عمر راشد ـ منى الدغيمي ـ أحمد مغربي ـ أحمد يوسف
في البداية قال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في بنك الكويت الدولي عبدالوهاب الوزان ان صفقة بيع «زين ـ أفريقيا» إلى شركة «بهارتي إيرتل» الهندية ستكون الشغل الشاغل للسوق خلال المرحلة المقبلة والتي ستدفع السوق إلى مستويات لم يصلها منذ نشوب الأزمة المالية العالمية في نهاية العام 2008.
وأشار الوزان إلى أنه ومنذ الإعلان عن الصفقة بدأ سهم «زين» في الارتفاع وانعكست التداولات النشطة على قطاع الخدمات بشكل عام خلال الشهر ونصف الشهر الماضي حيث احتل قطاع الخدمات صدارة التداولات بقيادة «زين»، موضحا أن العديد من الشركات المرتبطة بزين مثل مجموعة الخرافي والاستثمارات الوطنية ارتفعت واستفادت هي الاخرى بالصفقة. وبين أن الإعلان عن الصفقة ثم موافقة مجلس ادارة المجموعة على البيع أعطى دفعة كبيرة للسوق أمس في ظل النتائج المالية السلبية لكثير من الشركات والبنوك في السنة المالية 2009، متوقعا ارتفاع السوق لمستويات جيدة طوال الشهر المقبل وان تصل قيم التداول في السوق إلى اعلى حد. وأشار الى ان السيولة المالية التي ستدخل لزين ستغطي كل الخسائر والديون المترتبة على الشركة، مبينا أن الشركة سوف تعطي توزيعات نقدية كبيرة للمساهمين لعدة سنوات مقبلة وهذا ما أعطى ثقة كبيرة للمتداولين في الإقبال مجددا على السهم.
وتوقع البعض أن يشهد السوق اتجاها قويا من قبل المستثمرين على سهم زين وكذلك على الأسهم ذات الأداء التشغيلي مثل «الوطني» و«بيتك» و«زين» و«مجموعة الصناعات». ولفت الى أن الصفقة ستعطي زخما للسوق وتحدث حالة من الطمأنينة بالتزامن مع طرح الحكومة الخطة الخمسية التي تقدر كلفتها بـ 37 مليار دينار، والتي ستستفيد منها شريحة كبيرة من الشركات المحلية التي عانت كثيرا من ندرة الفرص خلال الأزمة المالية.
تخوف من إعلان مفاجئ
ومن جانبه، أوضح العضو المنتدب في بنك الكويت الدولي حميد الرشيد أن عدم تفاعل السوق بالشكل المتوقع لإعلان الصفقة يرجع لعدم ثقة المتداولين في التعاطي مع الأخبار الإيجابية في السوق بشكل عام، لافتا الى أن الإفراط في التفاؤل لا محل له من الإعراب حاليا، فغياب الشفافية في الإعلان هو من يقف وراء عدم التفاعل بالشكل المأمول.
وقال إن السوق لا يطمئن لا مع إعلان صفقة زين أو غيرها، فغياب الثقة والشفافية عن تلك الصفقات هو ما يثير مخاوف المتداولين من ظهور إعلان مفاجئ عن تأجيل الصفقة أو إلغائها كليا، مستدركا أن المعلومات الواردة حتى الآن مجرد كلام لا يرقى إلى الفعل.
وقال إن التفاعل مرهون بتوقيع العقد بشكل رسمي بعيدا عن الإعلانات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تؤثر في فكر المتداولين.
ارتفاع السوق
وبدوره قال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة الصفاة القابضة باسم العتيبي ان سهم زين واصل الارتفاع منذ شهر فبراير الماضي حيث سجل السهم ارتفاعا بنسبة 70% حيث بدأ ارتفاع السهم من 850 فلسا إلى أن وصل إلى 1.4 دينار للسهم في جلسة، أمس، وهذا الارتفاع في مجمله جيد لـ «زين» وللشركات المرتبطة بها.
