- وضع خطة متكاملة لإنعاش قطاعات الاقتصاد ضرورة تمليها الظروف الحالية للشركات
- فتح قنوات التمويل يعزز من قدرة الشركات على المساهمة في خطة التنمية
عمر راشد
ليس هناك ما ينبئ بتصحيح مـسار الســوق عــلى نحو شــامل خـلال النصف الثاني من العام مع غياب المحفزات القادرة على انتشال قطاعات الاقتصاد من أزمتها الراهنة، فالتعامل الحكومي مع تراجعات السوق الحادة والتي بلغت ذروتها في 30 يونيو الماضي كان أقرب إلى «ردود أفعال» منه إلى بناء «إستراتيجية شاملة» لعلاج أزمات السوق والاقتصاد على المدى البعيد.
فالنهج الحكومي، وإن أثمرت نتائجه على مجريات التداول في السوق خلال الأسبوع الماضي، إلا أنه قد لا يسمن ولا يغني من جوع على المدى البعيد، الأمر الذي قد يقود لعودة السوق مرة أخرى إلى مربع انعدام الثقة مرة أخرى.
وتتولد المخاوف من ارتداد السوق مرة أخرى إلى مرحلة الانهيار نتيجة لعدة أسباب أهمها: ـ تخوفات المتداولين والمستثمرين من فقدان الكثير من الشركات مكاسبها التي حققتها في الربع الأول مع إعلان نتائجها في الربع الثاني على وقع شح السيولة التي تواجهها منذ فترة وانسداد شرايين التمويل أمامها، مع استمرار نهج البنك المركزي والجهات الرقابية الأخرى على تلك الشركات والتي باتت قريبة للغاية من مقصلة «الإفلاس» والخروج من السوق.
ـ اتجاه الحكومة للإنفاق على مشاريع التنمية المدرجة في خطتها التنموية جاء بشكل بطيء لا يواكب درجة الأزمة التي تواجه الشركات في القطاعات الاقتصادية، فالحكومة لاتزال مترددة في طرح مشاريع الخطة وفتح المجال أمام البنوك لإقراض الشركات التي بدورها لن تتمكن من المشاركة في مشاريع الخطة أو تنفيذ مشاريع جديدة مستقبلية تجعلها قادرة على تحسين وضعها مستقبلا الأمر الذي دفع الرئيس التنفيذي في بنك الكويت الوطني ابراهيم دبدوب وهو أحد أرفع الرموز الاقتصادية في البلاد للتوقع بأن تكون الأمور أصعب في النصف الثاني من العام الحالي. وعلى الرغم من تلك المخاوف الرئيسية، إلا أن هناك 5 عوامل إيجابية أعادت حالة التفاؤل مرة أخرى إلى السوق في أعقاب اجتماعات الحكومة الطارئة الأسبوع الماضي، انتشلت السوق «جزئيا» من حالة انعدام الثقة التي يواجهها. وقادت تلك العوامل الرئيسية السوق للاستقرار في المربع الأخضر على مدى 3 جلسات تداول من أصل أربع جلسات جعلت المؤشر يخترق حاجز الـ 6500 نقطة محققا ارتفاعا في مؤشريه السعري والوزني، وتمثلت تلك العوامل في الآتي:
ـ توقيع الحكومة لعدد من عقود مشاريع التنمية بلغ عددها 7 مشاريع بقيمة 2 مليار دينار أدت الى تعزيز الثقة في السوق مرة أخرى.
ـ دخول المحفظة الوطنية في الشراء بشكل انتقائي على أسهم الشركات القيادية نتيجة الاجتماعات الحكومية المتتالية لمناقشة وضع السوق.
ـ إعلان بنك الكويت الوطني عن تحقيق صافي أرباح قياسية عن النصف الأول بلغت 145.2 مليون دينار بنسبة نمو 15%، وعلى الرغم من أن تلك الأرباح لم تؤثر على السهم بالمقدار نفسه، إلا أنها قادت قطاع البنوك إلى التماسك بحكم ما يمثله البنك من قوة مؤثرة على أداء القطاع بشكل خاص والسوق بشكل عام.
ـ ترقب نتائج بيت التمويل الكويتي (بيتك) والتي من المتوقع بلوغها 185 مليون دينار، وكذلك توقعات بتحقيق «زين» نتائج جيدة عن النصف الأول حسب ما أفاد به الرئيس التنفيذي للمجموعة نبيل بن سلامة.
