورة» وهو عمل تجريبي غامض لكن يتضمن في طياته رسالة قوية بشأن العالم العربي.
في فيلمه الأخير تجميع كثيف ولصق للصور والفيديوهات.
فيلم عن غروب حضارتنا، يسعى فيه المخرج إلى إثبات أن عالمنا وصل إلى الأوضاع المأسوية التي نعيشها لأننا، والغرب بالذات، أهملنا العالم العربي.
الجائزة الكبرى
أما الأميركي سبايك لي الذي عاد إلى الكروازيت بعد عشرين عاما من الغياب بفيلم «بلاك ككلانسمان» الذي فاز بالجائزة الكبرى، ثاني أكبر جوائز المهرجان، فيسرد الفيلم قصة «مستوحاة من الواقع» رون ستالورث أول شرطي أسود ينجح في نهاية سبعينيات القرن العشرين في الانضمام إلى شرطة كولورادو.
سريعا ما ينطلق الشاب في مهمة مخابراتية تتمثل في اختراق منظمة «كو كلوكس كلان»! تؤمن هذه المنظمة التي تعمل فروعها حتى اليوم، بتفوق العرق الأبيض ومعاداة السامية وكراهية السود.
وفي الفيلم معاني انتقاد لاذع ومباشر لسياسة الرئيس دونالد ترامب، ومواد وثائقية تحيل على أحداث «شارلوتسفيل». القيمة الكبرى للفيلم تكمن في خطوط الاندفاعية والغضب والفعالية التي تميز سبايك لي واهتمامه الدقيق بالتاريخ والأفكار والكلمات.
يعي المخرج بأن هذه القصة تكتب في أميركا بمواد السينما، فلا يبخل في الإحالة على تاريخ الفن وتاريخ البلاد عبر فيلم سرعان ما يتحول إلى صناعة تجريبية وملتزمة.
جائزة لجنة التحكيم
وفازت اللبنانية نادين لبكي عن فيلم «كفر ناحوم» بجائزة لجنة التحكيم، وهو أول عمل لبناني منذ 27 عاما نافس على السعفة الذهبية، بعد مشاركة الراحل مارون بغدادي عام 1991 والذي كان قد أحرز بدوره جائزة لجنة التحكيم عن فيلم «خارج الحياة».
ولبكي وهي رابع مخرجة لبنانية (وثاني امرأة) تشارك ضمن المسابقة الرسمية بعد كل من جورج نصر بفيلمه «إلى أين» عام 1957، وهيني سرور بفيلم «ساعة التحرير دقت» (وكانت أول امرأة عربية تشارك في المسابقة الرسمية) سنة 1974 ثم مارون بغدادي.
وقالت لبكي عند تسلم الجائزة مساء السبت «السينما ليست فقط للترفيه وللحلم بل للمساعدة والتفكير». والطفولة المهمشة، واللاجئون السوريون، وعاملات المنازل من إثيوبيا والفلبين المهضومة حقوقهن، وزواج القاصرات.. كل هذه المواضيع جمعت في الفيلم فكان حقا «كفر ناحوم» بمعنى فوضى عارمة.
وتابعت لبكي التي زغردت لدى اعلان فوزها «الطفولة المهمشة هي سبب الشر الذي يسود العالم» وأهدت الجائزة لبلادها فقالت «رغم كل ما نعيبه على لبنان فهو يبذل ما يمكن ويستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم».
وكانت قد أخرجت الممثلة والسينمائية لبكي في بداياتها، وبعد أن حصلت على شهادة في علوم السمعي والبصري من جامعة بيروت، إعلانات و«كليبات» موسيقية ونالت جوائز عن بعضها.
وهي «ابنة كان المدللة: إذ شاركت عام 2004 في «إقامة سينيفونداسيون» لمهرجان كان لكتابة سيناريو فيلمها الطويل الأول «سكر بنات» ثم صورته بعد عامين.
وفي 2007 عرض «سكر بنات» في قسم «أسبوعا المخرجين» في مهرجان كان وبيع عبر العالم وحقق أكبر نجاح دولي عرفته السينما اللبنانية.
