- «تعزيز الثقة» وليس ضخ السيولة بشكل مباشر عامل حاسم في سلوك المتداولين والمستثمرين
- الاقتصاد بحاجة إلى تبني الحكومة لأجندة عمل متكاملة تنقذه من حالته الراهنة
عمر راشد
أثبتت تداولات الأسبوع الماضي للسوق أن عامل «تعزيز الثقة» أكثر العوامل تأثيرا في أداء السوق وليس التدخل المباشر بالسيولة كما طالب البعض منذ اندلاع تداعيات الأزمة المالية العالمية. فتصريحات نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة للتنمية ووزير الإسكان الشيخ أحمد الفهد برفع تقرير فني يضم مجموعة من الإجراءات التي من شأنها دعم القطاعات الاقتصادية ومن بينها البورصة ما أثار أجواء من الارتياح على نفسية المتداولين وأنعشت «الثقة» مجددا في أداء السوق.
وانعكست تلك التصريحات بجانب النتائج الفصلية الإيجابية للبنوك على تداولات الأسبوع التي تلونت بين المضاربة على الأسهم الرخيصة والتركيز على الأسهم القيادية دافعة سيولة السوق لاختراق حاجز الـ 50 مليونا للمرة الأولى منذ مايو الماضي. غير أن اختبارات التعامل الحكومي، تاريخيا، مع تراجعات السوق الحادة أثبتت فشلها حيث ان تلك الاختبارات لم يواكبها أفعال ملموسة على الأرض باستثناء قانوني الودائع وتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي وحتى الإعلان عن حزمة الإجراءات لاتزال مجهولة الهوية وتحتاج إلى توضيحات لتتحول أجواء الثقة التي يعيشها السوق خلال الأسبوعين الماضيين من ردود «مضاربية» إلى تأسيس استثماري يقود السوق للانتعاش على أسس مدروسة.
وعلى الرغم من ضبابية الحلول الحكومية حول دعم البورصة والاقتصاد، إلا أن بدء إعلانات نتائج النصف الأول والتي افتتحها القطاع المصرفي بنتائج إيجابية بعضها كان قياسيا، قد أزالت مخاوف المتداولين ومستثمري السوق بشأن مخصصاتها تفوقت على حالة الترقب والخوف الذي يحيط بأداء الشركات عن النصف الأول. ويبدو أن التوقعات «الفنية» بمواصلة السوق لارتفاعاته لبلوغ مستويات تتراوح بين 6700 و6800 نقطة خلال جلسات الأسبوع الحالي رهن بالنتائج المالية النصفية للشركات والتي لاتزال مجهولة المصير لارتباطها بأوضاع تلك الشركات التي يجاهد مدققو الحسابات لديها لتصحيح مسارها ووضعها على الطريق الصحيح بعد أن وضعها شح التمويل وضغط التزاماتها قصيرة الأجل على مدى عامين للاقتراب من مقصلة الإفلاس.
وأثبتت تداولات الأسبوعين الماضيين أن السوق، ولأول مرة، بدأ يتفاعل إيجابا مع الأخبار المحلية، متجاهلا العوامل الخارجية السلبية والتي كان أبرزها ما يتعلق بمواجهة الاقتصاد الأميركي لاحتمالات مجهولة. وقد جاءت نهاية تداولات الأسبوع الماضي لتثبت خصوصية السوق محليا، فقد ارتفع المؤشر العام بواقع 69.9 نقطة مستقرا عند 6582.6 وما نسبته 1.1% مقارنة بإقفال الأسبوع قبل الماضي والبالغ 6512.7 نقطة وبانخفاض قدره 422.7 نقطة وما نسبته 6.6% عن نهاية 2009.
وحقق المؤشر الوزني ارتفاعا قدره 7.7 نقاط وما نسبته 1.9% مقارنة بإقفال الأسبوع قبل الماضي والبالغ 403.4 نقاط وارتفاع قدره 25.4 نقطة وما نسبته 6.6% عن نهاية 2009.
