أخفقت جميع المحاولات الرامية إلى احتواء التسرب النفطي في خليج المكسيك، ووصف وزير الداخلية الأميركي كين سالازار أمس، البقعة النفطية الضخمة التي تواصل ضرب الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة، بأنها «كارثة حقيقية»، داعيا الأميركيين إلى «الاستعداد للأسوأ».
وعن حجم البقعة النفطية التي تسربت إلى مياه خليج المكسيك، جراء انفجار عميق ببئر نفط أميركي في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ذكر سالازار، خلال مقابلة مع برنامج «حالة الاتحاد» على شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية: «أعتقد أن حجم التسرب هائلا»، مشيرا إلى أن جميع محاولات احتواء التسرب فشلت حتى اللحظة في وقفه.
جاء ذلك في الوقت الذي وضع حرس السواحل حواجز من البلاستيك على مدى كيلومترات لمنع اقتراب البقعة النفطية لكن الرياح الشديدة والأمواج العاتية تعوق بشدة نشر مزيد من الحواجز وجهود رش النفط بمذيبات كيماوية من الزوارق والطائرات.
وقد ازدادت الاحتمالات الأسوأ بالفعل مع دفع الرياح بقعة هائلة من النفط باتجاه سواحل الخليج الأميركي في الوقت الذي كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يستعد للتوجه لزيارة المنطقة لإظهار أن إدارته تتصدى لما يمكن أن يصبح كارثة بيئية كبرى، وإظهار أن إدارته تستجيب بشكل كاف لما يهدد بأن يصبح كارثة اقتصادية وبيئية قد تفوق كارثة إكسون فالديز عام 1989 في ألاسكا التي كانت أسوأ حادث تسرب نفط تشهده الولايات المتحدة.
وتأتي زيارة أوباما وسط إحباط متزايد في أوساط مسؤولي ولاية لويزيانا بشأن سرعة ومدى الاستجابة لمكافحة الكارثة فيما لاتزال حركة تجمعات بقع النفط أمر لا يمكن التنبؤ به، حيث أظهرت توقعات الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والجو أن البقعة التي يزداد اتساعها والناتجة عن تسرب النفط من بئر نفطية منفجرة تحت المحيط تتحرك بشكل مستمر باتجاه سواحل ولايات لويزيانا ومسيسبي وألاباما تدفعها رياح قادمة من الجنوب.
وأشار التوقع إلى احتمال وصول بعض النفط إلى شواطئ جزر شاندلير على حافة دلتا نهر مسيسبي. وفي هذه الجزر ملجأ بريتون الوطني للحياة البرية وهو موطن مستعمرات كبيرة للطيور.
وتهدد بقعة النفط السواحل الأميركية في أربع ولايات من لويزيانا إلى فلوريدا، ويقدر طولها بنحو 208 كيلومترات وعرضها بنحو 112 كيلومترا ومازالت تتسع. وكثير من المناطق المهددة ببقعة النفط كانت قد أصيبت من قبل بخسائر هائلة جراء الإعصار كاترينا عام 2005.
وكانت الإدارة الأميركية طلبت من شركة «بي.بي» البريطانية المالكة للبئر المنفجرة أن تبذل مزيدا من الجهد لوقف تسرب النفط واحتواء البقعة المتنامية.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «ميل أون صنداي» أن احتواء وتنظيف التسرب النفطي الضخم في خليج المكسيك قد يكلف عملاق الطاقة البريطاني شركة «بي. بي» أكثر من ثلاثة مليارات جنيه استرليني (ما يعادل 4.6 مليارات دولار). وقالت صحيفة «صنداي تليجراف» ان شركة «بي.بي» تلقت عدة اخطارات لإجراءات قضائية بشأن الانفجار الذي وقع في 20 ابريل الماضي وأودى بحياة 11 شخصا.