- نتوقع تأسيس صندوق تمويل مشروعات الخطة بعد إقراره في دور الانعقاد المقبل والصندوق الكويتي للتنمية معني بالتمويل الخارجي
- الجراح: نتوقع استكمال إنشاء المشروع بنهاية 2011 والافتتاح الكبير في بداية 2012 والعائد المتوقع يصل إلى 12% سنوياً
شريف حمدي
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة للإسكان ووزير التنمية الشيخ احمد الفهد، ان خطة التنمية التي وضعتها الدولة سيكون للقطاع الخاص دور كبير فيها، حرصا على التوزيع الحقيقي لخبرات الدولة من اجل تحقيق التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها لمشروع المجمع الدولي للتنس الذي تقوم على تطويره شركة سبيريت للتطوير العقاري، مؤكدا انه جاء لمشاهدة هذا المشروع الذي يعتبر اول مشروع ترفيهي ورياضي من نوعه بنظام الـ b.o.t، وذلك بهدف التعرف على نوعية المشاكل التي يمكن ان تعترض مثل هذه المشروعات لتذليلها.
وقال الفهد ان التنمية أصبحت واقعا يجب أن نتعامل معه بحكمة وتحمل للمسؤولية كل حسب موقعه والمضي قدما في ترجمة بنودها لصالح الاقتصاد الوطني مع الأخذ في الاعتبار وجود العديد من المعوقات التي قد توثر في سير العمل ولكنها لن تثني المعنيين عن الاستمرار في انجازها.
وأضاف الفهد ان الصندوق المزمع تأسيسه لتمويل مشروعات الخطة سيبقي رديفا لأدوات التمويل التقليدية ولن يؤثر على دور المصارف في عمليات التمويل بجانب الأدوات الأخرى من الصكوك والسندات وسيكون الصندوق احد روافد التمويل اللازمة للخطة الخمسية ولن يتعارض مع أي جهة من جهات التمويل الأخرى التي تعد جزءا أساسيا من الخطة التنموية، مشيرا إلى انه نظرا لضخامة حجم المشروعات التي يتضمنها برنامج الخطة كان لابد من إيجاد وسائل تمويل أخرى بجانب الأدوات التقليدية لرفع العائد من تلك المشروعات وتحقيق فائدة مضافة لصالح المواطن الكويتي حيث ان نسبة 50% من الشركات المساهمة التي سيتم تأسيسها لإدارة تلك المشروعات ستخصص للاكتتاب العام.
رأي الحكومة
ولفت إلى ان رأي الحكومة هو ان يظل الصندوق الكويتي التنمية معنيا بالتمويل الخارجي كونه يتبع وزارة الخارجية، مؤكدا ان صندوق التنمية المزمع تأسيسه سيتم إسناد مهمة الإشراف عليه لجهة حكومية بعد إقراره بصفة نهائية في دور الانعقاد المقبل، مشيرا في هذا السياق إلى ان هناك توافقا بين السلطتين لانجاز هذا الصندوق غير ان الوقت لم يسعف لذلك. وأشار الفهد إلى وجود مشاورات مستمرة خلال الإجازة الصيفية بين الحكومة ومجلس الأمة فيما يخص التنمية والإجراءات اللازمة لتفعيلها.
وأشار في هذا السياق الى ان ذلك يقتضي العمل في خطين متوازيين الأول تنفيذ مشروعات الخطة وتحقيق المعادلة الاقتصادية والثاني تذليل العقبات التي تعترض طريق التنمية من خلال نوعين من الإجراءات اما بقرار سريع وحاسم والحكومة قادرة على القيام بذلك في أي وقت، وإما بتشريع من خلال التعاون مع مجلس الأمة لتمرير التشريعات اللازمة للخطة.
وذكر الفهد ان هناك تقريرا ربع سنوي سيتم رفعه إلى مجلس الوزراء فيما يتعلق بما تم انجازه من مشروعات الخطة والعقود التي وقعت فضلا عن المعوقات التي تعترض تنفيذها، مشيرا الى انه سيتم رفع تقرير نصف سنوي إلى مجلس الأمة في أكتوبر المقبل يتضمن سير العمل والمعوقات التي تعترض مشروعات الخطة وسيكون هذا التقرير بمثابة أول مراجعة حقيقة لما تم انجازه على صعيد مشروعات الخطة وسبل دعمها والأمور التي تحتاج إلى معالجة أو تشريعات جديدة فضلا عن وضع النقاط الأساسية التي يتطلبها النصف الثاني من العام المقبل. وحول سوق الكويت للأوراق المالية أفاد الفهد بأن دعم السوق أمر مهم ولكن في نفس الوقت المحاسبة أيضا مهمة لمنع تكرار ما حدث من بعض الشركات التي تسببت في تراجعات السوق في الفترة الماضية، مشيرا إلى ان تنظيف السوق أمر مهم خاصة مع اقتراب عمل هيئة أسواق المال، لافتا إلى ان هناك تقريرا فنيا منطقيا تم رفعه من قبل وزير التجارة والصناعة ورئيس السوق احمد الهارون ومدير عام السوق صالح الفلاح لسمو رئيس مجلس الوزراء، مشيرا الى انه ستكون هناك حزمة إجراءات سيتم اتخاذها بعد عودة سموه من زيارة أميركا الجنوبية ستدعم الاقتصاد المحلي بشكل عام ومنها البورصة، لافتا الى انه منذ ترؤسه اللجنة وضع آلية لدعم السوق مؤخرا وهناك تماسك ملحوظ في البورصة.