وحققت القيمة السوقية الرأسمالية مكاسب بلغت 609.4 ملايين دينار بالغة 31.598 مليار دينار بنمو نسبته 2% مقارنة بنهاية الأسبوع قبل الماضي والبالغة 30.989 مليار دينار وبارتفاع قدره 913.8 مليون دينار بنمو نسبته 3% عن نهاية 2009.
وحققت مؤشرات السوق الرئيسية ارتفاعات متوازية على مستوى كمية الأسهم وعدد الصفقات والقيمة المتداولة بنسب 2.2% و13.5% و30.7% على التوالي.
1_«زين».. ارتفاع السيولة
تصدرت شركة «زين» نشاط السوق من حيث القيمة للأسبوع الثالث على التوالي، إذ تم تداول 15.3 مليون سهم نفذت من خلال 552 صفقة بقيمة 17.98 مليون دينار، وذلك في ظل ثبات سعر السهم عند نفس مستوى الأسبوع قبل الماضي دون تغيير بالغا دينارا و180 فلسا للسهم. وتراوح سعر السهم بين دينار و160 فلسا للسهم كحد أدنى ودينار و200 فلس للسهم كحد أعلى مستقرا عند نفس مستوى الأسبوع قبل الماضي دون تغيير بالغا دينارا و180 فلسا.
وجاء احتفاظ شركة زين بأعلى قيمة تداول بين أكثر 10 شركات تداولا من حيث قيمة الأسهم المتداولة مع إعلان زين السعودية تقليص خسائرها في النصف الأول من العام الحالي بواقع 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع توسيع قاعدة عملائها خلال الربع الثاني والتي تجاوزت 7 ملايين عميل، الأمر الذي سينعكس إيجابا على أداء سهم زين الكويت التي تمتلك 25% من رأسمال الشركة.
ومع ترقب تحقيق الشركة نتائج «إيجابية» عن النصف الأول، يجعل السهم الأكثر جاذبية للمتداولين والمستثمرين. حيث شهدت تداولات السهم حركة متنوعة بين المضاربة والاستثمار خلال جلسات التداول.
2_«الوطني».. مواصلة الارتفاع
جاء بنك الكويت الوطني في المرتبة الثانية من حيث القيمة، إذ تم تداول 12.83 مليون سهم نفذت من خلال 283 صفقة بقيمة 15.29 مليون دينار، وارتفع السهم بواقع 40 فلسا للسهم ليستقر في نهاية التداولات عند دينار و200 فلس للسهم.
وقادت ارتفاعات «الوطني» السوق في جلسة الأربعاء الماضي للارتفاع بشكل ملحوظ، حيث اخترقت السيولة حاجز الـ 50 مليون دينار للمرة الأولى بفضل التداولات النشطة على القطاع البنكي بقيادة «الوطني» وذلك بعد تثبيت وكالة موديز تصنيفها الائتماني للبنك عند aa2 مع نظرة مستقبلية مستقرة وتوقعها بأن يكون البنك الأكثر استفادة من تمويل مشاريع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وترافق مع إعلان «موديز» موافقة مجلس الوزراء على مرسوم زيادة رأسمال البنك والتي تأتي لدعم استراتيجية البنك على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
ومع استمرار التوجه الحكومي لدعم البورصة وتنظيفها من الشركات الورقية، تظل الأسهم القيادية ذات الأداء التشغيلي بقيادة «الوطني» الأكثر جاذبية للشراء من قبل المساهمين والأقل مخاطرة.
3_«بيتك».. نشاط قوي
حل سهم بيت التمويل الكويتي (بيتك) في المرتبة الثالثة من حيث القيمة، إذ تم تداول 12.83 مليون سهم نفذت من خلال 636 صفقة قيمتها 11.41 مليون دينار. وارتفع السهم بواقع 80 فلسا ليستقر في نهاية التداولات الأسبوعية عند دينار و40 فلسا للسهم بارتفاع نسبته 8.3%.
