- شعار المؤتمر المقبل «المباني الخضراء».. تطوير الصيانة في ظل المتغيرات المناخية
بيروت ـ اتحاد درويش
شدد أمين عام الملتقى الدولي التاسع للتشغيل والصيانة في البلدان العربية د.زهير محمد السراج على اهمية الملتقى لناحية المواضيع المدرجة في البرنامج الذي يتضمن عقد لقاءات وندوات وورش عمل.
واكد ان النقاشات وتبادل الافكار والخبرات بين اصحاب الاختصاص تغني العمل وتؤدي الى الهدف المنشود خصوصا ان عنوان الملتقى «تحسين اداء الصيانة بالتدريب»، لافتا الى اهمية التدريب ودوره في تحسين الصيانة الذي يتعرف من خلاله المدرب والمتدرب ماذا يريد من البرنامج المقترح خصوصا ان هناك ما يسمى بالتدريب المنتهي بشهادات تأهيلية والتي يسعى المعهد العربي للتشغيل والصيانة الى تحقيقه. وتوقف السراج في حوار خاص لـ «الأنباء» عند التجارب المتعددة والمتنوعة لعدد من الدول المتقدمة في مجال التشغيل والصيانة والتي لاقت نجاحا كبيرا، مشيرا الى عدم توافر المنفذ حتى على مستوى الاعمال البسيطة كالاعمال الكهربائية او السباكة ما لم يكن مؤهلا ويحمل شهادة تصنيف مهنية تؤهله لاداء العمل.
القرارات الخاطئة
وتحدث السراج عن المعايير الدولية المعتمدة في مجال التشغيل والصيانة وطرق تطبيقها في المنطقة العربية واكد ان هذا الموضوع مرتبط بـ «كود» البناء اي الاساسيات التي توجب اخذ المعايير الدولية بالحسبان عند بناء المنشأة او اي مبنى حفاظا على السلامة العامة او سلامة الاستخدام وتعرض الانسان للحوادث حتى ولو كانت بسيطة، واشار الى وجود «الكود» الدولية والتي هي عديدة وصممت لمعطيات وعوامل خاصة بالمنطقة او الدولة، ورأى ان جغرافية الاماكن تختلف بين مكان وآخر ما يلزمنا الخروج بـ «كود» خاص بالمنطقة وهذا ما تعتمده المملكة العربية السعودية التي لديها «كود» بناء متقدم جدا ويخضع للتطبيق التجريبي، موضحا ان هذا الامر يصبح إلزاميا بعد عامين بحسب ما قرره مجلس الوزراء بعدما اتيح اخذ آراء الناس الذيين يستخدمونه من مكاتب هندسية ومهندسين ومستخدمين، وشدد على اهمية التخطيط بشكل سليم لما يوفره من تكاليف تكون في كثير من الأحيان غائبة عن الانظار وتأتي في وقت حدوثها، مؤكدا على أن التخطيط الجيد والسليم يوفر مبالغ كبيرة لأن الخسائر لا تتوقف على الرواتب ومصاريف الصيانة وقطع الغيار بل في قيمة القرارات الخاطئة.
روح العمل
وحول الطاقات والقدرات البشرية المتوافرة في منطقتنا العربية التي تخولنا عدم الاعتماد على الطاقات الخارجية أكد د.السراج ان لدينا قدرات عربية كبيرة ومتمكنة على المستوى الفردي.. لا على المستوى التنظيمي الذي يجمع هذه الجهود الفردية، معتبرا ان هذا هو عيب الدول العربية، لافتا الى ان ما ينقصنا هو روح العمل كفريق اي هذه الثقافة التي مازلنا بحاجة ماسة اليها للعمل مع بعضنا البعض، واوضح ان التنظيم في كثير من الاحيان يكون على مستوى جيد انما التطبيق سيئ ما يعني عدم امكانية توظيف الطاقات.
وقال: انا من خلال اشرافي على الكثير من المشاريع والدراسات والابحاث وادارة الاعمال وعقود في الصيانة عبر ثلاثين عاما وجدت طاقات متميزة ممن يأتون من وكلاء للشركات المصنعة والذين يتمتعون بالخبرة الواسعة لكنهم يصطدمون بعوائق مع رؤسائهم لعدم تمكنهم من ايصال آرائهم. وشدد على ضرورة وضع آلية لتوطين التقنية الذي يتم عن طريق التدريب. ورأى أن اكثر وسيلة لتوظيف العمالة المواطنة في كل بلد عربي هو في مجال التشغيل والصيانة الذي هو قطاع لا ينضب مادامت هناك حياة وهناك تشغيل وصيانة على عكس الانشاء الذي يعتمد على الميزانيات حيث تكثر المشاريع عند الطفرة المالية، واكد ان موضوع التشغيل والصيانة هو كصحة الانسان الذي يعالج نفسه، لافتا الى ان هناك فرصة كبيرة لاستقطاب طاقات بشرية عربية مواطنة وهذا يتطلب صقل قدراتهم عن طريق التدريب.
المباني الخضراء
واعلن د.السراج عن عنوان المؤتمر القادم للمعهد العربي للتشغيل والصيانة هو «المباني الخضراء» او الصديقة للبيئة. وشدد على أهمية وضرورة موضوع الصيانة في ظل المتغيرات المناخية التي يشهدها عالمنا نتيجة الانبعاثات الحرارية المختلفة. واكد على ضرورة البحث في كيفية وضع متطلبات الانشاء وفي الـ «كود» التي تراعي الاسس البيئية لان النظرة الى هذا الجانب باتت تحتم علينا البحث في افضل السبل حفاظا على سلامة الانسان التي هي من سلامة البيئة.