ـ اتجاه المتداولين لتركيز الشراء على الأسهم القيادية بعيدا عن الأسهم الرخيصة بعد أن تدنت أسعار تلك العوامل بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية وأصبحت مغرية للشراء خاصة أن تلك الشركات ذات أداء تشغيلي جيد.
ـ وقد انعكست العوامل السابقة على أداء السوق الأسبوع الماضي، حيث ارتفع المؤشر العام بواقع 81.8 نقطة مستقرا عند 6512.7 نقطة وما نسبته 1.3% مقارنة بإقفال الأسبوع قبل الماضي والبالغ 6430.9 وبانخفاض قدره 492.6 نقطة وما نسبته 7% عن نهاية عام 2009، كما ارتفع المؤشر الوزني 1.6%. ـ وحققت القيمة السوقية مكاسب ملحوظة الأسبوع الماضي بلغت 489.9 مليون وما نسبته 1.6% لتصل القيمة السوقية الإجمالية إلى 30 مليارا و989 مليون دينار وارتفاع قدره 304 ملايين دينار، تمثل نسبتها 1% عن نهاية 2009.
ـ وجاء أداء المتغيرات الثلاثة متباينا، ففيما انخفض المعدل اليومي للقيمة المتداولة بنسبة 15%، ارتفع المعدل اليومي للكمية المتداولة بنسبة 16% وارتفع عدد الصفقات المتداولة بنسبة 1%.
1_«زين».. مواصلة الارتفاع
تصدرت شركة «زين» نشاط السوق من حيث القيمة للأسبوع الثاني على التوالي، إذ تم تداول 12.3 مليون سهم نفذت من خلال 588 صفقة بقيمة 14.5 مليون دينار، وارتفع سعر السهم 20 فلسا بارتفاع 1.7% مقارنة بتداولات الأسبوع قبل الماضي.
ـ وخلال الجلسات الأربع التي جرى عليها التداول خلال الأسبوع الماضي انخفض سعر السهم من دينار و160 فلسا إلى دينار و140 فلسا، إلا أن السهم صحح من وضعه السعري مع إعلان الرئيس التنفيذي لجموعة زين نبيل بن سلامة عن توقعات تحقيق الشركة أرباحا جيدة في النصف الأول.
وجاءت تلك التصريحات لتعزز من أداء السهم خلال جلسات التداول، فمن المتوقع ان ربحية الشركة في النصف الأول لن تقل عن 3 مليارات دولار وذلك بعد احتساب 52 مليون دينار أرباحا تشغيلية في الربع الثاني، إضافة إلى أرباح الشركة من صفقة بيع أصول زين - أفريقيا البالغة 2.7 مليار دولار.
2_«بيتك».. ارتفاع
جاء بيت التمويل الكويتي في المرتبة الثانية من حيث القيمة، إذ تم تداول 7.7 ملايين سهم نفذت من خلال 354 صفقة بقيمة 7.49 ملايين دينار، وارتفع السهم بواقع 10 فلوس للسهم ليستقر في نهاية التداولات الأسبوعية عند 960 فلسا للسهم.
وتأتي ارتفاعات «بيتك» مع التوقعات بتحقيق البنك أرباحا إجمالية قدرها 32.8 مليون دينار في الربع الثاني ليصبح إجمالي أرباح بيتك عن النصف الأول 63.7 مليون دينار، إضافة إلى أن السهم بلغ مستويات مغرية للشراء دفعت بعض الجهات الحكومية للدخول على السهم، الأمر الذي عزز من القيمة الاسمية للأسهم على مدى فترات التداول.
وبين توقعات أرباح النصف الأول وتخوفات المستثمرين من أداء البنك في الربع الثاني على خلفية حجم المخصصات التي سيأخذها البنك، تردد سعر السهم بين مستويات عليا بلغت 990 فلسا ومستويات دنيا بلغت 660 فلسا مرتفعا بما نسبته 1.1% مقارنة بسعره خلال الأسبوع قبل الماضي.
وتمتلك مجموعة الصناعات وشركاتها نحو 110 ملايين دينار ما يجعلها أكبر مساهم من القطاع الخاص في «بيتك».
3_«المستثمرون».. مضاربات
مضاربات عنيفة شهدها سهم «المستثمرون» خلال جلسات الأسبوع الماضي، فقد حل السهم ثالثا بين أكثر 10 شركات تداولا وفقا لمعيار القيمة، إذ تم تداول 272.08 مليون سهم نفذت من خلال 1279 صفقة قيمتها 5.91 ملايين دينار.
