استضافت شركة الأمان للاستثمار مؤخرا المفكر الاقتصادي العالمي د.نسيم طالب في ندوة خاصة أمام نخبة من رؤساء ومديري شركات في قطاع الاستثمار والعقار والتأمين وقطاعات أخرى حول مخاطر وتداعيات الأحداث غير المتوقعة على الاقتصاد العالمي كالتي حدثت في الأزمة المالية العالمية الراهنة.
من جانبه قال د.نسيم طالب ان الفكرة الرئيسية لكتابه تدور حول عدد صغير من الأحداث غير المتوقعة - أي البجعة السوداء- وتفسر هذه الأحداث الكثير من الاضطرابات التي تضرب أسواق العالم اليوم، إلى جانب الأحداث التي تتكرر يوما بعد يوم، والتي تفيد في فهمنا للحاضر والمستقبل، فإن هناك دائما مفاجآت، وأنه لا يمكن الاعتماد فقط على تجارب الماضي، فهناك دائما أمور غير متوقعة وهي كثيرا ما تكون غير قابلة للتنبؤ وتكون أشد تأثيرا في حياة البشر.
وأوضح د.طالب أن أهم أحداث التاريخ تقع دون سابق إنذار وأن أخطر ما يخبؤه المستقبل لا يمكن التنبؤ به. ومن هنا ولدت نظرية «البجعة السوداء».
وسبب إطلاق هذا الاسم، هو أن الاعتقاد ساد لقرون طويلة بأن لون البجعة هو الأبيض، وأنه من المستحيل أن توجد «بجعة سوداء». وبعد ذلك جاء اكتشاف نوع غير معروف من «البجع الأسود» في أستراليا وذلك ليكذب الاعتقاد السابق.
ومن هنا قام د.نسيم طالب بصياغة نظريته بأن أخطر وأهم أحداث التاريخ والتي كان لها أكبر الأثر في حياة البشر حدثت بفعل المفاجأة وكانت غير متوقعة، مثل اكتشاف الكمبيوتر والإنترنت والحرب العالمية الأولى وأحداث 11 سبتمبر 2001، وأخيرا انفجار أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، كانت أحداثا غير متوقعة بل وأحيانا غير قابلة للتوقع، موضحا أن المستقبل مليء بالمفاجآت أيضا. ويلخص حديثه حول عملية التنبؤ بأن تلك العملية تتعرض لما يطلق عليه «أخطاء الخبراء» مما يقودنا إلى استنتاج أن عملية التنبؤ أو تقدير الأخطار عملية لا يمكن تأديتها بطريقة فعالة وصحيحة لتثمر بصحة نتائجها.
وان التقديرات والتحليلات الفنية لأسواق المال والأسهم هي عملية غير صحيحة حيث لا يمكنك التحليل وإعطاء نتيجة صحيحة 100% للمتداولين في تلك الأسواق. والخطأ هو أن نعتقد أننا قادرون على استشفاف المستقبل بكل أبعاده، والحقيقة أن هناك حدودا لما يمكن أن نتنبأ به والكثير من التجارب هي التي تساعدنا في فهم المستقبل.
ويلفت د.نسيم نظرنا لأهمية تحويل الديون إلى ملكيات وذلك لارتباطها بخطر الائتمان حيث أدت تلك الديون إلى التسبب في انقلاب النظام المالي العالمي.
ويذكرنا بأن ديوننا هي نتيجة توقعاتنا والتي تحتاج منا إلى إعادة هيكلة في ظل النظم والمعالم الأساسية لنطاقها المالي الذي تسبب في حدوث الأزمة منذ البدء. ويجب ألا ننسى حسب قوله «انه لا يمكن جمع المديونية والإنتاجية في نظام واحد».