وأوضح أن ارتفاع السوق لم يكن مقبولا أمس خاصة بعد ارتفاعه الفاتر بـ 25 نقطة وهذا يظهر أن بعض المساهمين لايزال يساورهم التخوف من موعد التوقيع النهائي للصفقة وذلك بعد إعلان «زين» رسميا يوم الأربعاء الماضي موافقة مجلس ادارة الشركة على بيع عمليات «زين ـ أفريقيا»، كذلك التخوف من بعض النتائج المالية للشركات التي لم تعلن عن نتائجها المالية للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2009 لايزال يسيطر على نفسية المتداولين في السوق. واشار الى أن هناك عدة عوامل أثرت على تداولات السوق أمس وكان أهمها انتظار نتائج جلسة مجلس الأمة لحجب أو تجديد الثقة بوزير النفط والإعلام الشيخ أحمد العبدالله والتي انتهت بتجديد الثقة به كوزيرا للإعلام، بالإضافة إلى انتظار المساهمين حسم ديون دبي وإعادة هيكلتها خاصة مع الشركات العقارية المرتبطة أعمالها بالإمارات العربية المتحدة. وبين أن سهم «زين» مقبل على ارتفاعات قياسية خلال الأسبوع المقبل بعد الانتهاء من التوقيع، مبينا أن النقطة الحاسمة في هذا الأمر صعود السوق وتخطيه حاجز الـ 7500 نقطة، متوقعا أن يكسر السوق هذا الحاجز وان يتخطى أيضا مستوى الـ 8000 نقطة.
السوق في انتظار عودة الثقة
أما العضو المنتدب والرئيس التنفيذي في شركة الامتياز للاستثمار علي الزبيد فأشار إلى أن عدم التفاعل بالشكل المطلوب يعود إلى أن الصفقة لاتزال حدثا لم يترتب عليه أي نتائج تتعلق بضخ السيولة أو توزيعات نقدية تحرك مؤشر الثقة للأعلى لدى المتداولين.
وبين أن المتداولين في السوق عبارة عن صنفين الأول أحجم عن التداول بشكل نهائي ولا يمكنه الرجوع إلى السوق مرة أخرى تأثرا بما تكبده من خسائر خلال فترة الأزمة التي أفقدته معظم مدخراته وهو جانب كبير من المتداولين أوجد هذا النوع من عدم التفاؤل.
وقال ان السوق سيظل في حالة تذبذب حتى النصف الأول من العام الحالي بين الارتفاع والانخفاض، لافتا الى ان المتداولين في حاجة لاستعادة الثقة خلال المرحلة المقبلة والتي تحتاج لفترة تتراوح من 6 شهور إلى سنة. المتداولون تفاعلوا مع الخبر منذ فترة ومن جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة شركة صفاة طاقة ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة عربي القابضة حامد البسام إلى أن خبر الإعلان عن توقيع الصفقة ليس فيه جديد وتم البيع والشراء عليه منذ فترة طويلة وكثير من الأفراد باعوا واشتروا عليه على أساس مضاربي، موضحا أن 70% من التداولات التي تمت على السهم خلال الفترة الماضية كانت «مضاربية».
وأوضح أن الخبر لو جاء بصورة مفاجئة لأحدث ردة فعل قوية، إلا أن الخبر تم تداوله منذ فترة طويلة.
السوق لايزال حذراً
وبدوره، رأى رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة الصفوة وليد العصفور ان السوق مازال حذرا إلى حين إتمام الصفقة بشكل نهائي، مشيرا إلى أن التفاعل القوي والايجابي سيكون مع الإعلان عن التوقيع الرسمي في الأيام القليلة المقبلة. وكشف ان الشائعات السابقة هي التي أثرت على مدى التفاعل القوي للسوق وجعلت المتداولين ينتظرون المحصلة النهائية لصفقة «زين»، مشيرا إلى أن التفاعل الايجابي سيأخذ وقتا إلى حين وضوح الرؤية واتجاه السوق نحو الاستقرار.
وثمن العصفور قرار مجلس إدارة «زين» وتوقع أن يكون تأثير توقيع الصفقة رسميا ونهائيا ايجابيا على التداول داخل السوق.
الشائعات والصفقة
وعقبت رئيسة مجلس إدارة الشركة العربية للاستثمار نجاة السويدي على ردة فعل السوق التي لم تكن وفق التوقعات حول مباركة مجلس إدارة «زين» لبيع الأصول الافريقية بقولها ان السوق لازال يعاني من الصدمة القديمة للكم الهائل من الشائعات التي رافقت بداية الإعلان عن صفقة «زين».
وأضافت ان السوق في المرحلة الحالية يتوخى الحذر إلى حين التأكيد الرسمي وخمود كل ردود الفعل السابقة ووصفت الحالة التي يمر بها السوق بأنها حالة وقوف مع الذات بالنسبة لكل مستثمر.
