أدرك البنك التجاري منذ وقت طويل أن إحياء التراث الكويتي القديم لا يقل أهمية عن إبراز جوانب النهضة الحديثة والحياة العصرية التي تعيشها الكويت في الوقت الحاضر.
ومن هذا المنطلق أخذ البنك على عاتقه التزاما صادقا بإحياء التراث الكويتي كفكرة أساسية موحدة لإصدارات رزنامتــــــه السنويــــــة، ومنــــــذ زمن بعيد كان لمطبوعات وإصدارات البنـــك صفات تميزه عن غيره، ففي عام 1982 لقيـــــت رزنامة البنك التجاري تقدير المتخصصين في شــــؤون الطباعـــة الفنيــــة في بريطانيا وفازت رزنامتــــه بالمركـــز الأول حيـــث احتوت على بعض المعالم الشهيــــرة فــــي الكويت وبعــض المناظر التقليدية المعبرة التي تمثــــل جوانـــــب مختلفة من طبيعة الحياة في الصحراء والمدينـــــة.
وقال البنك في بيان صحافي له بمناسبة احتفاله بمرور 50 عاما على تأسيسه: «لقد جـــــاء فـــــي الأخبار الصادرة آنذاك خبر فوز رزنامة البنــــــك التجـــــاري بجائزة التقدير». وقال الخبر: «نظمت مجموعة الطباعة في بريطانيا بالاشتراك مع كلية لندن للطباعة المعرض السنوي للرزنامات التي أنتجت لعام 1982.
وفازت رزنامة البنك التجاري بالجائزة الأولى»، وجاء أيضا في الخبر ذاته: «لقد أبدى المسؤولون عن المعرض إعجابهم بالمادة المصورة التي تحلت بها صفحات الرزنامة الـ 12 وبطريقة تصوير المناظر المحلية التي تمثل البيئة الكويتية، كما أثنوا على تصميم وطباعة الرزنامة المتقن الذي يرتفع إلى أرقى المستويات».
وأضاف الخبر الذي نشر في عام 1982 عن رزنامة التجاري: «تضاف الجائزة التي منحت للبنك هذا العام إلى مجموعة من الجوائز التي يحفل بها سجله المتفوق بين المؤسسات المحلية المجددة المبتكرة، وقـــد حصل البنك في السنوات الماضية على جوائز تقديريـــــة للأعمال المتميزة الناجحة التي قدمها وخاصــــــة الرزنامات الجميلة التي تميزت بالإتقان والأصالـــــة والتعبير عن التراث العربي والصبغة الكويتية الأصيلة».
وكان التقرير السنوي الذي يصدره البنك التجاري قد حصل أيضا على جائزة أفضل تقرير يصدر عن بنك عربي من حيث التصميم وقد جاء في الخبر الخاص بهذه الجائزة: «اعتبر التقرير السنوي للبنك التجاري لعام 1981 أفضل تقرير يصدر عن بنك عربي من حيث التصميم. وقد اختـــــارت هيئة تحكيم دولية التقرير السنوي للبنــــــك التجــــاري من بين 100 تقرير ورشحته للفوز بالجائزة الأولى بالنسبة للتصميم».
ولأن رزنامة البنك التجاري تعبر بصدق عن التراث الكويتي القديم، ولأنها تحتوي على موضوعات وصور من حياة الآباء والأجداد، ولأن التجاري يحرص دوما على إحياء التراث الكويتي حتى لا يذهب الماضي الجميل طي النسيان، يترقب عملاء وغير عملاء التجاري إصدار التجاري لرزنامته حيث عادة ما تخرج لوحــــــات الرزنامة لتعكس أيام عاشها المجتمع الكويتـــــــــي قبل النفط كان منسجما خلالها مع ظروفه قانعا بتلك الحياة البسيطة البعيدة عن زخارف الحياة وتعقيداتها.
وفي خطوة هدفت إلى تخليد ذكرى المغفور له سمو الشيخ جابر الأحمد جاءت رزنامة البنك التجاري لعام 2007 لتحمل عنوان «الكويت بين الماضي والحاضر» في عهد سمو الشيخ جابر الأحمد، وقد احتوت الرزنامة على عدد من اللوحات الفنية التي تسلمها البنك خلال المسابقة الفنية التي كان البنك قد نظمها بين طلاب وطالبات المدارس.
وعبر السنين تأتي رزنامات «التجاري» لتجسد التراث الكويتي القديم الزاخر بالمآثر والقيم والمبادئ التي نشأ عليها الرعيل الأول من أهل الكويت، وعندما يجتمع الكلام مع ريشة الفنان عادة ما تخرج لنا رزنامة «التجاري» في لوحات فنية معبرة عن الواقع الذي عاشه أجدادنا وآباؤنا في الماضي وهو ما يزيد المعنى تجسيدا وتوثيقا.
ولأن اللوحات التي تضمنتها رزنامات البنك هي صــــور من تاريخ الكويت القديم فقد تم إصدار مجموعــــــة من الطوابع البريدية، بالتعاون مع وزارة المواصــــــلات، باستخدام بعض اللوحات من الإصـــــدارات السابقة لرزنامة «التجاري» حيث تم ذلك بالتنسيق مع قطاع البريد – قسم إصدارات الطوابع البريدية.
وسوف تستمر مسيرة «التجاري» في إحياء التراث الكويتي القديم بإصداراته المميزة التي باتت وكأنها حلقة الوصل بين الجيل القديم والجيل الجديد حيث أصبحت رزنامات البنك التجاري مرجع لا ينتهي بانتهاء العام لما تبرزه صفحات الرزنامات من صور تجسد عبق الماضي وتقدم جوانب مضيئة من التراث الكويتي، إذ تعد رزنامات «التجاري» خطوة سابقة للحفاظ على التراث الكويتي الأصيل وتوارثه عبر الأجيال.