أعلنت مؤسسة البترول الكويتية امس ان مجلس إدارتها اعتمد استراتيجيتها الخاصة بإدارة انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى ذات العلاقة بظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
وقال بيان صحافي لمؤسسة البترول الكويتية ان مجلس الإدارة برئاسة وزير النفط ووزير الإعلام الشيخ احمد العبدالله اتخذ هذه الخطوة في اجتماعه الذي عقده يوم الخميس الماضي، مؤكدا ان «ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ اصبحت من أهم القضايا البيئية في عصرنا الحاضر».
واضاف البيان ان الاستراتيجية اشتملت على حصر كامل لجميع انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى في الكويت ومساهمة القطاعات الاقتصادية المختلفة كالقطاع النفطي وقطاع توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه وقطاع المواصلات في هذه الانبعاثات حيث اظهرت النتائج ان مساهمة القطاع النفطي لا تتعدى اكثر من 35% من مجمل الانبعاثات في الكويت.
وحددت الاستراتيجية رؤية المؤسسة في هذا الشأن حيث نصت الاستراتيجية على ان تحقق المؤسسة دورا قياديا على المستوى الاقليمي في أنشطة إدارة انبعاثات الغازات التي تتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
اما على المستوى الوطني فقد نصت الاستراتيجية على ان تقوم المؤسسة بدور قيادي من خلال التعاون مع الجهات المعنية في الدولة كالهيئة العامة للبيئة ووزارة الكهرباء والماء ومعهد الكويت للابحاث العملية في اعداد حصر تفصيلي لجميع الانبعاثات وتنفيذ الإجراءات والانشطة المختلفة بهدف تخفيض الانبعاثات وتوفير الطاقة والتوسع في استخدامات انواع الوقود ذات المحتوى الكربوني المنخفض.
واوضح ان ذلك سيتم من خلال التعاون الدولي والاستفادة من الدعم التقني والمالي الذي تقدمه الاليات المرنة في اطار بروتوكول كيوتو والاليات الاخرى مدار التفاوض حاليا تحت مظلة اتفاقية تغير المناخ.
واشار البيان الى ان الاستراتيجية تضمنت خطة عمل طويلة المدى لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحددت العديد من البرامج والمشاريع والمبادرات التي سيتم تنفيذها لتحقيق اهداف الاستراتيجية من ضمنها استخدام غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج من عمليات القطاع في انتاج النفط المعزز كمرحلة اولى.
واضاف انه تم عمل مسوحات موسعة للتأكد من مواءمة مكامن النفط لهذا الغرض على ان يتم التوسع في استخدام غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج من تشغيل محطات القوى الكهربائية وغيرها في انتاج النفط المعزز في مراحل لاحقة.
وذكر ان القطاع النفطي الكويتي ينفذ العديد من الانشطة والبرامج والمشاريع الرأسمالية في اطار التزامه بحماية البيئة والحد من تلوث الهواء الناتج عن مختلف عملياتها التشغيلية وخصوصا في منطقة الشعيبة الصناعية حيث بلغ مجموع ما تم انفاقه خلال السنوات العشر الماضية اكثر من مليار دينار (3.5 مليارات دولار) على مشاريع رأسمالية وتشغيلية لحماية البيئة والالتزام بالمعايير البيئية التي نصت عليها اللائحة التنفيذية لقانون انشاء الهيئة العامة للبيئة.
وقال البيان ان هذه الاستراتيجية وتوجهات المؤسسة في خفض جميع انبعاثات الملوثات البيئية تشكلان جزءا من جهود المؤسسة المتواصلة لحماية البيئة وتحقيق احد اهم اهداف الاستراتيجية وهو الارتقاء بأدائها البيئي ليضاهي اداء الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال والمساهمة في الجهد العالمي للحد من ظاهرة تغير المناخ والآثار السلبية التي قد تنتج من هذه الظاهرة على البيئة المحلية والعالمية.
واضاف ان هذه المساعي تعتبر مرحلة متقدمة مما يتطلبه بروتوكول كيوتو واتفاقية الامم المتحدة الاطارية لتغير المناخ من الدول النامية مبينا ان مؤسسة البترول الكويتية تعتبر في طليعة الشركات النفطية العاملة في المنطقة في هذا المجال.