اقتبست السينما العربية عن هوليوود كثيرا من الأفلام على مر السنين، بعض منها فاز بحب الجمهور العربي أكثر من النسخ الأميركية من الأفلام، والبعض كان حظه عاثرا، ولم يلق سوى الرفض والسخرية من الناس والنقاد. وعلى سبيل المثال فيلم «جاءنا البيان التالي» وفيلم «طير إنت» حظيا بالنجاح، رغم قصتهما المقتبسة عن أفلام أميركية قدمتها هوليوود بشكل أكثر إبهارا، هما: «I love trouble» و«Bedazzled».
الاقتباس عن هوليوود ليس جديدا على السينما العربية، تلك تجربة خاضها فؤاد المهندس في فيلم «مطاردة غرامية»، حين اقتبس القصة عن فيلم أميركي بعنوان «What’s New Pussycat» للمخرج والممثل الأميركي وودي آلان.
ولكن الاقتباس العربي من سينما هوليوود ليس بالضرورة تقليلا من شأن العمل الفني الذي يتم نسخه، والدليل على ذلك أن الكثير من الأفلام الأميركية التي قدمتها هوليوود لجمهورها، وحققت نجاحا ضخما مقتبسة عن أفلام أوروبية وآسيوية مغمورة.
الفيلم الأميركي «City Of Angels» الذي أنتج عام 1998، من بطولة ميغ رايان ونيكولاس كيدج، وأخرجه براد سيلبرلينغ، مأخوذ عن الفيلم الألماني «Wings of desire»، تأليف وإخراج المخرج الألماني فيم فيندرس، وتدور أحداث الفيلم، في إطار خيالي رومانسي، حول ملاك يقع في غرام طبيبة من عالم البشر، ويضحي بكينونته الملائكية، ويتحول إلى بشري، من أجل أن تراه الطبيبة وتقع في غرامه.
والألماني فيم فيندرس هو مخرج فيلم «Paris، Texas» الذي ترشح لجائزة أفضل فيلم بالغولدن غلوب عام 1985، وتم عرضه سينمائيا في مصر منذ بضعة أعوام في إطار بانوراما الفيلم الأوروبي، لكن تلك النوعية من العروض لا يحضرها سوى المهتمين بصناعة السينما بشكل احترافي، ولذلك يعتبر فيلم «City of Angels» في نسخته الأصلية الألمانية مجهولا بالنسبة للجمهور العربي.
شارك الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو في بطولة الفيلم الكوميدي «Les comperes»، الذي عرض في فرنسا عام 1983 وكان من إخراج فرانسيس فيبر، ودارت أحداث الفيلم حول سيدة تبحث عن ابنها المراهق، بعد أن تشاجر معها ورحل عن المنزل، فتستعين برجلين من ماضيها، وتخبر كل منهما بأن هذا الشاب المراهق يكون ابنه، لذلك عليه أن يبحث عنه، وفي نهاية الفيلم يدركون أن الشاب ابن للسيدة من زوجها الحالي، وما قالته لهم كان مجرد حيلة حتى تستطيع العثور على ابنها بشكل أسرع، من خلال مساعدتهما. اقتبست هوليوود هذا الفيلم وكان بعنوان «Father’s Day» قام ببطولة النسخة الأميركية من الفيلم روبين ويليامز وبيلي كريستال، واستطاع الفيلم الوصول إلى المجتمعات العربية، لكنه لم يصل لمكانة الأفلام الكوميدية الأخرى التي قام ببطولتها النجم روبين ويليامز مثل فيلم «Mrs. Doubtfire»، أو كما عرف للجمهور العربي بـ«مغامرات بابا الشغالة»
فيلم الرعب الأميركي «The Ring»، أنتجته هوليوود عام 2002، ووزعته لجميع أنحاء العالم، حتى تحول إلى سلسلة ناجحة من أفلام الرعب من بطولة الممثلة ناعومي واتس، وإخراج غور فيربينسكي، صاحب سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي الشهيرة، ولكن سلسة أفلام The Ring يابانية الأصل، وقامت هوليوود باقتباس قصتها، وأعادت إنتاجها وتوزيعها بشكل أوسع وأكثر احترافية بالتسويق.
وظهرت بعض الآراء الحرة المساندة لنسخة هوليوود وتؤكد أنها تفوقت على النسخة اليابانية من خلال الاستغلال الجيد للتكنولوجيا المتطورة في صناعة السينما، ولكن حين يعود الأمر إلى الأغلبية، فالمشاهدون والنقاد منحوا النسخة اليابانية ضعف تقييم النسخة الأميركية، ولكن الإيرادات مازالت ثابتة على موقفها، منفصلة عن طبيعة الجودة الفنية للفيلم، متكئة على قدرات هوليوود المميزة في تسويق أفلامها وتوزيعها عالميا.