لا تزال عمليات بيع الذهب في السوق المحلي تشهد انخفاضا مستمرا نتيجة الارتفاعات المتتالية في اسعار الذهب بشكل أوجد حالة من الركود في السوق حيث شهد تراجعا في عمليات البيع بما لا يقل عن 50% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي.
ويشهد النصف الثاني من العام الحالي اكثر المراحل تراجعا نتيجة دخول فصل الصيف وموسم السفر اضافة الى اقتراب شهر رمضان المبارك ومن ثم دخول موسم المدارس الذي يجعل الأفراد والأسر توجه ميزانياتها نحو أولويات تتعلق بهذه المواسم.
ويرى عدد من المتابعين لأسعار الذهب في السوق المحلي ان السوق دخل في مرحلة ركود تمتد الى فترة طويلة نتيجة لهذه الأسباب التي ستترك تأثيرا واضحا على عمليات البيع يضاف الى ذلك السبب الرئيسي المتمثل في ارتفاع أسعار الذهب.
وقال هؤلاء المتابعون في لقاءات متفرقة مع «كونا» ان التوقعات تشير الى استمرار ارتفاع أسعار الذهب الى ما يقارب ضعف الأسعار الحالية في المستقبل مضيفين ان تلك التوقعات قد لا تكون دقيقة في بعض الأحيان.
وقال تاجر المجوهرات سعد المهني ان السوق يعاني من حالة ركود ليس بسبب ارتفاع أسعار الذهب وانما دخول موسم السفر واقتراب شهر رمضان ومن ثم دخول موسم الدراسة وهذه جميعها تجعل الأفراد والأسر توجه ميزانياتها نحو هذه الأولويات.
وأضاف ان تزايد اسعار الذهب يأتي بعد تراجع الدولار مضيفا ان معدلات البيع لا تزيد في بعض الأحيان عن 300 دينار يوميا في حين كانت عمليات البيع العام الماضي تصل الى ضعف هذا المبلغ في اليوم الواحد.
من جهته قال تاجر المجوهرات توني بريكل ان معدل شراء الذهب حاليا مازال منخفضا لان اسعار الذهب مرتفعة جدا على الرغم من انخفاضها البسيط في الاسبوع الماضي، مضيفا ان انخفاض عمليات البيع سيستمر الى فترات مقبلة خصوصا مع دخول شهر رمضان وموسم المدارس.
وأضاف ان معدل البيع انخفض الى ما يقارب 50% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، موضحا ان عمليات بيع الذهب تتركز في الفترة من شهر مارس الى نهاية شهر يونيو بينما عمليات الشراء من قبل محال الذهب تتركز في شهري سبتمبر وأكتوبر لرغبة الناس في الحصول على مبالغ نقدية بسبب دخول موسم المدارس.
وأكد صعوبة شراء الذهب حاليا بسبب ارتفاعه الكبير خاصة ان اسعاره لم تتجاوز 2.250 دينار للغرام الواحد قبل 15 سنة مقابل 9.700 دنانير للغرام حاليا ما يعني تضاعفه الى نحو اربعة اضعاف، موضحا ان معدل البيع اليومي لا يتجاوز 200 غرام بينما كان المعدل في العام الماضي يصل الى نحو 500 غرام.
وتوقع بريكل ان يستمر معدل انخفاض عمليات البيع بسبب وجود توقعات بارتفاع الذهب الى 2000 دولار للاونصة بينما سعر الاونصة حاليا يبلغ 1100 دولار، مضيفا ان هذه التوقعات قد لا تكون دقيقة في بعض الاحيان.
والجدير بالذكر ان توقعات اخرى تشير الى ان اسعار الذهب ستشهد تراجعا يصل الى 40% خلال السنوات الخمس المقبلة حيث ستبدأ عمليات اعتدال اسعاره في الربع الثاني من العام المقبل في حين سيواصل الذهب ارتفاعه خلال النصف الثاني من العام الحالي.
وكان الاستثمار في الذهب شهد تزايدا العام الماضي من قبل العديد من الدول حيث وصلت كمية الطلب عليه الى نحو 420 طنا بقيمة بلغت ما يقارب 100 مليار دولار.