وقد سجلت حركة التداولات الملحوظة على سهم «المستثمرون» ارتفاعا كبيرا في الجلسات العشر الأولى من يوليو الجاري حيث بلغت 560.640 مليون سهم مقارنة بـ 368.880 مليون سهم إجمالي تداولات السهم خلال شهر يونيو بفارق 191.76 مليون سهم، أى أن نسبة التداولات ارتفعت في تلك الفترة بنسبة 52%.
واستطاع السهم من خلال التعامل الاستحواذ على 56% من إجمالى التداولات على أسهم قطاع العقارات الشهر الجاري والتي بلغت مليار سهم، كما حققت تلك التداولات على «المستثمرون» في خلال الفترة ما قيمته 11.910 مليون دينار شكلت 34% من قيم تداولات القطاع والبالغة 34.76 مليون دينار.
وتأتي الحركة الملحوظة على سهم «المستثمرون» في إطار عملية تجميل على سعر السهم قبل إعلان ميزانية النصف الأول، حيث أشارت مصادر إلى أن هناك عمليات نقل ملكيات بين كبار المساهمين بشكل ملحوظ.
4_مجموعة الصناعات.. مواصلة الشراء
احتل سهم مجموعة الصناعات الوطنية المركز الرابع في النشاط وفقا لمعيار القيمة، إذ تم تداول 21.02 مليون سهم نفذت من خلال 624 صفقة بقيمة 5.4 ملايين دينار، وارتفع سعر السهم بواقع 19 فلسا.
وتأتي مواصلة السهم للارتفاعات التي يشهدها منذ الأسبوع قبل الماضي في إطار استمرار عمليات الشراء على السهم التي قادتها بعض المحافظ المالية الكبيرة التابعة للجهات الحكومية والتي زادت وتيرتها مع الانتعاش الذي شهدته الأسهم القيادية خلال فترات التداول الأمر الذي عزز من اتجاه الشراء على السهم من قبل المتداولين.
وعلى الرغم من التوقعات بتواضع أداء سهم الشركة في الربع الثاني إلا أن قوة أصول الشركة التي تمتلكها في المحافظ الاستثمارية وكذلك أداؤها التشغيلي الجيد عززا حركة السهم خلال جلسات التداول.
5_«السلام».. ارتفاع
تعدى سعر سهم «السلام» حاجز الـ 100 فلس للمرة الأولى منذ فترة بفضل عمليات مضاربية شهدها السهم خلال جلسات التداول في حدود سعرية تراوحت بين 87 فلسا كحد أدنى و106 فلوس كحد أعلى، إذ تم تداول 52.1 مليون سهم نفذت من خلال 750 صفقة قيمتها 5.03 ملايين دينار وارتفع السهم بواقع 17 فلسا.
وجاءت العمليات المضاربية التي شهدها السهم عاكسة لحالة السوق الذي شهدت تداولاته اتجاها نحو الأسهم الرخيصة التي تدنت أسعارها دون الـ 100 فلسا، فقد انخفض سعر السهم خلال جلسات التداول إلى 87 فلسا كحد أدنى إلا أن العمليات المضاربية التي شهدها السهم قادته للارتفاع إلى 106 فلوس للسهم محققا ارتفاعا نسبته 19.1% مقارنة بسعره خلال الأسبوع قبل الماضي.
6_«الوطني».. تماسك
رغم إعلانه عن تحقيق أرباح صافية قياسية بلغت 145.2 مليون دينار في النصف الأول من العام الحالي، بنسبة نمو 15% عن الفترة المماثلة من العام الماضي، إلا أن سعر السهم لم يعكس قوة النتائج المالية، فقد احتل السهم المرتبة السادسة في النشاط وفقا لمعيار القيمة، إذ تم تداول 4.2 ملايين سهم من خلال 141 صفقة قيمتها 4.86 ملايين دينار ولم يشهد سعر السهم أي تغيير فقد استقر عند نفس مستواه الأسبوع قبل الماضي بالغا دينارا و160 فلسا للسهم.
وانعكس تماسك «الوطني» على أداء قطاع البنوك الذي شهدت معظم أسهمه ثباتا وتماسكا بفضل إعلان نتائجه نصف السنوية والتي أثرت على أداء ووضع البنوك المحلية التي عادة ما تتأثر بأدائه المالي.
ورغم أن البنك تحفظ في إعلان كامل أرباحه في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وضعف الإقراض بشكل عام، إلا أنه، وكعادته، يأتي الأعلى في مستويات الربحية بين البنوك المحلية.
