قال الشيخ سالم العبدالعزيز عن الدور الرائد للكويت في مسيرة العمل الخليجي المشترك ان الكويت شأنها شأن شقيقاتها من دول مجلس التعاون تبذل ما بوسعها على الصعيد الفني وفي مجالات الأبحاث المختلفة للاستفادة بما لديها من موارد بشرية للإسهام المتواصل في دعم التكامل وعملية اصدار العملة الموحدة التي تعد خطوة مهمة على طريق التكامل الخليجي.
وفي إشارة الى موجة الجدل التي أثارتها أزمة الديون اليونانية وآثارها على العملة الأوروبية الموحدة أكد الشيخ سالم انه من السابق لأوانه التسرع الى ما يتردد من استنتاجات وتوقعات باستمرار تراجع عملة اليورو، لافتا الى أن «جميع المؤشرات والبيانات المتوافرة تشير الى عكس ذلك».
وقال على هامش المؤتمر الصحافي في ختام أعمال الندوة الثانية المتعلقة بالنظام الأوروبي مع البنوك المركزية ان اليورو كان قد هبط قبل نحو 7 سنوات الى ما دون الدولار وضعف سعر صرف العملة الأوروبية الحالي لا يعني فشل التجربة بل ان ما يعترضها في الوقت الراهن يتعلق أساسا باهتزاز الثقة في الأسواق وهو ما يؤثر على أسعار الصرف.
وعبر رئيس لجنة محافظي البنوك المركزية الخليجية عن اقتناعه بأن اليورو لا يواجه أي مخاطر حقيقية تهدد استمراره وان كان يواجه بعض العقبات التي سيتم التغلب عليها وفقا لما ذكرته القيادات النقدية الأوروبية.
وأضاف ان هذا النوع من المشكلات المتعلقة بالمديونيات الحكومية المرتفعة والعجز المسرف في الموازنات العامة التي تعاني منها بلدان منطقة اليورو هي مشكلات غير قائمة في بلدان مجلس التعاون التي تشهد على العكس وجود فوائض في الموازنات العامة وكذلك توجد لديها فوائض متراكمة في الاحتياطات من النقد الأجنبي.
وطمأن الى «أن هذه الأوضاع الايجابية ستستمر الى مالا نهاية»، مشددا على ضرورة أن تأخذ السياسات المالية للدول بعين الاعتبار المتغيرات المستمرة وألا تتراخى مع ظواهر العجز في الموازنة وافلات الدين العام منسوبا الى الناتج المحلي الاجمالي لضمان الاستقرار المالي والنقدي المنشود.
وكان رئيس المجلس الدولي للاستقرار المالي العالمي ماريو دراغي قد أكد خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الشيخ سالم ورئيس البنك المركزي الأوروبي مساء أول من أمس في ختام أعمال الندوة على دور مجلس التعاون الخليجي الذي «برز كأحد اللاعبين الأساسيين في الأسواق المالية العالمية» ومن خلال مشاركته في جهود الاصلاح التي ترمي الى زيادة استقرار النظام المالي العالمي.
وتمنى دراغي قيام العملة الخليجية الموحدة لانها «ستمثل نقلة مهمة نحو الاستقرار المالي العالمي وستكون عنصرا ايجابيا ومساهما باتجاه نظام للتبادل الدولي أكثر توازنا».
وكان محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم العبدالعزيز قد ألقى أمام المشاركين في الندوة التي انعقدت بقصر كوتش التاريخي مقر البنك المركزي الايطالي محاضرة مهمة حول «دروس للسياسة النقدية من الأزمة المالية».