قالت مجلة «فوربس» لشؤون المال والاعمال ان عالم جديد من الغاز الرخيص بزغ نجمه في الوقت الحاضر على نحو دفع عمالقة النفط، مثل شركات «شل» و«بي.بي» البريطانيتين و«توتال» الفرنسية، للدخول الى حلبة المنافسة من اجل الاستحواذ على شركات غاز كبرى حول العالم.
وفي هذا السياق، يقول كبير محرري «فوربس» دانيال فيشر، ان اعلان شركة شل البريطانية النفطية العملاقة عن الدخول في محادثات لجهة شراء شركة «أرو انرجي» لإنتاج الغاز في استراليا، يظهر الرغبة القوية لدى شركات النفط الكبرى في العالم لجهة الاستحواذ على احتياطيات كبيرة ورخيصة وطويلة الاجل من الغاز الطبيعي.
جاء اعلان «شل» بعد موافقة شركة «موبيل ايكسون» على شراء رائدة شركات اميركا الشمالية لإنتاج الغاز «ايكستو انرجي» في صفقة بلغت قيمتها 31 مليار دولار، وبالتزامن مع اندفاع منافسين، مثل شركة «بي بي» البريطانية و«توتال» الفرنسية لسلوك المسار ذاته.
وهكذا، فإن أمثال هذه الصفقات تظهر بكل وضوح ان الغاز خطف انتباه عمالقة النفط في العالم، وأنه للمرة الاولى منذ ان غزا نفط الشرق الاوسط الرخيص الاسواق الغربية، يظهر مصدر جديد للطاقة يبدو انه يمكن انتاجه وتطويره وفق كلفة وأسعار معقولة، ألا وهو الغاز الطبيعي، وهذا ما يفسر ارتداد الشركات النفطية من اجل الولوج الى مناطق كثيفة بهذا المصدر.
هذا التطور المهم يعني امرين بالغي الأهمية، حسبما يرى هاورد تيومان ـ الرئيس السابق لمجموعة «بروك رود» ـ فمن جهة اولى سيتجه المنتجون الى ابرام عقود طويلة الاجل لضمان امدادات من الغاز عند سعره التنافسي الحالي والبالغ في أميركا الشمالية مثلا 6 دولارات لكل متر مكعب، بينما يدر عائدا يتراوح ما بين 10 و12% من أصل رأس المال المستثمر، ومن جهة ثانية لن تألو شركات النفط الكبرى جهدا من اجل ضمان احتكارها لهذه الامدادات من خلال الاستحواذ عليها.
ويخلص تيومان للقول ان اهمية الغاز الرخيص ستتعاظم بمرور الوقت بالنظر الى امكانية استخدامه لتوليد الكهرباء، فضلا عن دخوله كعنصر حيوي في صناعة البتروكيماويات.
واعتبرت مجلة فوربس الاقتصادية ان التحدي الاكبر امام المستثمرين وصناع القرار النفطيين سيكون هو كيفية التعامل مع «غزو الغاز الرخيص» الذي شارف على أن يضع مستقبل ومصير النفط والسولار ومصادر الطاقة البديلة في الميزان.