أحمد يوسف
قال رئيس مجلس الإدارة في شركة تريبلي القابضة ووزير المالية الأسبق بدر الحميضي ان عمليات الرصد لسوق الكويت للأوراق المالية تؤكد انه تفاعل مع الخسائر والانخفاضات التي لحقت بباقي الأسواق العالمية بصورة طبيعية وغير مبالغ فيها.
وأكد في تصريح خاص لـ «الأنباء» ان ترتيب السوق الكويتي في معدل الانخفاض جاء بعد السوق العماني وهو مؤشر جيد على تفاعل السوق، وذلك رغم ما يشاع من لغط في السوق خلال الفترة الماضية بعد الانخفاضات المتوالية التي سجلها المؤشر.وأضاف قائلا: «إننا لو نظرنا الى حجم السوق وحجم خسائره مقارنة بباقي الأسواق الخليجية فسنجد ان الخسائر والانخفاض في معدلهما الطبيعي».
وأشار إلى ان المجتمع الكويتي يميل الى تضخيم الأمور أكثر من النظر إليها بعقلانية، مؤكدا ان هناك بعض التحديات التي تواجه السوق ولا يستطيع احد إنكار ذلك.
وفي رده على سؤال لـ«الأنباء» حول ماذا يمكن ان يتخذ من تدابير لمواجهة تداعيات السوق وإزالة العفن منه؟ قال: «لابد ان نعي انه لا توجد ضرورة لدخول المال العام او هيئة الاستثمار عبر المحفظة الوطنية او غيرها في عمليات إنقاذ السوق، لأن ذلك يمثل حقن المورفين المخدرة والتي لا تستمر على المدى الطويل ولا يتحقق منها اي فائدة فقد تتحقق ارتفاعات طفيفة في حينها ومن ثم يعود الوضع كما كان عليه سالفا».
وأكد ان غربلة السوق من العفن الذي لحق به نتيجة لتفريخ كثير من الشركات لشركات أدرجتها قبيل الازمة وان هذه الشركات أغلبها ورقية ولا تمثل قيمة حقيقية مضافة لنشاط السوق، ربما بات يمثل الآن عبئا ثقيلا على السوق لابد من التخلص منه.وأضاف ان هناك العديد من الشركات التي تتقاعس عن تقديم ميزانياتها وبياناتها المالية في موعدها المحدد، وهذه الشركات المخالفة لابد ان يتم تطبيق عقوبات السوق عليها، حتى لا يتخذها البعض ذريعة لاستمرار عدد من الشركات التي تؤثر في المجمل على نشاط السوق، وهذه العقوبات قد تصل الى التصفية او الشطب من السوق.وحذر الحميضي من بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومن تعليق وتحليل وتوجيهات بعض المحللين سواء الماليون او الفنيون الذين تنقصهم الخبرة والدراية لأن تحليلاتهم وآراءهم توجه لخدمة مصالح وأهداف تخصهم او تخص مؤسسات ينتمون او يتعاملون معها.
وأكد على ضرورة ان تنتقي هذه الوسائل الشخصيات التي لا يشكك احد في نزاهتها او تحليلاتها وان تتسم بالحيادية والموضوعية في آرائها بعيدا عن الترويج والتسويق لبعض الأسهم، حيث ان هناك كثيرا من المشاهدين والمتابعين لنشاط السوق يتأثرون بهذه التحليلات والآراء، والتي قد تسبب اتخاذ كثير من المتعاملين الأفراد الذين هم الشريحة الكبرى في السوق لقرارات غير سليمة في تداولاتهم.