وردا على سؤال حول استخدام وزير التجارة احمد الهارون للفظ «العفن» في وصفه للشركات الضعيفة أكد ان الوصف جاء بناء على نتائج التقرير الأولي الذي رفعته إدارة البورصة إلى الجهات المختصة والذي اثبت وجود نوعين من الشركات بالسوق المالي شركات تحتاج إلى دعم سريع، لأنها تقوم بالدور المطلوب منها بصورة أفضل وتحتاج إلى الدعم المعنوي أو المادي لمواصلة دورها مستقبلا في مقابل شركات لم تستطع القيام بما يجب عليها تجاه السوق، ولذلك لا فائدة من دعمها.
موعد الإنجاز
من جانبه استعرض رئيس مجلس إدارة شركة مجمعات الأسواق توفيق الجراح المشروع امام الشيخ احمد الفهد مشيرا الى ان المشروع هو الأول من نوعه في الكويت وهو عبارة عن مجمع متعدد الاستخدامات للشباب والأسرة للتشجيع على المشاركة في الأنشطة الرياضية وخاصة رياضة التنس. وأشار الجراح الى انه من المتوقع استكمال إنشاء المشروع بنهاية عام 2011 على ان يكون الافتتاح الكبير في بداية 2012، لافتا الى ان عقد المشروع يمتد لفترة 30 سنة وفق نظام الـ b.o.t وسوف ينتهي في 2038 بما في ذلك 4 سنوات لفترة التطوير، مشيرا الى ان المشروع يتضمن تطوير ارض متعددة الاستخدامات بمساحة أكثر من 70 ألف متر مربع، مبينا انه تم الانتهاء حتى الآن من 20% فقط من المشروع. وأوضح الجراح ان العائد المتوقع من المشروع هو 14% وهو عائد متحفظ على الاستثمار في مثل هذا المشروع، لافتا إلى ان متوسط التوزيعات السنوية سيكون في حدود 12%.
عملية الاكتتاب
من جهته قال رئيس شركة سبيريت للتطوير العقاري ـ الشركة التي تنفذ المشروع ـ علي الداود «ان زيارة الوزير أحمد الفهد لمشروع مجمع التنس الدولي الضخم شهادة نعتز بها من مسؤول رفيع المستوى، مشيرا إلى أن الاكتتاب في زيادة رأسمال شركة سبيريت مستمر حتى 15 أغسطس المقبل لدى الشركة الخليجية لحفظ الأوراق المالية، لافتا إلى ان هذا الاكتتاب يشهد إقبالا من مختلف شرائح المستثمرين.
وقال: «ان زيارة الفهد تعبير منه عن أهمية قيام مجمع من هذا النوع وبهذا الحجم في الكويت»، معددا القيم المضافة للمشروع ومنها انه سيكون ركنا من أركان الجذب السياحي والترفيهي الذي تفتقده الكويت حاليا، كما انه سيقدم نموذجا ناجحا للاستثمار الرياضي من جانب القطاع الخاص الذي أحجم حتى الآن عن هكذا نوع من الاستثمارات تاركا إياها على عاتق القطاع العام، كما ستتجلى في المشروع أفضل صور المبادرات التي يمكن للقطاع الخاص الكويتي ان ينبري لتقديمها بجرأة وتنفيذها باقتدار، فضلا عن ان المشروع يندرج في سياق خطة التنمية الشاملة لذا يحمل أبعادا تنموية واستثمارية وحضارية في وقت واحد.
وأضاف في هذا السياق ان المشروع يسهم مع غيره من المشاريع في إظهار صورة الكويت التي تعرف كيف تعبئ مواردها المادية والبشرية والفنية لتكون في مصاف الدول الطامحة إلى دور منشود في المجالات الحيوية والاستراتيجية، كما انه سيكون نموذجا للمرافق المتعددة الاستخدامات بتناغم قل نظيره بالنظر الى تكامل وظيفته الرياضية الأولى مع الأغراض الترفيهية والتجارية والسياحية الأخرى، هذا بالإضافة إلى الأبعاد الوطنية التي لا يستهان بها في هكذا نوع من المرافق.
الحكومة راضية عن تقدم تنفيذ مشاريع التنمية
وردا على تساؤل حول التلويح بالاستجواب من قبل النائب مسلم البراك في حال تأخير تنفيذ خطة التنمية، قال الفهد: «هذه النظرة متعلقة بالنصف الثاني من الكأس وان الاخ مسلم أقدر على شرح وجهة نظره في هذا الخصوص»، معربا عن سعادته بوجود خطة تناقش ويعترض عليها البعض، وهو ما يعتبر انجازا للكويت.
