-
عمليات البيع القوية شملت الأسهم القيادية خاصة «زين» وأغلب الشركات المرتبطة بها
-
استحواذ قيمة تداول أسهم 8 شركات على 56.2% من القيمة الإجمالية
هشام أبوشادي
تعرض سوق الكويت للأوراق المالية لموجة إشاعات سلبية في آخر نصف ساعة أصابت أوساط المتداولين بالخوف، ما دفعهم لعمليات بيع قوية هوت بأسعار الأسهم بشدة، فقد انتشرت إشاعات حول وجود تعثر في نقل بعض الأصول الخاصة بصفقة «زين ـ أفريقيا» وكذلك إشاعات حول احتمال ان تغير الجمعية العمومية للشركة توزيعاتها من نقدي الى منحة، وامتدت الإشاعات الى خروج الرابطة من مناقصات الجيش الأميركي، فضلا عن ان هناك تعثرا في صفقة بيع التمدين الاستثمارية حصتها في الأهلي المتحد، وقد انتشرت هذه الإشاعات عبر رسائل المحمول متزامنة مع موجة بيع قوية من جانب المضاربين، الأمر الذي خلق حالة من الهلع لدى صغار المتداولين الذين انساقوا وراء عمليات البيع وفقا لقاعدة سياسة القطيع، وقد أثبتت موجة البيع هشاشة السوق الكويتي وضعف الثقة وغياب صناع السوق، فقد تراجعت اسعار العديد من الأسهم التابعة لمجاميع استثمارية كبيرة بالحد الأدنى دون ان تتحرك هذه المجاميع لدعم أسهمها، الأمر الذي يثبت ضعف السيولة المالية لدى هذه المجاميع التي كانت في أوقات سابقة قبل الأزمة تتحرك بقوة على أسهمها، لذلك فإن موجة التراجع الحادة التي تعرضت لها البورصة في آخر نصف ساعة من التداول تثبت استمرار تداعيات الأزمة على العديد من المجاميع الاستثمارية، وبالتالي الأداء التشغيلي لشركاتها.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 86.8 نقطة ليغلق على 7400.4 نقطة بانخفاض نسبته 1.16% مقارنة بأول من امس، كذلك انخفض المؤشر الوزني 7.16 نقاط ليغلق على 436.67 نقطة بانخفاض نسبته 1.61 نقطة.
وبلغ إجمالي الأسهم المتداولة 461.3 مليون سهم نفذت من خلال 10627 صفقة قيمتها 115.7 مليون دينار.
وجرى التداول على أسهم 137 شركة من 211 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار أسهم 23 شركة وتراجعت اسعار أسهم 87 شركة وحافظت أسهم 27 شركة على أسعارها و74 شركة لم يشملها النشاط تصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط بكمية تداول حجمها 159 مليون سهم نفذت من خلال 4701 صفقة قيمتها 55.4 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الاستثمارية في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 111.4 مليون سهم نفذت من خلال 1999 صفقة قيمتها 13 مليون دينار.
واحتل قطاع الشركات غير الكويتية المركز الثالث بكمية تداول حجمها 75.8 مليون سهم نفذت من خلال 925 صفقة قيمتها 9.3 ملايين دينار.
وحصل قطاع الشركات الصناعية على المركز الرابع بكمية تداول حجها 47.4 مليون سهم نفذت من خلال 1178 صفقة قيمتها 11.6 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات العقارية في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 41.4 مليون سهم نفذت من خلال 988 صفقة قيمتها 6.5 ملايين دينار.
سياسة القطيع
ما حدث من هبوط حاد للسوق في آخر نصف ساعة من التداول يثبت مدى سيطرة سياسة القطيع، فحتى اخر دقيقة من التداول كان السوق متراجعا 119 نقطة الا ان خسائره تقلصت في الثواني الاخيرة الى 86.8 نقطة، كذلك تقلصت خسائر المؤشر الوزني من 9.6 الى 7.16 نقاط، وعلى الرغم من تقليص الخسائر في الثواني الاخيرة بشكل محدود الا ان هذا السيناريو المتبع سواء في تقليص الخسائر او التصعيد في الثواني الاخيرة يضر بالسوق، والاهم من ذلك ان ما يحدث في السوق يظهر مدى ضعف الرقابة من جانب ادارة البورصة، فوفقا لحديث وزير التجارة، فإن قانون هيئة اسواق المال اصبح نافذا منذ نشره في الجريدة الرسمية، ومع ذلك لم نر اي اجراءات اتخذت لمعاقبة المتلاعبين في السوق والمستفيدين مما لديهم من معلومات سواء ما حدث من تداولات على سهم اجيليتي في اول يوم تداول للسهم، بالاضافة الى شركات اخرى يجب التحقق من طبيعة تداولاتها ومعرفة من المستفيد من هذه التداولات.