وتابعت ان ردة الفعل الثانية ستكون بطيئة مع الحذر من الوقوع ثانية في مطب الإشاعات لاسيما أن ما طرأ من جديد على الصفقة هو فقط إعلان موافقة مجلس إدارة «زين» لا عملية التوقيع النهائية.
وكشفت السويدي أن من الأسباب غير المباشرة التي جعلت الفتور يخيم على السوق وأثر على ردة الفعل بالنسبة للموافقة على صفقة «زين» هو انتظار المشاريع التنموية التي تم الإعلان عنها أخيرا وعوامل ثانوية أخرى تتعلق بقرارات الحكومة حول مجموعة من الملفات الاقتصادية.
في انتظار السيولة
قال نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة نور للاستثمار المالي ناصر المري ان سوق الكويت للأوراق المالية قد تفاعل ايجابيا منذ بداية الأنباء عن بيع صفقة زين إلى شركة بهارتي الهندية.
وأضاف المري انه رغم ارتفاع السوق في تداولات أمس، إلا أنها كانت بصورة شبه طبيعية، ولم يتفاعل بالصورة التي توقعها الكثير، ويرجع ذلك إلى انتظار السوق لتحويل أموال الصفقة التي يتوقع ان تحدث انتعاشة قوية في تداولات السوق حينها.
وأشار المري الى أن هناك العديد من القطاعات منها البنوك وشركات مجموعة الخرافي التي ستستفيد من عملية البيع، وهو الأمر الذي يحدث انتعاشة قوية في حجم وقيم التداولات على مجموعة الشركات.
غياب الوعي العام لآليات التداول
وبدوره أشار الرئيس التنفيذي في شركة أبيار للتطوير العقاري حسين البصيري الى أن عدم التفاعل يعود إلى انعدام الوعي لدى المتداولين بشكل عام وسيادة السلوك المضاربي الذي يمنع من التأثر المباشر بالإعلان عن الأخبار الإيجابية أو السلبية، فالمتداولون عندما يتعاملون في السوق فإن المعايير لا يتم تحليلها على أسس سليمة وإنما تتم بشكل ارتجالي بعيدا عن آليات عمل واضحة تنظم مفهوم التعامل مع أي أخبار في السوق، نافيا أن تكون إدارة السوق لها دور في هذا الأمر من قريب أو من بعيد.
الإعلان الرسمي
بدورها قالت رئيس مجلس إدارة شركة كابيتال ستاندرز للتصنيف الائتماني والتقييم د.أماني بورسلي أن ردة الفعل الحقيقية ستكون عند إتمام الصفقة نهائيا ولا يمكن الحكم على تجاوب السوق إلا بعد الإعلان الرسمي.
ودللت بورسلي على حديثها بالقول لنقرأ الخبر بشكل دقيق وعلمي حيث ان الصفقة إلى حد الآن لم تتم والسوق أثير أكثر من مرة حول عملية إتمام الصفقة وحالة الترقب التي عليها المستثمرون هي ردة فعل طبيعية.
وأوضحت أن ما قلص من ردة الفعل على مستوى السوق هو أن الخبر قد تزامن مع نتائج نهاية الربع الأول وبداية الربع الثاني، لاسيما أن معظم أخبار الشركات تتعلق بقرارات عدم توزيع أرباح أو توزيعات على شكل أسهم منحة.
وأضافت انه إذا تمت الصفقة رسميا فإن هذا سيرفع نوعا ما من مكانة الشركة وسيقلل من مديونيتها وسيحفز من عامل السيولة.
التحرر من الاتجاه «المضاربي»
في تحليل الأرقام التي شهدتها تداولات «زين» خلال العام، وتأثر السهم منذ بدء الإعلان عن صفقة زين أفريقيا، قال مدير عام شركة الرباعية للوساطة المالية أحمد الدويسان ان سهم زين شهد تداولات بلغت 310 ملايين سهم بقيمة 305 ملايين دينار بمتوسط سعر بلغ 1.01 دينار، وقد تأثر سعر السهم إيجابا بارتفاعه من 860 فلسا إلى 1.42 فلس بارتفاع قدره 70%.
