عندما تلقى المستثمرون الكويتيون رسائل نصية مجهولة المصدر تحثهم على شراء أسهم شركة الاتصالات المتنقلة (زين) أبدوا رد فعل مختلفا عما يبديه كثيرون في أسواق الدول المتقدمة، فقد أولوا هذه الرسائل اهتماما.
وساعد الطلب على هذه الأسهم في ارتفاع سعر سهم الشركة بنسبة 23% في خمسة أيام تداول من شهر فبراير قبل أن تعلن الشركة انها ستبيع اصولا افريقية في صفقة تبلغ قيمتها تسعة مليارات دولار.
هذا مجرد مثال واحد على المخاطر التي يتوقعها المستثمر في أي سوق ناشئة جديدة خاصة في الشرق الأوسط.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار في سيلك إنفست في لندن دانيال بروبي: «الكويت لديها بعض الشركات المعروفة لكنها تواجه عددا من التحديات فيما يتعلق بالمنظور الغربي، ومن هذه التحديات ان الكويتيين انتقائيون فيما يتعلق بتقديم المعلومات ويحابون الأقارب والأصدقاء».
فالمستثمرون العرب الأثرياء الذين تحفل بهم قاعات البورصة يعتمدون في عطاءاتهم على أحدث شائعة سمعوها، ويتمثل التحدي في تحقيق أرباح في أسواق يرتادها في الأساس متعاملون يأتون لفترات قصيرة وتبدو فيها تحركات أسعار الأسهم عشوائية تماما وتأتي أخبار الشركات من صديق أو قريب قبل أن تأتي من بيان رسمي.
ولمن لديه الجرأة والمورد الذي يتيح له المغامرة وإجراء أبحاثه الخاصة عن السوق يقول البعض إن أسواق الخليج يمكن أن تحقق للمستثمر الاجنبي عائدات لا صلة لها بأسعار الاسهم العالمية.
وباستشراف ما سيكون عليه الوضع بعد صدمة أزمة ديون دبي يتوقع المستثمرون في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم بعضا من أكثر قصص النجاح إثارة على مستوى العالم خاصة في السعودية وقطر اللتين ارتفع مؤشرا بورصتيهما بقوة أوائل العام.
لكن عمليات بيع في شهر مايو الجاري بددت هذه المكاسب فنزل مؤشر قطر بنسبة 4.5% حتى الآن هذا العام وهبط المؤشر السعودي بنسبة 5.9%، لكن كلا منهما حقق أداء أفضل من مؤشر مورجان ستانلي للاسواق الناشئة، والذي هبط بنسبة 13% تقريبا.
وشعوب المنطقة التي تتمتع بكثرة عدد أبنائها من جيل الشباب وبوفرة المال نتيجة ازدهار أسعار النفط هذا القرن تضفي عنصر جذب إضافيا إلى التوقعات الديموغرافية والاقتصادية.
فاقتصاد قطر من المتوقع أن ينمو بأكثر من 18% في 2010 وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي في ابريل الماضي، والسعودية بدأت في برنامج انفاق بقيمة 400 مليار دولار لتطوير البنية الأساسية في إطار سعيها لتنويع اقتصادها بعيدا عن الطاقة.
وقالت مديرة الاستثمارات في اسهم الشرق الأوسط وافريقيا وأوروبا في شركة بارينج أسيت ماندجمنت غدير أبو ليل كوبر متحدثة عن أسواق الخليج: «نعتقد أنه في السنوات العشر القادمة بسبب هذه العوامل الديموغرافية والانفاق على البنية الأساسية ستنفتح هذه الأسواق وستتسم الشركات بدرجة أعلى من الشفافية».
وسجل مؤشر مورجان ستانلي للاسواق العربية في نهاية ابريل الماضي معدل سعر للإيرادات يبلغ ما يزيد قليلا على 20 مرة متجاوزا أداء الأسواق المتقدمة بعد أن حقق أداء أقل من الأسواق المتقدمة منذ أواخر عام 2008.
وفي حين أدت الأزمة العالمية إلى تهاوي أسعار الأسهم، يعتقد بعض المحللين أسهم الشرق الأوسط يمكن أن تعود إلى اتجاه تاريخي يتمثل في عدم ارتباطها ـ على الأقل بدرجة معينة ـ بالأسواق العالمية والناشئة. ولكي يحدث ذلك يجب أن يتوقف الهبوط الحاد الراهن في أسعار النفط.
