عمر راشد
«الندم» كانت الكلمة الأكثر ترددا بين المتعاملين في أسواق المال العالمية والخليجية، أمس، حيث أكد وسطاء ومتداولون لـ «الأنباء» أن عمليات البيع المكثفة أول من أمس كان مبالغا فيها وغير مبررة، مع توجه المستثمرين والمضاربين لاصطياد الصفقات في ظل التراجع الحاد للأسهم الذي وصل إلى درجة الانهيار في بعض الأسواق مثل السعودية.
وبينما انجرف السوق هبوطا بسرعة الأرنب، أول من أمس، تأثرا بتراجعات أسواق المال العالمية والإقليمية، كانت استجابة السوق كالسلحفاة في الارتداد إلى اللون الأخضر مرة أخرى حيث أغلق السوق على تراجع محدود وسط تداولات ضعيفة تركزت على أسهم البنوك والشركات القيادية.
وأدى ارتداد أسعار النفط فوق مستوى الـ 70 دولارا للبرميل في العقود الآجلة أمس إلى أن تتنفس الأسواق العالمية والإقليمية الصعداء، حيث شهدت بورصة باريس ارتفاعا بواقع 2.69% وبورصة لندن 1.86% وفرانكفورت 1.68% ومدريد 2.15% وميلانو 2.59% وفي آسيا وبعد يوم شهد تقلبات وبعد خمسة أيام متتالية من التراجع، كسبت بورصة طوكيو 0.66%، كما استعاد اليورو خسائره أمام الدولار بعد أن عاد ليلا إلى مستوى 1.23 دولار.
وجاء تحسن البورصات من الولايات المتحدة، حيث نجحت بورصة وول ستريت في التعافي بنهاية التعاملات وحدت من خسائرها لتبلغ 0.23% بالنسبة لمؤشر داو جونز و0.12% بالنسبة لمؤشر ناسداك.
وفي الوقت الذي استجاب فيه السوق الكويتي لارتدادات الأسواق المالية العالمية بشكل يكاد يكون معدوما بارتفاع بسيط في المؤشر العام بنسبة 0.08%، تفاعلت أسواق المال الخليجية بشكل إيجابي حيث ارتفع سوق دبي المالي بنسبة 1.3% وارتفع السوق السعودي بواقع 2.12% والسوق القطري بواقع 0.74%، كما أغلق السوق البحريني مرتفعا بواقع 1.2%.
ووفق مصادر متابعة فإن 3 عوامل حدت تفاعل السوق: اولها التخوف من إيقاف عدد آخر من أسهم الشركات، حيث بدأت إدارة الرقابة تحقيقات مع شركات استثمارية وخدمية خلال الأيام الماضية، بلغ عددها 6 شركات وهو ما أدى إلى سيادة حالة العزوف وتفضيل «الكاش» عن «المغامرة»، وثانيها افتقاد الدور المطلوب للمحفظة الوطنية التي كان أداؤها مضاربيا بعيدا عن الاستثمارات طويلة الأجل، فالمحفظة التي لم يتعد دخولها أكثر من 300 مليون دينار بقليل لا تتدخل إلا في التراجعات الحادة للسوق لاصطياد فرص في السوق على حساب صغار المساهمين الذين يفتقدون للمعلومات الصحيحة عن أداء الأسهم، وثالث هذه العوامل هي: غياب السيولة المحلية التي تحرك الأسواق المالية والإقليمية، وعلى الرغم من تعدد ملاك السيولة في السوق، إلا أن السوق بات يترقب أداء شركة واحدة وعمومية واحدة دون الالتفات لأداء ما يقارب من 210 شركات في السوق جميعها باتت لدى المضاربين والمستثمرين بلا معنى!