تشارك النجمة ايمي شومر في بطولة وإنتاج فيلم «I Feel Pretty» الذي قالت عنه إنه يبث الروح الإيجابية في نفوس أولئك الذين يفتقدون الثقة بأنفسهم بسبب شكلهم، حيث تدور أحداث الفيلم حول «رينيه» تلك الفتاة السمينة التي تعاني من مشاكل نفسية بسبب شكلها والتي تحلم بأن تعمل لدى إحدى شركات الجمال ولكنها تتعرض للانتقادات ممن حولها وأحيانا الى التنمر من بعض الناس، فتقرر الذهاب لصالة الرياضة والعمل جاهدة على التغيير من مظهرها والتخلص من الكرش، وأثناء ممارستها للتمارين تسقط وترتطم رأسها بقوة على أحد الأجهزة وتفقد الوعي.
تبدأ أحداث الفيلم فعليا بعد أن تفيق من حالة الإغماء التي أصابتها بعد سقوطها، والفيلم من بطولة ايمي شومر، ميشيل ويليامز وايميلي راتاشكوفسكي، أما الاخراج وكتابة السيناريو فهو للثنائي آبي كوهين ومارك سيلفرستين اللذين استطاعا توظيف القصة في اطار كوميدي وإيصال الرسالة المرجوة من الفيلم.
أبدع كل من الممثلين وصناع الفيلم في أداء هذا العمل وكان الدور الأبرز لنجمة الكوميديا ايمي شومر التي ظهرت متأنقة وجميلة ولكنها سقطت في فخ الأفلام الكوميدية وهو توظيف خفة الظل في الأداء لدرجة الابتذال، وكذلك فعل كل من المخرجين اللذين وظفا المشاهد بطريقة جعلتها تظهر بشكل غير لطيف.
بالنسبة لحركة الكاميرا والتركيز على مواطن الجمال- فيما يعتقد البعض أنه قبح- كان كل من كوهين وسلفرستين ذكيان كفاية في ابراز فكرة أن الجمال الخارجي ليس هو الا انعكاس للجمال الداخلي فكان «I Feel Pretty» كأنه محاضرة طويلة في التنمية البشرية، حيث توالت الأحداث بشكل سلس الى أن تصل «رينيه» الى هدفها، وذلك وهي متوهمة أنها فعلا فقدت وزنها وهذا ما كانت تراه، الا أن ما تراه، لا يراه الآخرون، وهنا وقع المتفرج في حيرة هل هي واعية أم أنها تحلم بما يحدث؟على الرغم من بعض السلبيات التقنية وأهمها مط المشاهد بشكل غير مبرر، إلا أن «I Feel Pretty» قدم سيناريو متماسكا الى حد كبير وحافظ على جعل المتفرج غارقا في حيرته، معتقدا أن الأحداث المتوالية ليست أكثر من حلم مثلما يحدث في أفلام كثيرة من هذه النوعية، كأن يغرق شخص ما في غيبوبة ويرى حياته المستقبلية وفي نهاية الفيلم يفيق بطريقة ما ليرجع الى الواقع ويقرر أن يغير واقعه بناء على ما شاهده أثناء غيبوبته، ولكن في هذا الفيلم حدث العكس، ما جعل كثيرا من النقاد يمتدحون الفكرة، كما أن الثبات الذي امتاز به السيناريو والأحداث مع الضحك الكثير في خضم الأحداث أدى الى نجاح الفيلم ولكن ليس كما هو متوقعا بل إن بعض الناس اعتبروه مجرد رسالة وصلت للمتلقي بشكل ظريف.
في النهاية، يعتبر فيلم «I Feel Pretty»، عملا يحمل رسالة لكل من هم مهووسون بالجمال، ويقول: «ثقوا بأنفسكم فأنتم من تصنعون أنفسكم وليست أشكالكم» ومن وجهة نظرنا فان الفيلم يحمل رسائل كالتي في كتاب «The Secret» لروندا بايم وشعاره «تحلى بروح جيدة وغيّر من نفسك».
SPOTLIGHT
إيمي شومر
كوميدية «ستاند أب» وممثلة وكاتبة ومنتجة أميركية، ولدت في يوم 1 يونيو 1981 في مانهاتن بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة، اشتهرت بسلسلة برامجها الكوميدية تحت مظلة برنامج «ايمي شومر شو» والتي كانت تعرض على قناة «كوميدي سنترال» منذ 2013.
وفازت شومر بجائزة «بيبودي» وترشحت 5 مرات لنيل جوائز الإيمي برايم تايم لبرامجها، وفي 2015 مثلت في أول أفلامها وهو فيلم «كارثة مع..» والذي كان من تأليفها وبطولتها، وفي 17 أكتوبر 2015 بدأت بالعمل في برنامج كوميدي آخر اسمه «Amy Schumer Live at the Apollo» على قناة هوم بوكس أوفيس.
اسمها بالكامل هو ايمي بيث شومر، شاركت في بطولة فيلم «Snatched» أمام أيقونة السينما الأميركية الممثلة غودي هون سنة 2017 وكان الفيلم من إنتاج شومر نفسها، وتزوجت شومر من كريس فيشر في 12 فبراير الماضي، وتقول: فيلم «I Feel Pretty» كان حلم يراودني منذ زمن، مضيفة أن الفيلم يعبر عن شخصيتها ومعاناتها بسبب سمنتها ومع ذلك تحدت العالم وأصبحت نجمة من نجوم هوليوود.
وكانت شومر في عروضها تسخر من البدانة وكثيرا ما كانت تسخر من نفسها، وفيلمها الأخير يجسد تجربتها الشخصية مع الجمال، فمن وجهة نظرها أن الجمال يكمن في الثقة بالنفس لا الخجل مما خلقنا عليه.