وجاءت التداولات النشطة التي شهدها السهم على وقع تحقيق «بيتك» أرباحا صافية بواقع 70.8 مليون دينار عن النصف الأول مع انخفاض في نسبة المخصصات بواقع 20% عن النصف الأول من العام الماضي وهو ما عزز اتجاه الشراء على السهم بعد إزالة مخاوف المتداولين بشأن ما كان يتردد حول كبر حجم المخصصات في الميزانية.
ومع تحقيق البنك أرباحا جيدة في أرباح الربع الثاني بنسبة 29% عن الربع الأول، من المتوقع أن تتزايد ربحية البنك في الربع الثالث مع استعداده لتمويل المشاريع مدعوما بالتصنيفات الإيجابية التي تم منحها للبنك والتي تعزز من أداء السهم خلال النصف الثاني من العام الحالي.
4_«الكويت الدولي».. ارتفاع النشاط
حل سهم بنك الكويت الدولي في المركز الرابع، إذ تم تداول 11.39 مليون سهم نفذت من خلال 751 صفقة بقيمة 11.06 مليون دينار، وارتفع السهم بواقع 6.9 فلوس للسهم.
وجاءت ارتفاعات البنك على وقع استمرار النشاط الملحوظ على أدائه والتي عززت المضاربات التي شهدها الأسبوع عليه لعوامل عديدة أبرزها تحقيق البنك أرباحا صافية بلغت 5.03 ملايين دينار بنهاية النصف الأول بنمو قدره 244%، مقارنة بخسائر قدرها 3.49 ملايين دينار في الفترة المماثلة من العام الماضي.
وجاء ارتفاع أداء السهم على وقع المضاربات العنيفة التي شهدها السهم خلال الفترة الماضية والتي أدت لارتفاع نشاط السهم بشكل قوي دفعته لتصدر نشاط الكمية المتداولة على مستوى القطاع خلال الأسبوع الماضي، فقد بلغ حجم النشاط 51.3 مليون سهم.
5_«السلام».. مضاربات عنيفة
احتل سهم مجموعة السلام القابضة المركز الخامس، إذ تم تداول 100.52 مليون سهم نفذت من خلال 1220 صفقة بقيمة 9.3 ملايين دينار، وانخفض السهم بواقع 14 فلسا مقارنة بالأسبوع قبل الماضي ليستقر عند 106 فلوس للسهم.
وجاء النشاط الملحوظ على السهم مع استمرار المضاربات العنيفة على السهم للأسبوع الثاني على التوالي في نطاق سعري يتراوح بين 106 فلوس للسهم كحد أعلى و82 فلسا كحد أدنى ليستقر في نهاية التداولات الأسبوعية عند 92 فلسا.
وجاءت تلك التداولات لتعكس حالة السوق التي تنوعت عمليات الشراء عليه بين الأسهم الرخيصة والقيادية، حيث تصدر سهم السلام نشاط الشركات الاستثمارية في معظم جلسات التداول. وبعد أن تخطى السهم حاجز الـ 100 فلس للسهم عاد مرة أخرى دون حاجز القيمة الاسمية.
6_«مجموعة الصناعات».. تذبذب
احتل سهم مجموعة الصناعات الوطنية المركز السادس، إذ تم تداول 31.68 مليون سهم نفذت من خلال 782 صفقة بقيمة 8.5 ملايين دينار، وارتفع السهم بواقع 10 فلوس للسهم مقارنة بالأسبوع قبل الماضي ليستقر عند 265 فلسا للسهم.
وجاء النشاط على السهم في نطاق سعري يتراوح بين 275 فلسا كحد أعلى و260 فلسا كحد أدنى، عاكسة عمليات مضاربية شهدها السهم خلال جلسات الأسبوع بين عمليات شراء في بداية الجلسة ليشهد بعدها عمليات جني أرباح في نهاية الجلسة.
