أصدرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية القائمة السنوية لأغنى أغنياء المملكة المتحدة، لتظهر أن الثروة المجتمعة لأغنى ألف شخص قد ارتفعت هذا العام بنسبة 30%، حتى في ظل استمرار مساعي قطاعات كثيرة في المملكة المتحدة للتعافي من موجة الركود وشبه الانهيار الحاصل في النظام المصرفي.
وأضحت قيمة الثروة الإجمالية لمليارديرات ومليونيرات بريطانيا تقدر بـ 335.5 مليار إسترليني، بحسب ما أوردته الصحيفة البريطانية، أي بزيادة وصلت إلى 77.256 مليار إسترليني (أو ما يعادل نسبة قدرها 29.9%) على مدار العام المنقضي، مشيرة إلى أن تلك الزيادة هي الأكبر في الثروات منذ أن بدأت في نشر تلك اللائحة قبل 22 عاما. وعزت هذا الارتفاع إلى الانتعاش في أسواق الأسهم وقيمة الممتلكات، بعدما ضخت الحكومة مئات المليارات من الجنيهات الإسترلينية في المصارف والاقتصاد الأوسع في النطاق، للحيلولة دون حدوث انهيار.
وقد حل على رأس اللائحة، رجل الأعمال الهندي المقيم في لندن، لاكشمي ميتال، الذي يعمل في إنتاج الحديد والصلب، بثروة بلغت قيمتها على مدار العام الماضي 22 مليارا و450 مليون جنيه إسترليني، أي بزيادة قدرها 108% عن الثروة التي كان يمتلكها العام قبل الماضي.
ومن المحتمل أن تثير تلك النتيجة حالة من الجدل خلال الأيام المقبلة، نظرا إلى إعلانها قبيل الانتخابات العامة، التي ستجري في السادس من مايو المقبل، وسط توقعات بأن يقوم الحزب الفائز بخفض الإنفاق وزيادة الضرائب.
وفي المرتبة الثانية، جاء الملياردير الروسي، رومان أبراموفيتش، الذي يعمل في الصناعة والنفط، ويملك نادي تشيلسي اللندني، بثروة قدرها 7 مليارات و400 مليون جنيه إسترليني، (بزيادة 6%). ثم حل في المرتبة الثالثة دوق وستمنستر، الذي يعمل في مجال العقارات، بـ 6 مليارات و750 مليون جنيه إسترليني (4%)، فعملاقا صناعة الصيدلة إرنستو وكيرستي بيرتاريلي في المرتبة الرابعة بـ 5 مليارات و950 مليون جنيه إسترليني (بزيادة قدرها 19%).
واحتل المرتبة الخامسة الشقيقان سيمون وديفيد روبن، بثروة بلغت قيمتها 5 مليارات و532 مليون جنيه إسترليني. وكانت المرتبة السادسة من نصيب الملياردير الروسي، اليشر عثمانوف، بثروة بلغت قيمتها 4 مليارات و700 مليون إسترليني. في حين حل في المرتبة السابعة، الشقيقان الكنديان، غالن وجورج وستن وعائلتاهما، بثروة قدرها 4 مليارات و500 مليون إسترليني.
وجاء ثامنا الزوجان الهولنديان، شارلين وميشال دي كارفاليو، بثروة قدرها 4 مليارات و400 مليون إسترليني. وفي المرتبة التاسعة، حل الزوجان البريطانيان، السير فيليب وعقيلته الليدي غرين، بثروة بلغت 4 مليارات و105 ملايين إسترليني. وتبوأ المرتبة العاشرة، رجل الأعمال الهندي، آنيل أغروال، إذ بلغت ثروته 4 مليارات و100 مليون إسترليني.
وفي سياق متصل، ارتفع عدد المليارديرات في بريطانيا من 43 إلى 53، بحسب الصحيفة، في الوقت الذي ارتفعت فيه ثروات تسعة أشخاص بمقدار مليار إسترليني أو أكثر خلال الإثني عشر شهرا الماضية. من جانبه، أكد فيليب بيريسفورد، معد اللائحة أن «الأثرياء تمكنوا من المرور عبر موجة الركود. كما ارتفع سوق الأسهم. ويقدم الأثرياء أداء جيدا للغاية. أما بقية البلاد فسيتعين عليها الدخول في مواجهة مع تخفيضات الإنفاق العام، لكن لذلك أثره الضئيل على الأثرياء، لأنهم لا يستهلكون الخدمات العامة».
في المقابل، تكشف الصحيفة عن أن العديد ممن أدرجوا في لائحتها، هم إما يغادرون البلاد أو يهددون بفعل ذلك، حتى يتجنبوا المعدل الجديد المفروض على ضريبة الدخل بقيمة 50% على أصحاب الدخول العليا. وتنقل عن بيريسفورد، قوله «يحب الروس العمل في المملكة المتحدة لأنها آمنة، وينخفض فيها مستوى الفساد، ويمكنهم الحصول فيها على خدمات لائقة. كما ترى النخبة الثرية في الهند أن بريطانيا قاعدة مغرية. فهنا يتم التحدث باللغة الإنجليزية، ويوجد نظام قانوني جيد، ويمكن لأبنائهم الذهاب لمدارس مميزة، ويحظون بترحيب في المؤسسة».