واوضح الفهد ان الخطة التنموية لا تعني فقط تشريعات وإجراءات يجب القيام بها وإنما تعني معالجة أمرين مهمين، الأول يتعلق بالنقص في الخدمات والبني التحتية في الكويت من خلال إشراك ومساهمة فعالة للقطاع الخاص في كافة المشروعات التي طرحت والتي سيتم طرحها خلال المرحلة المقبلة، اما الأمر الثاني فيتعلق بالمعوقات المتمثلة في البيروقراطية والروتين وتداعيات الأزمة المالية، لافتا الى نجاح السلطتين في تغير الثقافة المتعلقة بالتنمية والوصول الي التخطيط الشمولي الجديد.
وقال الفهد نشعر بأريحية حيال ما تم توقيعه من عقود لبعض المشروعات الكبرى خلال الفترة الماضية حيث ان هناك انطلاقة تنموية قوية بدأت في جميع القطاعات من خلال إقرار قانون خطة متوسطة الأجل لعامي 2010/2011 والرامية إلى تغير نمط التخطيط وطرح مشروعات رائدة، مستعرضا ابرز المشروعات التي تم التوقيع على عقودها مع الشركات المنفذة، مشيرا الى انه تم توقيع عقد بناء 4 مدن سكنية تضم نحو 22 ألف وحدة سكنية كما تم اختيار المستشار الخاص بمشروع مطار الكويت الجديد وكذلك مدينة الشحن الجديدة التي تم توقيع عقدها مؤخرا، لافتا إلى وجود دراسة نهائية لتأسيس نحو 11 مستشفى جديدا خلال العام المالي الحالي وسيتم طرحها من الآن على أن يتم الانتهاء من طرحها بنهاية ابريل المقبل لتضيف نحو 3 آلاف سرير جديد إلى طاقة القطاع الطبي بالتزامن مع مشروع مستشفي جابر. وأضاف أن الحكومة بصدد طرح شركة مساهمة عامة لمشروع محطة الزور العملاقة كما تم الانتهاء من طريق الصبية وجار الإعداد لبعض الطرق الكبرى وأبرزها طريق عبدالناصر المعلق، لافتا في هذا الخصوص الى انه رغم ذلك الا اننا نحتاج إلى المزيد من هذه المشروعات الكبرى في المرحلة المقبلة.
لقطات من الجولة
-
حظي الوزير الفهد منذ بداية الجولة وحتى نهايتها بحفاوة بالغة تخللها تفقد لبعض المرافق والأعمال وشرح واف عن مكونات هذا المشروع الفريد من نوعه، حيث كان في استقباله عدد من قياديي الشركة ومسؤولي الشركات المتحالفة معها في هذا المشروع الضخم.
-
أبدى الفهد إعجابه بما تم تحقيقه حتى الآن منوها بجهود القيمين على المشروع الذي يندرج ضمن مشاريع الدولة العامة للنهوض التنموي الشامل، واصفا المشروع بأنه أول صرح من نوعه للمشروعات الترفيهية والرياضية وفق نظام الـ b.o.t، مؤكدا على حرص الدولة على مثل هذه النوعية من المشروعات التي تعتبر إضافة للمشروعات الرياضية والترفيهية بالكويت.
-
أكد مسؤولو الشركة ان لهذه الزيارة أثرا بالغا في نفوسهم لما للوزير الفهد من مكانة في إعلاء شأن البلاد عمرانيا وتنمويا، خاصة وهو عراب خطة إنفاق حكومي رأسمالي بما يزيد على الـ 30 مليار دينار في السنوات الأربعة المقبلة، كما انه لا يألو جهدا في سبيل تسريع تنفيذ المشاريع لتكون على مستوى أحلام الكويتيين ببلاد مزدهرة وعامرة.
-
تخلل الزيارة شروحات كافية ووافية لما لهذا المشروع من أثر اقتصادي وتنموي ورياضي على أعلى المستويات.
-
قال الجراح ان الشيخ احمد الفهد هو رجل التنمية، لافتا إلى ان ما قاله في حق سيبريت يعتبر بمثابة شهادة للقطاع الخاص بأكمله، معربا عن أمله في استمرار الدعم ليخرج المشروع للنور في الموعد المقرر له.
-
ذكر الجراح ان الدائري السادس الذي يشهد إقامة المشروع والذي يضم اغلب المشروعات السياحية الكبرى سيكون شريان السياحة في الكويت.
-
يذكر ان الاكتتاب في شركة سبيريت مستمر حاليا بسعر اكتتاب 103 فلوس للسهم أي 100 فلس قيمة اسمية و3 فلوس أتعاب اكتتاب وإصدار والحد الأدنى لاكتتاب الأفراد يبدأ من 5000 سهم ومضاعفاتها فيما تبدأ كمية اكتتابات الشركات من 500.000 ومضاعفاتها، والدعوة للاكتتاب تتم تحت شعار «كن شريكا» فالشعار تمت صياغته ليكون مختصرا مباشرا ليحاكي الناس مباشرة ويلتمس لديهم رغبة جامحة ليكونوا أساس التنمية لا مجرد متلقين متفرجين عليها.