أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه مجددا ان العملة الأوروبية الموحدة «عملة ذات مصداقية»، وأضاف في مقابلة مع صحيفة «فرنكفورتر الغيمايني تسايتونغ» «بوضوح ليست عملة اليورو التي هي في خطر بل السياسة الضريبية لبعض البلدان التي يتعين دعمها»، وتابع بالقول: «ان تحركات الأسواق هي دائما حصيلة تفاعل بين مزاج المستثمرين وتأثير المضاربين مثل صناديق المضاربة».
وقال تريشيه للصحيفة: «انا لا اعلق ابدا على تدخلات» البنك المركزي المحتملة، وذكر انه يؤيد ضبطا اكبر للبنوك والصناديق المضاربة، مبينا أنه «في القطاع المالي بشكل عام وليس فقط في البنوك، تطورت بعض السلوكيات البعيدة جدا عن القيم الأساسية لمجتمعاتنا الديموقراطية، نحن بحاجة لتغيير القيم في القطاع المالي».
جاء ذلك في الوقت الذي حذرت رئيسة سويسرا من ان بلادها ستتأثر بتداعيات أزمة اليورو حيث من المتوقع تباطؤ النمو في أوروبا بأسرها على مدى الأعوام القليلة المقبلة.
وقالت وزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس لوثارد التي تتولى الرئاسة الدورية لسويسرا هذا العام في مقابلة مع صحيفة «نو زوريخر تسايتونج» إنها تشعر بقلق أكبر إزاء تأثير الأزمة على الاقتصاد الكلي لا التقلبات الجامحة للعملة.واضافت: «في يونيو المقبل سترسم التوقعات الاقتصادية الجديدة الاستنتاجات الأولى بشأن تداعيات أزمة اليورو، مضيفة: «قلقي لا ينصب على مشاكل العمل، الأمر الأكثر مدعاة للقلق هو حقيقة أن ضعف اليورو وأن حزمة الإنقاذ الموازية سيؤثران على التطور الاقتصادي للقارة الأوروبية بأسرها».
لافتة إلى أنه «ينبغي أن نعتاد على فكرة نمو اقتصادي معتدل جدا في منطقة الاتحاد الأوروبي على مدى الأعوام القادمة». وعبرت لوثارد عن قلقها إزاء حزمة طارئة بقيمة 750 مليار يورو (938 مليار دولار) اتفق عليها الاتحاد الأوروبي للحيلولة دون أزمة غير مسبوقة في منطقة اليورو، وقالت إن الحزمة «تمثل ضمانا حكوميا ضمنيا، من ثم ستكون هناك ضغوط أقل على دول منطقة اليورو المثقلة بالديون لأداء فروضها وإجراء الاصلاحات الضرورية»، مضيفة «يشيع هذا عدم التيقن ويضعف النمو الاقتصادي وهو ما ستشعر به سويسرا أيضا، وثمة خطر بأن وضع الفرنك السويسري كملاذ آمن قد يتعزز أكثر».
وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر انه لولا وجود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لكان يمكن لأوروبا أن تواجه المشكلة المالية مبكرا، وأضاف في حواره مع موقع مجلة «شبيجل أون لاين» الألمانية «أن برلين أصبحت الآن معزولة عن أوروبا بطريقة لم تحدث لها من قبل، برغم أن عليها أن تتحمل مسؤولية أن تكون الممول الرئيسي»، مشيرا الى أنه لا يستطيع تذكر أن تكون ألمانيا تعرضت لمثل هذا الموقف المحرج منذ عام 1949.ووجه فيشر انتقادات حادة لخليفته فستر فيلا بطريقة غير مباشرة بقوله: «إن الوضع الأوروبي مثلما هو من قبل في الخارجية الألمانية لم يطرأ عليه أى تغيير، فاذا ما رغب سياسي في تحريك وبث الطاقة في ذلك، وعندما ينمى المرء أفكارا جديدة لأوروبا فلن يستطيع أحد أن يتدخل في شأنه أو يمنعه».
الرئيس الألماني يوقّع قانون المشاركة في «حزمة مساعدة اليورو»
وقّع الرئيس الألماني أمس مشروع قانون يسمح لأكبر اقتصاد أوروبي بالمساهمة في حزمة طارئة بقيمة 750 مليار يورو، حيث يسمح القانون الذي أصبح ساريا الآن لألمانيا بالمشاركة في الحزمة الدولية بضمانات قيمتها نحو 148 مليار يورو وذلك رغم المعارضة الشعبية واسعة النطاق لهذه الخطوة داخل ألمانيا.