وفي 2011 شاركت في قسم «نظرة ما» بفيلم «هلأ لوين»، وهي لوحة مجازية وشجاعة تقبل الآخر، وكانت لبكي عضوة في لجنة تحكيم في قسم «نظرة خاصة» عام 2015.
جوائز أخرى
فازت الإيطالية أليس روهفاشر، وهي أيضا إحدى النساء الثلاث المشاركات في المسابقة الرسمية نحو السعفة الذهبية، إلى جانب نادين لبكي والفرنسية إيفا هوسون، بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم «سعيد مثل لازارو» بالتساوي مع الإيراني جعفر بناهي عن فيلم «ثلاثة وجوه».
وفاز بجائزة أفضل إخراج الپولندي بافل بافليكوفسكي عن فيلم «حرب باردة».
وكان المخرج قد فاز بأوسكار عام 2014 عن فيلم «إيدا».
عاد بافليكوفسكي ليصور بالأبيض والأسود، معلما بارعا في تركيب شكل كلاسيكي يعد درسا في السينما.
طغى على «حرب باردة» لون رمادي رمادي من خمسينيات القرن العشرين، ولون الأحزان العاطفية، فالقصة تتناول حبا مستحيلا.
كما فازت الممثلة سامال يسلياموفا وهي من كازاخستان بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «أيكا» للمخرج الروسي سيرغي دفورتسيفوي.
وتلعب دور أيكا وهي عاملة فقيرة من قرغيزستان تضطر إلى العمل في موسكو لتسديد ديونها وتضطر للتخلي عن مولودها حتى لا تخسر عملها وأما جائزة أفضل ممثل فكانت من نصيب الإيطالي مارسيلو فونتي، الذي تقمص دور «مصفف شعر الكلاب» في فيلم مواطنه ماتيو غارون الذي يحمل نفس العنوان.
قائمة الفائزين بجوائز المهرجان
٭ جائزة السعفة الذهبية: فاز بها الياباني هيروكازو كوري-إيدا عن فيلمه «سارقو المحال/ شوب ليفترز».
٭ الجائزة الكبرى: للمخرج الأميركي «سبايك لي» عن فيلم «بلاك كلانسمان».
٭ جائزة لجنة التحكيم: فازت بها اللبنانية نادين لبكي عن فيلم «كفر ناحوم».
٭ جائزة السعفة الذهبية الخاصة: فاز بها جان لوك جودار - سويسرا/فرنسا.
٭ جائزة أفضل مخرج: فاز بها الپولندي بافل بافليكوسكي.
٭ جائزة أفضل ممثل: للإيطالي مارسيلو فونتي عن فيلم «دوجمان».
٭ جائزة أفضل ممثلة: فازت بها الكازاخية سمال يسلياموفا عن فيلم
«أياكا».
٭ جائزة أفضل سيناريو (مشتركة): المخرجة الإيطالية أليس روروتشر عن فيلم (هابي إز لاتسارو) والإيرانيان جعفر بناهي ونادر سايفار عن فيلم «ثري فيسيز/ ثلاثة أوجه».
٭ جائزة سعفة أفضل تصوير لفيلم يعرض لأول مرة: ذهبت إلى البلجيكي لوكاس دونت عن فيلم «جيرل/ فتاة».
٭ جائزة أفضل فيلم قصير: للأسترالي تشالز ويليام عن فيلم «آول زيس كريتشرز/ كل هذه المخلوقات».
كلب شيواوا صغير يفوز بجائزة «بالم دوج» في مهرجان كان
فاز كلب شيواوا صغير بجائزة سعفة الكلب (بالم دوج) غير الرسمية في مهرجان كان السينمائي الدولي بسبب دوره في فيلم (دوج مان) الإيطالي الذي يدور حول مربي كلاب يتورط على مضض في عملية سطو.
وخلال أحداث الفيلم الذي أخرجه ماتيو جاروني تحبس «عصابة سطو» هذا الكلب داخل مبرد حتى يتوقف عن النباح ثم ينقذه بطل الفيلم بعد ذلك، وتوزع الجائزة غير الرسمية منذ العام 2001 على هامش المهرجان.