7_«الكويت الدولي».. نشاط ملحوظ
احتل بنك الكويت الدولي المرتبة السابعة في النشاط من حيث القيمة، إذ تم تداول 23.08 مليون سهم نفذت من خلال 334 صفقة بقيمة 4.6 ملايين دينار وارتفع السهم بواقع 6 فلوس.
وشهد سهم الكويت الدولي نشاطا ملحوظا منذ بداية التداولات الأسبوعية حيث حقق السهم ارتفاعا ملحوظا بلغ 206 فلوس للسهم في حده الأعلى، و196 فلسا في حده الأدنى، وذلك في ظل انخفاض سعر السهم الذي يعد مغريا جدا للشراء من ناحية وكذلك في ظل الحديث عن عمليات استحواذ تتم على السهم من قبل كبار الملاك دون تأكيد أو نفي للمعلومة.
8_«أجيليتي».. صعود
شهد سهم أجيليتي ارتفاعا ملحوظا خلال تداولات الأسبوع الماضي، فقد احتل المركز الثامن في النشاط من حيث القيمة، إذ تم تداول 11.4 مليون سهم نفذت من خلال 417 صفقة بقيمة 4.04 ملايين دينار وارتفع السهم بواقع 50 فلسا للسهم.
وتأتي تلك الارتفاعات بعد المستويات المتدنية التي شهدها السهم خلال الأسبوع قبل الماضي والتي بلغت مستويات لم تصلها منذ 8 سنوات حيث وصل السعر لمستوى 265 فلسا متأثرا بالانهيارات الحادة التي عاني منها السوق خلال الفترة الماضية.
وجاءت ارتفاعات السهم لجاذبية سعره المتدني للغاية حيث دخل على السهم عدد من الجهات الحكومية أبرزها «التأمينات الاجتماعية» التي زادت ملكيتها في رأسمال الشركة، الأمر الذي عزز من عوامل الدفع الإيجابية على السهم.
كما أن التوقعات التي تشير الى تحقيق الشركة أداء مقبولا من الربحية في الربع الثاني جعلت السهم أكثر أمانا للمساهمين، خاصة أن الشركة تمكنت من تحقيق أرباح قدرها 17.5 مليون دينار بواقع 17.4 فلسا للسهم.
9_«الخليج».. ارتفاع
احتل بنك الخليج المرتبة التاسعة في النشاط من حيث معيار القيمة، إذ تم تداول 8.22 ملايين سهم نفذت من خلال 188 صفقة بقيمة 3.4 ملايين دينار وارتفع السهم بنسبة 3.6% مقارنة بسعره الأسبوع قبل الماضي.
وجاءت تداولات السهم خلال الأسبوع الماضي عاكسة للجهود الكبيرة التي حققها البنك منذ نهاية 2009 حتى الربع الأول من العام الحالي، لينعكس ذلك إيجابا على أرباح البنك التشغيلية التي من المتوقع أن تعزز ميزانيته عن النصف الأول بواقع مليون دينار عن النصف الأول رغم أن مخصصاته قد تصل إلى حدود 70 مليون دينار.
وانعكست شفافية البنك في التعامل مع أزمة المشتقات وخطة إعادة هيكلة إداراته، على ثقة المتداولين في السهم الذي بات للشراء «الاستثماري» و«المضاربي» على حد سواء. فالسهم فضلا عن سعره المغري للشراء، هو أيضا يتمتع بدرجة عالية من الأمان وقليل من المخاطرة، مع استمرار البنك في أخذ مزيد من المخصصات التحوطية حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي ليتعافى تماما من أزمة القروض المتعثرة لديه.
10_«الرابطة».. مضاربات
احتل سهم رابطة الكويت والخليج للنقل «الرابطة» المركز العاشر من حيث القيمة المتداولة، إذ تم تداول 20.78 مليون سهم نفذت من خلال 570 صفقة بقيمة 3.2 ملايين دينار وارتفع سعر السهم بواقع 12 فلسا.
ففي بداية تداولات الأسبوع، سيطرت العمليات المضاربية على أداء السهم، حيث وصل سعر السهم الى 146 فلسا للسهم، إلا أن عمليات شراء شهدها السهم أعادت السهم إلى حلبة الارتفاعات مرة أخرى محققا مكاسب قدرها 12 فلسا ليصل الى 164 فلسا وبنسبة 7.9% مقارنة بسعره الأسبوع قبل الماضي.
وتأتي عمليات الشراء على السهم مع توقعات تحقيق نتائج جيدة في الربع الثاني من العام الحالي والذي يأتي متوافقا مع أرباح الشركة في الربع الأول مما يعزز من اتجــاه الشركة لتحقيق أرباح جيدة في نهاية العام.