أكد خبير الاقتصاد العالمي الحائز «جائزة نوبل» بول كروغمان في مداخلته أمام «منتدى الاقتصاد السويسري» المنعقد حاليا في منتجع انترلاكن السويسري أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية لم تنته بعد وانما تمر بمرحلة جديدة.
واستدل كروغمان في رأيه على استمرار ارتفاع معدلات البطالة بصورة وصفها بالقياسية في دول الاقتصادات الكبرى والأزمة التي تمر بها العملة الأوروبية الموحدة (يورو) محذرا من استمرارها ومعتبرا أنها «تمثل أكبر تهديد للاقتصاد العالمي».
وأشار الى أن المشكلة التي يمر بها الاقتصاد الأوروبي حاليا ليست في اليونان بل في اسبانيا التي شبه الوضع الاقتصادي فيها بالقنبلة الموقوتة تتأخر بسبب سياسة اسبانيا الاقتصادية في مرحلة ما قبل الأزمة التي كانت أفضل من نظيرتها في اليونان.
ورأى أن الخطأ في تصميم هيكل العملة الأوروبية الموحدة من أهم اسباب تلك المشكلة الراهنة «اذ تكمن المشكلة الحقيقية الأساسية في بناء الاتحاد النقدي نفسه اذ لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يكون بيئة مناسبة لوحدة نقدية تعمل بشكل مثالي».
ويعتقد أن أزمة اليونان «يمكن أن تؤدي الى أزمة بنكية على الصعيد الأوروبي سواء بقيت اليونان داخل العملة الأوروبية الموحدة أو خرجت منها» مشيرا الى ازمة الأرجنتين عندما فكت ارتباط عملتها مع الدولار الأميركي.
ويمكن القول ان الخبير الاقتصادي بول كروغمان قد رسم في مداخلته أمام «منتدى الاقتصاد السويسري» صورة قاتمة عن مسار مستقبل الأزمة الاقتصادية والمالية في أوروبا تداخلت في ثناياها ازمة البطالة المتفاقمة ومأزق العملة الأوروبية الموحدة (يورو) ومسار الاقتصاد الأوروبي بشكل عام.