وقال إن الصفقة جعلت السهم أكثر جاذبية للاستثمار محررا إياه من المضاربة الحرة، مما يعني دخول مستثمرين عليه بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح أن الصفقة جعلت المتداولين يتجهون لبناء مراكز جديدة على أسهم تتمتع بدرجة عالية من الاستقرار مثل «الصناعات الوطنية» و«بيتك» و«الوطني» و«زين» لافتا الى أن تلك الأسهم باتت الأكثر جاذبية لمجاميع استثمارية تتحرك عليها في المرحلة المقبلة. وبين الدويسان أن التساؤل الآن هو ماذا بعد صفقة زين وليس درجة تفاعل السوق مع خبر الصفقة؟ فالصفقة انتهت وهناك محركات أخرى ستحدد مسار السوق متمثلة في النتائج المالية للشركات، العقود التنموية التي سيتم الإعلان عنها خلال العام الحالي والتي ستعزز مسار السوق عبر ضخ سيولة جيدة تعزز من أداء الاستثمارات في القطاع المالي. وبين أن إعلان محافظ بنك الكويت المركزي ان الأسوأ انتهى بالنسبة للبنوك الكويتية أعطى حماية شاملة للسوق، فالبنك الوطني في تداولات نهاية الأسبوع شهد نموا في حجم التداولات التي بلغت 10 ملايين سهم نسبتها 40% من إجمالي التداولات في السوق وذلك على وقع العمولات التي من المتوقع جنيها من إتمام الصفقة.
تداول ايجابي
في حين كشف مدير استثمار في وحدة الأصول الخليجية لشركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) ميثم الشخص أن التداول أمس كان ايجابيا على مستوى سهم «زين»، مشيرا إلى أن هناك ارتفاعا كبيرا للقيمة السعرية للسهم منذ إعلان الصفقة إلى غاية موافقة مجلس إدارة «زين» من 860 فلسا إلى 1.420 دينار. وأوضح أن ما كان عليه السوق أمس يفسر رغبة البعض في الحصول على فرصة استثمارية عن طريق الشراء وعمليات التجميع، مشيرا إلى أن ردة فعل السوق طبيعية ولا يمكن وصفها بالفتور لأن «زين» هي الأولى في قيمة تداول، واضاف كل الشركات المرتبطة بزين عليها تداول وتجاوزت نسبة 30% من القيمة الإجمالية للتداول.
وكشف الشخص أن الإعلان عن موافقة مجلس إدارة «زين» لا يمكن اعتباره موافقة، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين الموافقة والتوقيع.
واستدرك بقوله: «إذا دخلت الصفقة حيز التنفيذ ولم نلمس ردة فعل ايجابية للسوق عندها يمكن القول ان السوق في حالة فتور». وتابع: «السوق في حالة ترقب لانجاز فعلي والتفاعل واضح على مستوى عمليات الشراء». وقال: «السؤال المطروح لماذا لم يكن نفس التفاعل على المستوى السعري؟ موضحا أن السعر مرتبط بدخول الصفقة قيد التنفيذ».
حالة ترقب
من جهته أفاد الخبير المالي علي النمش بأن السوق في الوقت الحالي في حالة ترقب إلى حين توقيع صفقة «زين» بشكل رسمي ونهائي، مشيرا إلى أن المستثمرين يريدون الاعلان عن حجم الأرباح الصافية الحقيقية من الصفقة والأرباح المحققة أيضا.
وأضاف في ذات السياق أن انعكاس هذه الأرباح سيكون على الشركات المدرجة، والمستثمرون ينتظرون اللحظة الفعلية للتفاعل، مؤكدا أن التفاعل إزاء الصفقة سيكون ايجابيا جدا على السوق بعد الإعلان الرسمي عن نتيجة الحسابات النهائية.تباينت ردود فعل المستثمرين والخبراء حيال تفاعل السوق مع إيقاع موافقة مجلس الإدارة على الاتفاق بشكل نهائي حول بيع أصول «زين – أفريقيا» لصالح «بهارتي إيرتل» الهندية، ففي الوقت الذي اتسمت فيه تداولات سهم زين بالارتفاع النسبي مع استقرار سعره سجلت باقي اسهم الشركات المرتبطة به انخفاضاً في اسعارها نتيجة المكاسب الكبيرة التي حققتها هذه الاسهم منذ الإعلان عن الصفقة في بداية فبراير حيث سجل سهم زين ارتفاعا بنسبة 70% خلال تلك الفترة وتتطلع الاوساط الاستثمارية لاليات توزيع الارباح الناتجة عن صفقة «زين - افريقيا» والتي يتوقع أن تكون أكثر من مليار دينار مايجعلها المحرك الرئيسي للسوق في الربع الثاني. وفيما يلي التفاصيل: