- مخاوف من التساهل في عملية الاختبار بسبب مرور الوقت دون التوصل لاختيار رئيس هيئة المفوضين
شريف حمدي
..ولايزال البحث جاريا عن شخصية تتوافر فيها الشروط اللازمة بموجب القانون لرئاسة مجلس مفوضي هيئة أسواق المال، ويبدو ان هذا الموضوع بدأ يمثل صداعا في رأس الحكومة، فاعتذار 18 شخصية تم ترشيحها لهذا المنصب حسب ما صرح به سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ليس أمرا هينا، فعدد الشخصيات التي قدمت اعتذارها للحكومة عن شغل المنصب كبير جدا وهو ما يعكس ان هناك ورطة حقيقية يواجهها القائمون على الأمر خاصة ان المهلة التي كانت مقررة بعد إقرار قانون هيئة أسواق المال لتشكيل المجلس انقضت بنهاية يونيو الماضي. وفي ظل العزوف عن تولي المنصب وتشكيل المجلس ليبدأ في مزاولة مهامه الموكلة إليه والتي تتمثل في صياغة مسودة قانون هيئة أسواق المال ونقل أصول البورصة الى الهيئة يلوح في الأفق أكثر من سؤال مهم منها هل اعتذار 18 شخصية من كبار الشخصيات الاقتصادية في الكويت يمكن ان يكون بشكل او باخر عائقا أمام الجهات المعنية ذات العلاقة في اختيار شخصية جديدة تبدأ معها رحلة مفاوضات جديدة لتولي المنصب المهم والذي تعول عليه الكويت كثيرا في نقل سوقها المالي الى مصاف الاسواق المالية في المنطقة ويصبح سوقا جاذبا للاستثمارات؟ أم ان الجهات المعنية ستبدأ تدريجيا في تقديم بعض التنازلات في الشروط التي تحددت سلفا بموجب قانون هيئة أسواق المال لتجد من يشغل المنصب خاصة بعد انقضاء المهلة المحددة لذلك. في هذا السياق قال رئيس مجلس ادارة شركة الاولى للاستثمار محمد العلوش لـ «الأنباء» ان منصب رئيس مجلس المفوضين ليس منصبا عاديا، وبالتالي على الحكومة عدم الاكتراث بمرور الوقت بقدر ما تركز على الاختيار السليم لمنصب الرئيس لهذا المجلس وهو الأمر الذي سيترتب عليه تشكيلة باقي المجلس، داعيا في هذا الصدد الى الانتظار ريثما يجد القائمون على الأمر أفضل العناصر التي تشكل قوام هذا المجلس المهم جدا للاقتصاد الكويتي، مشيرا الى ان عملية الاختيار ستكون بمثابة حجر الأساس في نجاح او فشل هيئة أسواق المال. ولفت العلوش الى انه هناك مخاوف من التساهل في عملية الاختيار بحجة ان الوقت يمر دون جدوى، لافتا الى ان الحكومة عليها التريث وعدم الاستعجال فالكويت مليئة بالكفاءات القادرة على تولي هذا المنصب الحساس. وحول ما اذا كان من الممكن ان يقف العدد الكبير للمعتذرين عن شغل المنصب عائقا في اختيار الشخص المناسب خاصة ان كل من سيعرض عليه المنصب سيتساءل لماذا اعتذر كل هؤلاء من قبلي. قال العلوش هذا أمر متوقع وربما يكون حدث مع الشخصيات السابقة التي اعتذرت عن المنصب عندما زاد عدد المعتذرين، ولكن من يجد في نفسه القدرة والكفاءة لتولي مهام هذا المنصب سيقبل بغض النظر عن عدد الذين اعتذروا من قبله.