آلية التداول
تراجعت اسعار اغلب اسهم البنوك في تداولات محدودة نسبيا باستثناء التداولات المرتفعة على سهم التمويل الكويتي والتي غلب عليها عمليات البيع، الأمر الذي دفع السهم للتراجع بمقدار 40 فلسا، كذلك سيطرت عمليات البيع نسبيا على سهم البنك الوطني الذي سجل انخفاضا محدودا.
وهوت اسعار اسهم الشركات الاستثمارية بشدة حيث تراجعت اسعار العديد من الاسهم بالحد الادنى في تداولات ضعيفة، فقد واصل سهم الاستثمارات الوطنية التراجع بالحد الادنى لليوم الثاني على التوالي، الأمر الذي دفع اسهم العديد من اسهم الشركات الاستثمارية التابعة لمجموعة الخرافي الى التراجع بالحد الادنى، وقد اثار ذلك تساؤلات ومخاوف لدى اوساط المتداولين خاصة ان هذه الاسهم تتراجع بشكل ملحوظ منذ فترة حتى انها تراجعت بما لا يقل عن 25% من اعلى المستويات السعرية التي وصلتها، ومن اصل 51 شركة مدرجة في قطاع الاستثمار ارتفعت اسعار سهمي الصيرفة والتمدين الاستثمارية فقط.
وهوت اسعار اغلب اسهم الشركات العقارية في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على سهم التمدين العقارية الذي حقق ارتفاعا محدودا.
الصناعة والخدمات
تدهورت ايضا اسهم الشركات الصناعية بشدة في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم خاصة الصناعات الوطنية الذي سجل انخفاضا محدودا نسبيا، فيما سجل سهم صناعة الانابيب انخفاضا بالحد الادنى معروضا دون طلبات، ويلاحظ ان اغلب اسهم الشركات الصناعية التابعة لمجموعة الخرافي سجلت تراجعا ملحوظا في اسعارها، فيما واصل سهم ايكاروس الارتفاع بالحد الاعلى لليوم الثاني على التوالي.
ويعد قطاع الخدمات اكثر القطاعات انخفاضا، حيث انطلقت شرارة الهبوط الحاد على بعض اسهمه التي كانت مرتفعة بالحد الاعلى في بداية التداولات خاصة سهمي الرابطة والوطنية للتنظيف ومع موجة البيع القوية تراجعت هذه الاسهم بالحد الادنى معروضة دون طلبات نتيجة الشائعات التي انتشرت حول خروج شركة الرابطة ولوجستيك من مناقصة الجيش الاميركي، بل ان الامر امتد لجوانب سياسية ايضا في هذا الشأن، وشهد سهم زين ايضا عمليات بيع قوية لليوم الثاني على التوالي بفعل الشائعات التي انتشرت خاصة ما يتعلق بالتوزيعات الخاصة بالشركة، الأمر الذي يدعو الى سرعة تحديد مجلس الادارة موعد انعقاد الجمعية العمومية لاقرار التوزيعات النقدية التي اعلن عنها.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات على 56.2% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 137 شركة.
أرقام ومؤشرات
استحوذت قيمة تداول أسهم 8 شركات والبالغة 65.1 مليون دينار على 56.2% من القيمة الإجمالية، وهذه الشركات هي: الوطني، بيتك، أجيليتي، زين، الرابطة، مبرد، لوجستيك، أهلي متحد.
استحوذت قيمة تداول سهم زين البالغة 13.5 مليون دينار على 11.6% من القيمة الإجمالية.
تكبدت مؤشرات كل قطاعات السوق خسائر كبيرة أعلاها الخدمات بمقدار 172 نقطة، تلاه قطاع الاستثمار بمقدار 118.4 نقطة، تلاه قطاع الصناعة بمقدار 95.5 نقطة، تلاه قطاع الأغذية بمقدار 90.1 نقطة.