فالارتباط القوي بين أسهم الخليج وأسعار النفط المرتبطة بدورها بالاقتصاد العالمي، يعني أن أسهم الشرق الأوسط مرتبطة بدرجة ما بأساسيات الأسواق العالمية. ويقول الرئيس التنفيذي لشركة جلفمينا للاستثمارات البديلة في دبي هيثم عرابي إن مناخ الاستثمار في الوقت الراهن يشبه المناخ الذي كان سائدا في أوائل العقد الماضي، فالاقتصادات المتقدمة كانت في ذلك الوقت قد خرجت لتوها من فقاعة الانترنت وارتفعت الاسهم السعودية مع صعود أسعار النفط.
وقال عرابي «اسعار الفائدة على الودائع كانت تبلغ 0.5% لذلك سعى المستثمرون لعائدات الأسهم... لم يتغير شيء، فقط حجم الأزمة كان أكبر ومدتها كانت أطول ـ انه نفس سيناريو الازدهار والفقاعة وانفجارها. نحن مرتبطون بالأنباء المهمة عن الأسواق العالمية ـ في أي لحظة يمكن أن يكون هناك ارتباط ولكن قوة هذا الارتباط هو المهم».
ومن المتوقع ان يبلغ سعر النفط الخام في المتوسط 81.06 دولارا للبرميل في 2010 وفقا لبيانات استطلاع أجرته رويترز في ابريل. ويجري تداول النفط حاليا عند نحو 68 دولارا للبرميل. ونمو الطلب في الاقتصادات الناشئة خاصة الصين هو الذي يقود السعر.
وقال دانيال تابز من صندوق الأسواق الناشئة التابع لشركة بلاكروكس والذي يستثمر نحو ملياري دولار في الأسواق الناشئة منها استثمارات في الأسهم القطرية والسعودية «الصين تسير في أعقاب قطر».
وأضاف «قطر تحقق معدل نمو في غاية السرعة. ورغم ان هذا المعدل قد لا يستمر إلى الأبد فإننا نعتقد انه اكثر دواما بكثير من أسواق أخرى كثيرة في الشرق الأوسط».
ومن المتوقع ان يتضاعف عدد سكان قطر إلى ثلاثة ملايين نسمة بحلول 2011. وقطر هي أغني دولة في العالم من حيث نصيب الفرد من الثروة بفضل صادراتها من الغاز الطبيعي المسال.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد السعودي بمعدل 3.7% هذا العام، في حين تقل أعمار ثلث سكان المملكة عن 15 عاما وينمو عدد السكان بمعدل 2% تقريبا سنويا.
وقالت غدير ابوليل كوبر من بارينج: مع ارتفاع أسعار النفط يكون هناك ما يكفي من المال للاستمرار في استثمارات البنية الأساسية لدعم النمو السكاني.
واقرأ ايضاً:
البورصة تفقد معظم مكاسبها بعد اعتراض «هيئة الاستثمار» على توزيعات «زين»
البنوان: 2.3 مليار دينار عائدات «زين» بنمو 16% عن 2008 والمجموعة ستستفيد من فوائضها المالية في تمويل توسعاتها بالشرق الأوسط
المساهمون رحبوا بتوزيعات زين و«الهيئة» تحفظت
«الهيئة»: لا تغيير في إستراتيجيتنا الاستثمارية بأوروبا
«وضوح»: السوق يمر بمرحلة مفصلية واختبار صعب على جميع الأصعدة
«الاستثمارات»: التزام «زين» وإقرار التوزيعات حققا استقراراً نسبياً للسوق
الرشدان: «أبيار» تسعى لسداد 20% من التزاماتها خلال العام الحالي وأنجزت 80% من مشروع أكاسيا أفنيوز في دبي
«ستاندرد أند بورز» تثبت التصنيف الإيجابي لـ «بيتك» على المديين القصير والطويل
الحمود: «رسن» وصلت لمراحل متقدمة في عمليات الإنتاج من بئرين في مشروع الغاز بأميركا
«الوطنية للتنظيف» تسعى للتوسع في أسواق البحرين وأبوظبي وقطر
عيسى: 2010 عام تأسيس «بتروجلف» من جديد
الكويت توقّع اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات مع تركيا
..والفهد يبحث مع وزير المالية التركي القضايا الاقتصادية المشتركة بين البلدين
الخالدي لـ «الأنباء»: الكويت وتركيا تفتحان المجال للقطاعين العام والخاص للدخول في مناقصات حقول الطاقة
«الوطني» يكشف عن شيك تاريخي لمحمد الرشيد
.. وانتعاش أغلب بورصات الخليج والمستثمرون يتصيدون الصفقات