- المزيدي: التصعيد السياسي في المنطقة يثير القلق في الأسواق العالمية ويتسبب في ارتفاع الأسعار
- بودي: السوق النفطي حساس تجاه الاستكشافات وزيادة «أوپيك» تأتي طبقاً لزيادة الطلب العالمي
- معرفي: توقعات بارتفاع الطلب العالمي خلال 2010 بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً
يجتمع وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) اليوم في فيينا ويبدو ان ابقاء سقف الانتاج على حاله دون تغيير هو الخيار الوحيد المفضل لدى اعضاء المنظمة.
وتشهد اسعار النفط في الوقت الحالي حالة من التعافي وصلت بسعر برميل النفط الأميركي امس الى اكثر من 81 دولارا وهو مستوى اعلى من السعر المرغوب لدى أوپيك والذي يتراوح بين 70 و80 دولارا للبرميل.
وخلال الايام القليلة الماضية عبر عدد من وزراء أوپيك عن عدم الرغبة في تغيير سقف الانتاج الحالي ومنهم وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل الذي قال ان تعديل مستويات الانتاج الحالية من شأنه ان يبعث برسالة خاطئة الى سوق النفط كما قال وزير البترول السعودي علي النعيمي ان وزراء النفط في المنظمة راضون عن الوضع في سوق النفط وان سعر الخام تدعمه عوامل العرض والطلب.
وفي الاطار ذاته تحدث وزير النفط الايراني مسعود مير كاظمي عن انه لا يوجد طلب كبير في سوق النفط لكن ايران تريد أن تبقي أوپيك على سقف انتاجها الحالي.
واكد خبراء كويتيون لـ «كونا» ان المهمة الاساسية لاجتماع اليوم هي تثبيت الانتاج في وضعه الحالي والتأكيد على الدول الاعضاء بضرورة الالتزام بحصص الانتاج المقررة منذ ديسمبر 2008 لاسيما مع تأكيد اكثر من مصدر ان نسب التزام الاعضاء بهذه الحصص تشهد تراجعا في الوقت الحالي قد تصل الى 55% فقط.
وقال عضو المجلس الاعلى للبترول عيسى المزيدي ان مهمة اجتماع اليوم ستتركز على مراجعة اوضاع السوق خلال الاشهر الماضية واستشراف مستقبله خلال الاشهر المقبلة مع التأكيد على وضع قرارات أوپيك موضع الاحترام من جميع الأعضاء والالتزام بحصص الإنتاج حتى لا ينعكس ذلك على الأسواق.
وأشار المزيدي الى ان مخزون النفط لدى الدول المستهلكة خصوصا الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية يعتبر كبيرا في الوقت الحالي وهذا قد يؤثر سلبا بالأسعار في المستقبل داعيا الى إيجاد حالة من التوازن بين المخزون والكميات المعروضة في السوق.
واضاف انه من الطبيعي ان تسعى الدول المستهلكة الى زيادة كميات المخزون لديها لاستخدامه في الحالات الطارئة وخصوصا لتغذية مصافي التكرير، لكن زيادة هذا المخزون تؤثر دائما في اسعار النفط سلبا.
وأشار الى ان ارتفاع الأسعار حاليا يعود في جزء منه الى التوترات السياسية في عدد من مناطق الإنتاج الرئيسية ومنها نيجيريا التي تشهد توترات أمنية قد تؤثر في إنتاجها للنفط الخفيف المرغوب عالميا.
وذكر ان منطقة الشرق الأوسط ايضا تشهد تصعيدا سياسيا على خلفية الملف النووي الإيراني بين أميركا وإسرائيل من ناحية وإيران من ناحية اخرى، كما ان عملية التسوية السلمية تشهد حاليا حالة من الانسداد وكل ذلك يثير القلق في الأسواق العالمية ويتسبب في ارتفاع الاسعار.
من ناحيته قال العضو السابق في المجلس الأعلى للبترول خالد بودي ان وضع أسعار النفط حاليا لا يتطلب أي تغيير من قبل أوپيك سواء برفع سقف الانتاج او خفضه مشيرا الى ضرورة مراقبة التزام أعضاء أوپيك بالإنتاج لان نسبة الالتزام حاليا لا تتجاوز 55% من الحصص المقررة.
وأضاف بودي «لو ترك الإنتاج على حاله دون التقيد بالحصص لتراجعت الاسعار بشكل كبير كما ان ذلك سيؤثر أيضا في مصداقية أوپيك وقراراتها التي كان لها ومازال دور كبير في ضبط إيقاع السوق والتي أدت الى ارتفاع الأسعار من مستوى 35 دولارا الذي وصلت إليه في بداية عام 2009 الى المستوى الحالي 80 دولارا للبرميل».
وأشار الى ان السوق النفطي حساس جدا تجاه أي زيادات خصوصا ان هناك استكشافات جديدة لدى العديد من الدول وهي قد تزيد العرض داعيا الى اعتماد زيادة حصص أعضاء أوپيك طبقا للزيادة السنوية في الطلب العالمي.
من ناحيته أكد العضو السابق في المجلس الأعلى للبترول موسى معرفي ان نسبة التزام دول أوپيك حاليا هي 53%، لكن التزام الكويت والسعودية والإمارات مجتمعة يبلغ 84% مقارنة بالمستوى الكلي، مبينا ان إنتاج دول أوپيك حاليا هو 29.3 مليون برميل يوميا.
وأوضح معرفي ان البيانات تؤكد ان المخزون العالمي من النفط الخام والمنتجات يبلغ 2500 مليون برميل وذلك في أول يناير الماضي بانخفاض قليل يبلغ 26 مليون برميل عن مستويات العام الماضي بينما يبلغ المخزون العائم 126 مليونا بانخفاض قدره 28 مليونا.
وأشار الى ان هذا المخزون مرتفع للغاية كما ان الطلب العالمي يتأرجح حاليا خصوصا في الدول الغربية التي يتوقع ان يبقى الطلب فيها على حاله دون تغيير، مبينا ان الارتفاع الكبير في الطلب يأتي عادة من الصين التي يزيد الطلب فيها على 12.8% سنويا كما توجد مؤشرات على ارتفاع الطلب لدى كوريا وتايلند.
وأضاف انه يتوقع ان يرتفع الطلب العالمي خلال عام 2010 بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا، اما المخزون الاستراتيجي فيزيد بأقل من مليون برميل يوميا، مؤكدا ان هذه البيانات تشير الى ان وضع السوق جيد لكن لا مجال لارتفاع الأسعار بشكل كبير وربما تظل تحت سقف 82 دولارا لمدة طويلة.
الهاملي: أسعار النفط في نطاق 70 إلى 80 دولاراً للبرميل «مقبولة»
كونا ـ ابوظبي ـ وكالات: قال وزير الطاقة الاماراتي محمد الهاملي أمس ان مستويات أسعار النفط الحالية والتي تدور في نطاق 70 الى 80 دولارا للبرميل «مقبولة ومعقولة» للمنتجين والمستهلكين، مشيرا إلى أن مستوى الأسعار الحالي سيمكن دول أوپيك من الاستمرار في تأمين استثمارات لزيادة قدراتها الانتاجية من النفط الخام خلال السنوات القادمة لمواكبة النمو الاقتصادي في الوقت الراهن. واضاف الهاملي ان أوپيك زادت من تقديراتها للنمو العالمي على الطلب في عام 2010 من 810 آلاف برميل يوميا الى 880 ألف برميل يوميا مع وجود مؤشرات على بداية تعافي الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن دول أوپيك مستمرة في توفير إمدادات كافية من النفط الخام للسوق البترولية في حالة ارتفاع الطلب، مشيرا في هذا الصدد الى أن دول أوپيك تمتلك حاليا طاقة انتاجية اضافية.
وقال ان السوق النفطية ربما تشهد تراجعا في الطلب العالمي على النفط خلال الربع الثاني من العام الحالي لأسباب موسمية في وقت تشهد فيه المخزونات العالمية ارتفاعا فوق المعدلات القياسية في السنوات الخمس الأخيرة مما يشكل عامل ضغط على أسعار النفط.
واضاف ان التحسن النسبي الحالي في أسعار النفط «لا يرتبط بأساسيات العرض والطلب» ويعود بدرجة أساسية الى حركة الدولار أمام العملات العالمية الأخرى ومؤشرات التطور الاقتصادي.
من جهة أخرى قال وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس ان السعودية اكبر منتج للنفط في أوپيك تضخ حاليا ما بين 8 و8.1 ملايين برميل يوميا.
ويبلغ الانتاج المستهدف للمملكة بموجب التخفيضات التي تم الاتفاق عليها في ديسمبر 8.05 ملايين برميل يوميا. واشار مسح اجرته «رويترز» الى ان السعودية كانت تضخ نحو 8.22 ملايين برميل يوميا في فبراير.
يذكر أن النعيمي قال إن وزراء النفط في المنظمة راضون عن الوضع في سوق النفط وان سعر الخام تدعمه عوامل العرض والطلب.
من جانب آخر أفاد وزير الطاقة القطري عبدالله العطية أمس بأن منتجي أوپيك سيتركون على الأرجح مستويات الإنتاج المستهدفة دون تغيير في اجتماعهم اليوم.
وأضاف أن أوپيك ستبحث مستوى الالتزام بقيود الانتاج الحالية وأنه يرى أن سوق النفط تحظى بإمدادات كافية.