- البذالي: الأسعار تتفاعل بشكل كبير مع الأخبار السلبية
تستعد أسعار النفط العالمية لدخول مرحلة جديدة بعد قمة العشرين المنعقدة حاليا في كندا والتي سيتحدد وفق ما يدور خلالها من نقاشات مستقبل الاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة لاسيما الدول الأوروبية الموشكة على الافلاس بسبب ديونها السيادية المتراكمة.
وتتأثر أسعار النفط بقوة بأي أنباء عن استمرار او تعثر الانتعاش الاقتصادي العالمي خصوصا بعد أزمة اليونان في أوروبا وما يقال عن مشكلات مستعصية تواجهها دول أوروبية أخرى فيما من شأن الانتعاش الاقتصادي ان يرفع الطلب على النفط ودفع الأسعار الى الارتفاع بينما يؤثر تواصل الركود سلبا على أسعار النفط.وتراجعت أسعار سلة نفط أوپيك خلال الاسبوع الماضي من مستوى 75.96 دولارا للبرميل يوم الاثنين لتصل الى 72.93 دولارا يوم الجمعة الفائت فاقدة 3.03 دولارات في أربعة ايام قبل ان تعاود الارتفاع من جديد.وتسعى دول أوپيك الى ابقاء اسعار النفط بين مستوى 70 و80 دولارا للبرميل باعتبار ان هذا المستوى يحقق مصالح المنتجين ويوفر فرصة لهم للاستثمار في حقولهم النفطية وزيادة الانتاج ولا يؤثر في الوقت ذاته على فرص النمو في الاقتصاد العالمي.
وفي هذا السياق قال الخبير النفطي خالد بودي لـ «كونا» انه ورغم انخفاض الأسعار خلال الاسبوع الماضي الا ان هناك عوامل عديدة من شأنها ان تؤثر إيجابا على أوضاع السوق من أهمها (قمتا الدول الثماني والدول العشرين) وما سيصدر عنهما من توصيات تؤكد اهمية مواصلة انتعاش الاقتصاد العالمي.
وذكر بودي عوامل أخرى ايضا منها عدم تفاقم ازمة الاقتصاد الأوروبي كما كان متوقعا واقتصارها فقط على اليونان حتى الآن اضافة الى توقعات تشير الى ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال عام 2011 بما بين 1.5 و2 مليون برميل يوميا ليصل الى 89 مليون برميل يوميا.
وأكد ان هذه العوامل جميعها اضافة الى التضخم العالمي من شأنها رفع أسعار النفط الى مستويات أعلى وقال ان هذه الأسعار لن تتراجع بشكل كبير الا اذا زاد العرض على الطلب بشكل كبير وهو غير متوافر الآن ومن الواضح انه لن يكون موجودا في المستقبل.وأضاف انه اذا كانت الازمة العالمية قد هوت بأسعار النفط بشكل كبير الا انه من غير المتوقع ان يتكرر ذلك لاسيما ان كل المؤشرات توضح ان هناك علاقة من التكافؤ بين العرض والطلب ستسود الأسواق في الفترة المقبلة.
من جهته قال أستاذ اقتصاديات النفط في جامعة الكويت د.طلال البذالي ان أسواق النفط غير متفائلة بقمة العشرين المنعقدة في كندا حاليا بسبب الصعوبات التي تواجهها بعض الدول الأوروبية وقد يكشف الاجتماع عن تعرض دول اخرى للسقوط الاقتصادي وانكشافها على ديونها السيادية.
وأضاف د.البذالي انه اذا كانت هناك حالات افلاس جديدة للدول فسوف يؤثر ذلك سلبا على الاقتصاد العالمي وبشكل كبير وبالتالي على أسعار النفط لان الدول المفلسة لن تكون مستعدة لاستيراد النفط كما ان الدول الأخرى الكبرى لن تجد أسواقا تصدر لها منتجاتها وهذا سينعكس سلبا على مستوى النمو فيها وبالتالي على مستوى الطلب على النفط.وأوضح ان أسعار النفط في الأسواق العالمية تتفاعل دائما بشكل كبير مع الأخبار السلبية أكثر من تفاعلها مع الأخبار الايجابية.
وتساءل البذالي ان كان انهيار دول «اقتصاديا» يعني ان يدخل الاقتصاد العالمي في حال ركود كبير في العقود المقبلة متسائلا أيضا بالتالي أي مستقبل للنفط سيكون عندئذ؟
وأضاف ان تسرب النفط في خليج المكسيك اثر ايجابيا على أسعار النفط ومنعها من التراجع الكبير في الأسابيع الماضية لانه شكك في قدرة العالم على الاستفادة من الحقول البحرية والنفط الموجود تحت الماء وهو يمثل 45% من النفط العالمي المستخرج حاليا.