في إطار سلسلة المحاضرات المتخصصة التي ينظمها لموظفيه بهدف الارتقاء بقدراتهم المهنية، وإطلاعهم على أحدث التطورات في عالم التعاملات المالية الإسلامية، أقام بنك الكويت الدولي محاضرة عن المنتجات المالية الإسلامية قدمها المحاضر محمد عمر جاسر مستشار الرقابة الشرعية في بيت الاستثمار الخليجي. واستهدفت المحاضرة النظر في واقع التطوير وابتكار المنتجات المالية الإسلامية في مواكبة النمو المتسارع في الصناعة المالية الإسلامية، من حيث الحفاظ على السلامة الشرعية للمنتج وقدرته على تلبية الحاجات والمتطلبات الاقتصادية بكفاءة وفعالية، والتأكد من أن التفكير الإسلامي مازال يحكم العقلية المالية والاقتصادية في المؤسسات المالية الإسلامية ويرشدها في هذه المسيرة نحو ابتكار وتطوير منتجات مالية إسلامية تجمع ما بين المثالية المقاصدية والواقعية العملية.
وتطرقت المحاضرة إلى مسألتين مهمتين، ففي القسم الأول ناقشت الأسس التي قامت عليها المنتجات المالية الإسلامية وخصائصها التي تميزها عن المنتجات المالية التقليدية، كما تطرقت إلى طبيعة وجوهر العقود المالية الإسلامية، والتي بدورها تقوم على تحريم الربا والغرر الفاحش وآثارهما، ومقاصد الشريعة جراء التحريم، أما القسم الثاني من المحاضرة فتطرق إلى واقع المنتجات المالية الإسلامية واستراتيجيات تطويرها. واستعرض المحاضر محمد عمر جاسر في بداية المحاضرة مراحل تطور المنتجات المالية الإسلامية، وتعريف الهندسة المالية الإسلامية، وتطور صناديق الاستثمار، والتحديات التي تواجه الصناعة المالية الإسلامية في العصر الحديث، خصوصا بعد تشابك الاقتصاديات العالمية وتحول العالم إلى قرية اقتصادية صغيرة. وقال إن الهندسة المالية الإسلامية هي تصميم وتطبيق وتطوير أدوات مالية مبتكرة وعملياتها لتكون حلولا جديدة تلبي الحاجات الاقتصادية، لافتا إلى أنه لابد أن تكون المنتجات المالية الإسلامية منطلقة من رحم الشريعة الإسلامية، وتلبي الحاجات الحقيقية، وتخلق قيمة مضافة، مشيرا إلى أن الهندسة المالية الإسلامية لابد أن تحقق التوازن بين النشاطات الربحية وغير الربحية، كما أنها لابد أن تحقق التكامل بغية ارتباط التمويل بالنشاط الحقيقي .وأشار إلى أن تطوير المنتجات المالية الإسلامية يقوم على منهجية أساسية واضحة ومحددة مبنية على أن كل المعاملات مباحة ما لم يرد دليل، مبينا أن أي منتج إسلامي لابد أن يخضع للتقييم من حيث المحتوى والشكل، فالأساس هو تقييم المحتوى ثم بعد ذلك تقييم الشكل، مؤكدا على ضرورة أن يكون المحتوى مقبولا تماما والشكل مقبولا تماما.