- نقابة الفنانين اليوم تقف مع الفنان السوري وأمَّنت له الكثير من متطلباته
- لم أنفذ مشروع معهد الرقص بسبب الوضع المادي
- أتمنى أن أجسد حياة أسطورة الرقص الشرقي المصري الراحلة تحية كاريوكا
دمشق - هدى العبود
خرجت الفنانة السورية غادة بشور عن صمتها بعد سنين حرب طوال، وأعلنت ان الدراما السورية اليوم تعاني الأمرّين، من هجرة ثانية عن ارض الوطن، الأولى كانت هجرة الفنانين والمخرجين والكُتّاب بحثا عن فرص العمل والأجر بالدولار، والهجرة الثانية هجرة شركات الإنتاج التي عملت خلال الأزمة، واليوم حزمت كاميراتها وأموالها وتركت البلد باتجاه دبي مثل شركة ديالا الأحمر، إضافة إلى معاناة شركات الإنتاج السورية من محاربة صريحة من قبل شركات إنتاج الإخوة العرب.
وأضافت بشور في تصريح لـ «الأنباء»: هل تتصورين أنني لم اشتغل إلا عملا واحدا هذا العام، وهذا لا يؤمن لي حياة كريمة، هناك فنانون يعملون بالقروش وآخرون يتقاضون آلاف الدولارات، وهذا ليس عدلا ولا إنصافا، ولم يبق في سورية إلا شركتين شركة حمشوا للإنتاج، وشركة قبنض للإنتاج الفني.
وعن مسلسل «طوق البنات»، قالت: وقعت عقدا مع شركة قبنض عن دوري بالجزء الرابع، وألعب فيه دور «أم يحيى» المرأة الطيبة التي يلجأ إليها أهل الحي لحل مشاكلهم، والدور بعيد جدا عن أدوار الشر، والعمل بطبيعة الحال للتذكير يدور حول قصة فتاة فقدت أثناء مهاجمة الفرنسيين، لتعيش عند إحدى الأسر الدمشقية، ويبحث أهلها عنها سنوات طويلة، وتشاء الأقدار ان يكون فرط ذلك العقد الذي أهداه والدها الفنان رشيد عساف إلى بناته، وهو عبارة عن خرزة وتكون تلك الخرزة تزين صدرها، وتابعوا الجزء الرابع لأن القصة حقيقية، وقريبة بطلة العمل تعيش في الكويت ومتزوجة من رجل كويتي.
وبسؤالها اين هي من السينما؟ ردت بشور: السينما قليلة ولا يصور خلال العام إلا عدة أفلام منها الروائي الطويل، ومنه الأفلام القصيرة التي تنتجها المؤسسة العامة للسينما، ولا تستوعب كماً من الفنانين والأجور قليلة هذه الحقيقة.
وحول نقابة الفنانين وأين هي من مواجع ومتطلبات الفنانين، أجابت: علينا ان نكون صادقين نقيب الفنانين زهير رمضان وقف مع الفنانين الذين لم يغادروا البلد، وقدر لهم ذلك، لأن سورية كانت بحاجة لكل فرد وطني فيها وليس فقط الفنانين، وعندما تسلم النقابة حقيقة كانت النقابة تعاني، وليست هناك من أموال تذكر، وعمل جاهدا على تأمين الرواتب التقاعدية للفنانين وتأمين مستلزماتهم التي تقع على عاتق النقابة.
وعن أعمالها التي قدمتها من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، قالت: هذا صحيح، اشتغلت مع المخرجة سهير سرميني من خلال «رائحة الروح»، واشكرها لرأيها بأنها تصفني دائما بأنني أضفي على الدور أشياء جميلة ومختلفة، كما اشتغلت مع المبدعة رشا شربتجي «تخت شرقي» و«أشواك ناعمة»، وللأمانة والتاريخ المخرجة رشا تستفز الفنان حتى تأخذ أفضل مما عنده، وهي تشبه المخرج الليث حجو بأسلوبها، وهذا رائع بالنسبة للفنان لأننا بالنهاية بشر لنا همومنا ولنا أحاسيسنا.
وبسؤالها عن مشروع معهد الرقص، قالت بشور: بداية أعتز أنني راقصة سورية الأولى، هذه المهنة الرائعة التي تقدم للإنسان الرفاهية وحب الحياة، هل تصدقين أنا أطير مع الموسيقى، أشعر أنني فراشة تريد ان تصعد إلى السماء، مع كل آلة موسيقية وأنا اسمع العزف، وأنا أرقص أشعر أنها قطعة من روحي وجسدي، الرقص مهنة الحب والحياة وموهبة من الله تعالى، لكن لم أنفذ المشروع الذي أحلم به بسبب الوضع المادي، سورية تعيش حالة هذيان، ارتفاع للأسعار، بالكاد الأسرة تستطيع ان تلملم متطلباتها حتى آخر الشهر، وهذا ينطبق على الفنان كذلك، وليس فقط على الموظف، والله يساعد من لا عمل له، وللعلم أغلب السيدات يسعين إلى الترفيه، لأن كل بيت سوري مليء بالمشاكل والرقص من أهم أنواع الرفاهية.
وحول أدوار درامية راقصة تتمنى ان تقدمها، ردت: مع الأسف في سورية لا يفكرون بالفوازير على الطريقة المصرية، والفوازير مكلفة ماديا، ونحن بالكاد ننتج دراما تجمع اكبر عدد من الفنانين بأجور قليلة.
وأردفت: حاليا بدأت بمشروع فتح صالون للتجميل بمنزلي الصغير، وأقول الصغير لأن مساحته لا تتعدى المائة متر، سأقسمه إلى قسمين، سويت ثلاثين مترا لي لأعيش فيه، وخمسة وستون مترا سيكون دار للتجميل، وهذا المشروع أعتبره ورقة الأمان للقادم من الأيام الصعبة.
وختمت غادة بشور: أريد ان أقول ان الدراما السورية حققت المعجزات بثباتها ووقوفها خلال سنين الحرب على الرغم من الظروف الصعبة، والموت القادم إليك دون أي استئذان، لأننا كنا نصور درامانا وأمتار قليلة تفصلنا عن المجموعات الإرهابية التي تمطرنا بالقذائف، مستدركة: أتمنى من قلبي أن أجسد حياة أسطورة الرقص الشرقي المصري الراحلة تحية كاريوكا.
يشار إلى ان بشور قدمت العديد من الأعمال الدرامية المعاصرة والتاريخية والبيئة الشامية من أبرزها «رائحة الروح، غضبان، فرصة أخيرة وحريم الشاويش وطوق البنات، الندم، انتقام الزباء، عودة غوار، زوال، أزمة عائلية، سليمو وحريمو، وباب الحارة».