7_«الرابطة»... ارتفاع
احتل سهم الرابطة المركز السابع، إذ تم تداول 46.3 مليون سهم نفذت من خلال 1310 صفقات بقيمة 8.29 ملايين دينار، وارتفع السهم بواقع 14 فلسا للسهم مقارنة بالأسبوع قبل الماضي ليستقر عند 178 فلسا للسهم.
وشهدت أسهم مجموعة الرابطة ارتفاعات متواصلة على مدى الثلاث جلسات الأولى بالحد الأعلى على وقع قرب توقيع صفقة بين الشركة ووزارة الدفاع الأميركية، إلا أن الجلسة الرابعة شهدت تراجعا للسهم بعد ورود أخبار عن دعوى أحد نواب مجلس الشيوخ الأميركي بعدم التعامل مع الشركة، إلا أن عودة الشركة للإعلان على موقع البورصة بأن مجلس المحاسبين قبل تظلم الشركة بشأن عقد المورد الرئيسي دفع السهم للإغلاق على ارتفاع في نهاية تداولاته الأسبوعية.
وتم التداول على السهم في نطاق سعري تراوح بين 194 فلسا كحد أعلى و162 فلسا كحد أدنى للسهم.
8_«المستثمرون».. ارتفاعات «مضاربية»
احتل سهم مجموعة المستثمرون القابضة المرتبة الثامنة، إذ تم تداول 312.9 مليون سهم نفذت من خلال 1494 صفقة بقيمة 6.84 ملايين دينار، وانخفض السهم بواقع فلس واحد ليستقر عند 22 فلسا.
وتصدر السهم نشاط السوق وفقا لمعيار الحجم على مستوى الأسهم التي تم التداول عليها طوال جلسات الأسبوع، مواصلا بذلك المضاربات العنيفة التي يشهدها السهم.
9_«بنك الخليج».. استقرار
جاء بنك الخليج في المرتبة التاسعة بين أكثر 10 شركات تداولا من حيث القيمة، إذ تم تداول14.27 مليون سهم نفذت من خلال 299 صفقة بقيمة 6.04 ملايين دينار واستقر سعر السهم عند نفس مستوى إغلاق الأسبوع قبل الماضي بالغا 430 فلسا للسهم.
وتم تداول السهم في نطاق سعري تراوح بين 435 فلسا كحد أعلى و415 فلسا كحد أدنى وذلك في عمليات تنوعت بين المضاربة والشراء.
واستمر النشاط على السهم مدفوعا بتوقع تحقيق البنك أرباحا تشغيلية جيدة عن النصف الأول مع وجود مخصصات قد تبلغ 70 مليون دينار عن النصف الأول.
وانعكست سياسات البنك في التعامل مع أزمته خلال الفترة الماضية إيجابا على نفسية المتداولين والتي من المتوقع أن تحقق أرباحا إيجابية في النصف الأول ما قد يعزز ارتفاعات السهم في النصف الأول.
10_«منا القابضة».. ارتفاع محدود
احتل سهم شركة منا القابضة المركز العاشر من حيث القيمة المتداولة، إذ تم تداول 26.28 مليون سهم نفذت من خلال 861 صفقة بقيمة 5.5 ملايين دينار وارتفع سعر السهم فلسين ليستقر عند 216 فلسا للسهم بارتفاع 0.9%.
وجاءت ارتفاعات السهم على خلفية حسم قضية أرض العياط لصالح الشركة مع تأكيد مجلس الإدارة على عدم وجود مشكلات تعوق أداء وعمل الشركة في مصر، وجاء إعلان الشركة ليحسم جدلا كبيرا حول أداء السهم خلال المرحلة الماضية على خلفية الشائعات بوجود مخالفات مالية على الشركة وكذلك تعثر أدائها الاستثماري في الكويت ومصر.