أعلن المدير العام لشركة النفط البريطانية «بريتيش بتروليوم» توني هايوارد ان الشركة تستعد لوضع «غطاء جديد» لمنع تسرب النفط الناجم عن انفجار في منصة نفطية في خليج المكسيك، اصغر حجما من الغطاء الآخر الذي اضطرت الى رفعه. وأضاف هايوارد للصحافيين ان الغطاء الجديد سيثبت فوق مكان التسرب الرئيسي على عمق 1500 متر «في الساعات الـ 72 المقبلة»، وكانت الشركة علقت آمالها على وضع الغطاء وهو على هيئة قبة من الحديد الصلب يبلغ علوه 12 مترا ووزنه 100 طن تقريبا لمحاصرة النفط الذي يتسرب بمعدل 800 الف ليتر في اليوم في الخليج على بعد 80 كلم من سواحل لويزيانا.
الا ان المجموعة النفطية اضطرت يوم السبت الماضي الى ازالة الغطاء بسبب وجود بلورات شبيهة ببلورات الثلج التي تكونت نتيجة تفاعل الغاز والماء داخل الغطاء مما يجعله من دون فائدة، واعتبر خبراء الشركة ان الغطاء الجديد الأصغر حجما لن يطرح هذه المشكلة. من جهة أخرى، بدأت الشركة أمس الاول بضح مواد كيميائية مفرقة في مكان التسرب مباشرة، وقامت اذرع آلية تحت الماء بضخ هذه الماء بواسطة أنبوب طويل وصل الى قاع المحيط. من جهته أعلن جون كاري المتحدث باسم بريتيش بتروليوم ان السلطات الفيدرالية والمحلية «أعطت موافقتها أمس للمحاولة الثالثة من مواد التفريق تحت الماء»، موضحا ان التجربة ستتواصل طيلة 24 ساعة سيتم بعدها اجراء تقييم جديد للوضع. من جهة أخري تبذل «بريتيش بتروليوم» جهودا متواصلة لاحتواء التسرب النفطي الضخم من بئر في خليج المكسيك فيما استعد مسؤولون لبدء التحقيقات في أسباب الكارثة البيئية التي ستخلف تداعيات سياسية طويلة المدى. هذا وقد تكون لكارثة التسرب الهائل والذي يلقي بنحو خمسة آلاف برميل من النفط يوميا في مياه خليج المكسيك، تداعيات بالغة على جهود التنقيب عن البترول على السواحل الأميركية التي أيدها الرئيس باراك اوباما قبل عدة شهور.
وستبحث لجنة الطاقة بمجلس الشيوخ أيضا قضية التنقيب عن النفط على السواحل الأميركية في واشنطن، خلال الجلسة التي ستعقدها لسماع شهادة لامار ماكاي رئيس «بريتيش بتروليوم أميركا» ومسؤولين من شركتين أخريين هما «ترانس أوشن» التي منحت امتياز «ديب ووتر هورايزن» للشركة البريطانية، وشركة هالي بيرتون التي قامت ببعض الخدمات مثل تدعيم البئر بالخرسانة. وتأمل «بريتيش بتروليوم» في نهاية الأمر أن تتمكن من إغلاق البئر غزيرة التدفق عبر بئر بديلة قد يستغرق إتمام أعمال فيه قرابة الشهرين. في الوقت نفسه، أعلنت «بريتيش بتروليوم» أنه في حال فشل القمع الأصغر في احتواء التدفق النفطي، فقد تحاول سد الصمام المانع للانفجار بإقحام قطع صغيرة من إطارات قديمة ومطاط في فوهته لوقف التدفق.
هذا وقد قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يرغب في أن ترسل إدارته مشروع قانون إلى الكونغرس لتشديد سقف تعويضات حوادث تسرب النفط، وسيوفد أوباما أيضا وزير الطاقة ستيفن تشو ومسؤولين آخرين من إدارته وعلماء من الحكومة إلى هيوستون هذا الأسبوع «لإجراء حوار واسع» مع مسؤولين من شركة بي.بي بشأن حلول محتملة في مواجهة المخاوف من كارثة بيئية واقتصادية جراء بقعة النفط الضخمة في خليج المكسيك.