أحمد يوسف
تمتاز مدينة سالونيكا اليونانية بالحيوية وقدر من الانطلاق، وهناك في شارع زفكسيدوس تبدو كل ايام الاسبوع وكأنها يوم السبت لكثرة الانشطة الفنية من موسيقى الى عروض فنية تشكيلية اخرى.
وقد يقول البعض ان سالونيكا هي الشقيقة الصغرى لمدينة اثينا من حيث الاهمية السياحية، لكنك من الافضل الا تصدق ذلك، فهي مدينة شبابية تمتلك تاريخا متعدد الطبقات وتوجها ثقافيا معارضا لما هو سائد من تقاليد وهي تشبه في نواح عدة مدينة سيتل، ولعلها لهذا السبب تسمى بسيتل البلقان.
وهي حاليا مركز الجنوب الغربي من اوروبا في مجال السينما بسبب مهرجانات الافلام وتتمتع بانبعاث كبير في فنونها البصرية ومشاهدها الموسيقية، وهي واضحة في متاحفها واروقتها ونواديها الفنية مثل xylourgeio في ميلوس، وهو في الاصل طاحونة تحولت الى مركز للتسلية.
ومع اتساع الضواحي، انتشرت فنادق سياحية كثيرة هناك مثل بلازا آرت هوتيل وسيتي هوتيل حيث تمت اعادة تشكيلهما بحيث تتماشى مع عشاق المهرجانات السينمائية.
وقال نيكوديموس ترياريديس (34 سنة) الذي شكل قبل عامين ماركة اسمها run devil run «سالونيكا ظلت دائما مدينة بديلة، تتحرك صوب ايقاعها الخاص.
وبعد الكثير من التباكي حول فقدانها لاشياء متميزة موجودة في اثينا، نحن اصبحنا قادرين على احتضان ما هو خاص بنا».
نشأت مدينة سالونيكا التي يقطنها حاليا حوالي مليون شخص في حدود عام 300 قبل الميلاد على يد كاسندر ملك مقدونيا الذي سماها وفق اسم زوجته ثيسالونيكا اخت الاسكندر الاكبر غير الشقيقة.
وتكشف جولة داخل المدينة التأثيرات المتنوعة عليها من خلال مشاهدة اطلال رومانية وكنائس بيزنطية وكاتدرائيات كاثوليكية مستطيلة الشكل وحمامات ومساجد عثمانية، وهناك البيت الوردي الذي ولد فيه كمال اتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة عام 1881، والبيوت القرميدية التي تعود الى القرن التاسع عشر في منطقة لادايــكا التي تعتبر الحي اليهودي الــقديم.
وعندما تتمشى في مركز المدينة فستكتشف الورد المتعرش في كل مكان: على متنزهات جبهة البحر وبالقرب من البرج الابيض الذي يعود الى القرن الرابع عشر، وتمثال الاسكندر الاكبر، وفي المقاهي الغاصة الواقعة في ساحة ارسطوطاليس والبارات المبنية داخل الاسواق القديمة في منطقة بيزستيني.
واكثر الموجودين هناك هم من طلاب جامعة ارسطو التي تعد الاكبر في اليونان. والكثير من الموجودين هم اصحاب حرف وفنانون شباب.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )