أقام بنك الكويت الوطني ورشة عمل للاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ فرع الولايات المتحدة الأميركية للعام الثاني على التوالي، تأكيدا على دعمه المتواصل للطلبة الكويتيين.
وقد حاضر في ورشة العمل كل من الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني في الكويت عصام الصقر، ونائب الرئيس التنفيذي شيخة البحر، ومدير عام مجموعة الموارد البشرية عادل حشمه، ومساعد مدير عام إدارة الخزينة في البنك سليمان المرزوق، في ظل حضور لافت من الطلبة الكويتيين.
وتحدث مسؤولو «الوطني» التنفيذيون عن قصة نجاح بنك الكويت الوطني في التحول إلى بنك إقليمي ذي تواجد عالمي، وتخطيه جميع الأزمات التي عصفت بالعالم والمنطقة، وخاصة الأزمة المالية الأخيرة، مؤكدين أن ذلك يعود إلى السياسة المتحفظة التي يتبعها البنك، وإدارته الحكيمة للمخاطر والحوكمة الرشيدة التي يتبعها منذ تأسيسه في العام 1952.
وأكد الرئيس التنفيذي للبنك عصام الصقر في كلمته حرص البنك على دعم الشباب الكويتي وصقل مواهبهم بهدف الرقي بالمجتمع، وقال ان: «هذا الدعم المتواصل هو واجب وطني يمليه علينا ضميرنا ومسؤوليتنا الاجتماعية، ويأتي استكمالا للدور الذي لطالما اضطلع به الوطني في نهضة الكويت».
تاريخ الوطني
وأشار الصقر في كلمته الى «تاريخ الوطني الحافل بالإنجازات وتجاوز الأزمات بفضل سياسته المتحفظة وثقة عملائه به، منذ تأسيسه في عام 1952 كشركة مساهمة صغيرة برأسمال يعادل مليون دينار فقط، وعلى مساحة لا تتجاوز الثلاثة دكاكين، إلى أفضل البنوك في الأسواق الناشئة بتواجد عالمي وشبكة فروع تتجاوز 177 فرعا في 4 قارات».
واضاف ان: «اسم الوطني يرتبط باستقلال المنطقة اقتصاديا لكونه أول مصرف وطني في الكويت ومنطقة الخليج عموما، وهنا لا يسعنا إلا أن نستذكر فضل المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح الذي بارك للمؤسسين فكرة تأسيس البنك ومدهم بالدعم والتأييد».
وأكد أن: «الوطني عايش خلال مسيرته جميع الأزمات التي مرت بها المنطقة، وفي كل مرة كان يخرج منها أكثر صلابة وقوة. وعدم تأثرنا بالأزمة العاصفة بالعالم حاليا ما هو إلا امتداد لتاريخنا الحافل بالنجاحات والإنجازات».
وأوضح أن البنك اجتاز في عام 1982 اختبارا قاسيا عندما وقعت أزمة المناخ بفضل منهجيته المتزنة والمتحفظة في العمل المصرفي، وقد أطلق عليه حينها «البنك الفائض الوحيد»، وقال: «عندما وقعت محنة الغزو، استمر الوطني في أداء أعماله من لندن والوفاء بجميع التزاماته نحو عملائه والبنوك في الخارج. كما كان للبنك دور رئيسي في تمويل مشاريع إعادة إعمار الكويت».
وأكد أن حصول «الوطني» على أعلى تصنيف ائتماني بين جميع البنوك في الأسواق الناشئة والشرق الأوسط من قبل مؤسسات التصنيف العالمية مثل «موديز» و«فيتش» و«ستاندارد آند بورز»، وتصنيفه ضمن أكثر 50 بنكا أمانا في العالم لم يأتيا مصادفة، بل جاءا «تقديرا لمتانة الوطني ونجاح سياسته المتحفظة».
تجربة شخصية
واستعرض الصقر تجربته الشخصية في البنك الوطني من موظف في الفروع منذ أكثر من 30 عاما وصولا إلى تبوئه منصب الرئيس التنفيذي للبنك في الكويت، وأوضح في هذا الخصوص: «سعيت جاهدا إلى تطوير نفسي وإمكانياتي، ولم يبخل بنك الكويت الوطني في تدريبي وتأهيلي منذ كنت موظفا في الفروع. أنصحكم بالصبر والعمل حتى تصلوا إلى ما تصبون إليه، والجمل الذي اتخذناه شعارا هو رمز الصبر والقدرة العالمية على التحمل، ما يعكس ثقافة بنك الكويت الوطني التي ورثناها عن المؤسسين الأوائل ونحرص على نقلها إلى الأجيال الشابة».
ارباح قياسية
من جانبها، تحدثت نائب الرئيس التنفيذي للبنك شيخة البحر عن الأرباح القياسية التي حققها «الوطني» خلال النصف الأول من العام الحالي، والتي قفزت بواقع 15% إلى 145.2 مليون دينار، ورأت أن «هناك عاملين أساسيين قادا إلى تحقيق الوطني هذا النمو على الرغم من الأزمة التي يمر بها العالم والمنطقة، وهما سياسة البنك المتحفظة وتفاني موظفيه».
وأكدت أن «رهان الوطني الأساسي في تحقيق هذه النتائج الممتازة والنمو والارتقاء في المستقبل يبقى على موارده البشرية وكوادره الوطنية، لاسيما الشباب منهم الذين يعول عليهم لتحقيق حلم صاحب السمو الأمير في تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري». وبينت أن «البنك الوطني لم يدخر في هذا الإطار جهدا في استقطاب الكوادر الوطنية الشابة وتطويرها، وذلك يدخل في صلب المسؤولية الاجتماعية التي يأخذها الوطني على عاتقه لتنمية المجتمع الكويتي وخدمته»، وأكدت أن «البنك الوطني سيواصل دعمه للشباب الكويتي أينما كان، وما ورشة العمل هذه إلا تأكيد على الرسالة الاجتماعية التي يضطلع الوطني بها».
وذكرت أن بنك الكويت الوطني تمكن من ترسيخ تواجده إقليميا ضمن إستراتيجية التوسع المدروسة التي ينتهجها البنك منذ سنوات بهدف خلق مؤسسة مصرفية إقليمية تخدم عملاءها في جميع أماكن تواجدهم، والاستفادة من الفرص المتاحة على الساحة العربية والإقليمية.
وكشفت أن تركيز البنك في استراتيجيته للتوسع الإقليمي في المرحلة المقبلة سيكون على سورية وتركيا، حيث حصل الوطني على رخصة تأسيس بنك في سورية، ويعتزم تعزيز تواجده في تركيا.
وأضافت أن التواجد الإقليمي والدولي يمنح البنك الوطني مزايا رئيسية حيث يتسنى للبنك من خلال شبكة فروعه الخارجية التي تغطي أهم وأنشط الأسواق ماليا واقتصاديا، تقديم خدمات الصيرفة الشاملة للعملاء من شركات ورجال أعمال وأفراد.
وتحدثت البحر عن رحلة نجاحها في البنك الوطني، مبينة: «بدأت في الفروع ثم انتقلت إلى الفرع الرئيسي وتدرجت في المناصب حتى بلغت منصبي الحالي، وقد عمل البنك الوطني على تطويري وصقل مهاراتي من خلال الدورات التدريبية الكثيرة التي خضتها مع أكبر المؤسسات العالمية وأرقى الجامعات». وتوجهت إلى الطلاب بالقول: «المحرك الأساسي لتطور الفرد هو تحدي الذات، والجدية في العمل وتحمل المسؤولية. كونوا جديين، صبورين، ولا تخشوا الضغوطات في العمل لأنها تصقل خبرتكم، ولا تخافوا الخطأ، لان الأهم هو التعلم من الخطأ والاستثمار في قدراتكم».
دعم الشباب
من جانبه، أكد مدير عام مجموعة الموارد البشرية عادل حشمة أن «الوطني» سيواصل دعمه للشباب الكويتي من خلال التوسع في خططه التوظيفية خلال الفترة المقبلة ومن خلال برامج التدريب التي يحرص الوطني على إقامتها بشكل مستمر.
وكشف أن البنك الوطني وظف خلال العامين الماضيين ما يزيد على ألف شاب كويتي من الجنسين، ودرَّب أكثر من 500 موظف، وذلك رغم الأزمة الحادة التي عصفت بأكبر المؤسسات العالمية.
وأكد أن: «باب الوطني سيبقى مفتوحا دوما أمام الشباب الكويتي، لأن أمل الوطني وراهنه يبقى بهم، وطموحه لا حدود له، وهو يسعى دوما إلى كوادر مصرفية قادرة على التغيير والابتكار لتنضم إلى عائلة الوطني المكونة من 4000 موظف في 19 بلدا ضمن 4 قارات».
وشدد: «نحن نفخر بأن الكفاءات الكويتية الشابة تلقى الدعم الكامل والمستمر من قبل إدارة البنك العليا التي أخذت على عاتقها تنمية الموارد البشرية، لإيمانها بقيمة هذه الثروة وإدراكها أنها القوة الحقيقية التي يتسلح بها الوطني في الحصول على أعلى التصنيفات الائتمانية».
أهمية التدريب
من جهته، استعرض مساعد مدير عام إدارة الخزينة سليمان المرزوق مسيرته في البنك الوطني، قائلا: «حين أنهيت دراستي في الولايات المتحدة الأميركية وعدت إلى الكويت، خضت في غمار البحث عن العمل. كانت جميع المؤسسات حينها تشترط سنوات من الخبرة لتوظيفي، وكان بنك الكويت الوطني الوحيد الذي منحني الفرصة. فبدأت العمل في الفروع رغم أنني لم أكن أفكر حينها في العمل في القطاع المصرفي، لكنني لم أفوت أي تدريب وفره لي البنك، حتى انتقلت إلى غرفة التداول في إدارة الخزينة التي اكتسب فيها كل يوم خبرة إضافية بفضل حجم بنك الكويت الوطني وتواجده في 17 سوقا عالمية».
وأكد أن «الوطني لم يبخل في تدريبي وتطويري لأنه يستثمر في الشباب الراغبين بتحمل المسؤولية والارتقاء في مهنتهم».
وفي بداية ورشة العمل، ألقى رئيس الهيئة الادارية في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ فرع الولايات المتحدة الأميركية أحمد الجوعان كلمة شكر فيها «الوطني» على مبادراته الدائمة لدعم الطلبة وإقامة ورشة العمل هذه للعام الثاني على التوالي، وقال ان «دعم الوطني غير المحدود لطلبة الكويت أينما كانوا ليس غريبا على بنك رائد بات اليوم بمصاف البنوك العالمية».
وقد تواجد خلال ورشة العمل فريق من مجموعة الموارد البشرية في بنك الكويت الوطني، استعرض أمام الطلبة فرص العمل التي يقدمها الوطني للشباب الكويتي في مختلف الإدارات ومجالات العمل المصرفي، وأجاب على استفساراتهم وأسئلتهم.
«الوطني ـ نيويورك»
كشف عصام الصقر أن كبرى المؤسسات المالية والشركات الأميركية حولت ودائع بملايين الدولارات إلى فرع «الوطني» في نيويورك، بعدما سحبتها من أكبر وأشهر المصارف العالمية، على الرغم من صغر حجم فرع نيويورك نسبيا مقارنة مع هذه المصارف. ورأى الصقر أن هذا دليل واضح على الثقة التي يحظى بها الوطني عالميا، والتي يتوجها التصنيف الائتماني الأعلى الذي يتمتع به، واختياره البنك الوحيد في الشرق الأوسط ضمن قائمة أكثر 50 بنكا أمانا في العالم للعام الثاني على التوالي.
وعند سؤال الطلبة إدارة البنك عن سر نجاحهم الشخصي، وكيف استطاعوا الوصول إلى هذه المرتبة الرفيعة في عالم المصارف والأعمال، كانت الإجابة بسيطة وواضحة كشفت ثلاثة عناصر رئيسية هي: أولا الجهد غير المحدود والمثابرة الدائمة، وثانيا حب العمل والتفاني فيه، وثالثا استمرار التعلم والبحث عن الجديد. فإذا ما توافرت هذه العناصر تحقق النجاح، وبلغ المرء ما يصبو إليه.
«ما هو سر الوطني؟»
سأل أحد الطلاب عن «السر» الذي مكن «الوطني» من مواجهة الأزمة الحالية رغم إفلاس كبرى المؤسسات المالية العالمية، وأجابت شخية البحر بان السر يكمن في ثقافة بنك الكويت الوطني التي تتناقلها الأجيال، ألا وهي السياسة المتحفظة، والحوكمة وأسلوب العمل الناجح.
وأكدت أن «الوطني» لا يسعى وراء الربح السريع، بل يركز على العمل المصرفي الأساسي الذي يتمثل بحماية أموال المودعين وتنميتها ومنح القروض، ولم ينجر إلى المضاربة حتى حين بلغت الأسواق ذروتها.
كما انه يتمتع بإدارة حصيفة للمخاطر، وجهاز إداري مستقر وعلى دراية عميقة بالأسواق التي نعمل فيها. وأضافت أن البنك الوطني هو البنك الوحيد في المنطقة الذي لديه مجلس استشاري دولي يقوم بدور كبير على صعيد تقديم الخبرات والاستشارات والمساهمة في رسم الاستراتيجيات المستقبلية لمجموعة بنك الكويت الوطني بشكل عام.