عاد الجدل حول مصير العقد الضخم الخاص بتموين القوات الأميركية العاملة في عدة دول بالشرق الأوسط، والذي خسرته «أجيليتي» قبل فترة بعد اتهامها بالفساد والتلاعب في الأسعار، ومن ثم جرى الإعلان عن فوز شركة «أنهام» التي تتخذ من إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة مقرا لها.
فقد قالت شركة «رابطة الكويت والخليج للنقل» وفق تقرير بثته «cnn» انها تسلمت رسالة من وزارة الدفاع الأميركية تشير إلى أنها ستعيد ترسية العقد على جهة جديدة، بعدما تقدمت «الرابطة» بطعن في نيل «أنهام» للعقد، بعد يومين على إعلان الأخيرة طي صفحة النزاع وفوزها النهائي بالعقد الذي قد تصل قيمته لأكثر من 6 مليارات دولار.
وكانت «رابطة الكويت والخليج للنقل» قد أفادت، في إعلان للمستثمرين بسوق المال الكويتية، بأنها تسلمت عبر البريد الإلكتروني بيانا أعدته وكالة الدفاع اللوجستية، جاء فيه أن الأخيرة «قررت أخذ الإجراءات التصحيحية في موضوع الاعتراض، وأنها بصدد إعادة فتح وإجراء نقاش محدود في مواضيع خاصة وتسلم عروض معدلة من المتقدمين واتخاذ قرار اختيار وترسية جديد».
وكانت «أنهام» قد أشارت في بيان لها إلى أن مكتب المحاسبة الأميركي رفض الطعن المقدم في العقد الذي فازت به لإمداد الجيش الأميركي بالمؤن والخدمات في العراق والأردن والكويت.
والغريب أن الموقع الإلكتروني لمكتب المحاسبة الأميركي لم يشر إلى صدور قرار من هذا النوع، مع أنه أشار إلى مواقفه من عدة طعون في مختلف القضايا خلال الأيام الماضية، في حين تعذر الاتصال بأي من الشركتين للحصول على موقف رسمي.
وكانت «أنهام» قد أعلنت في العاشر من أبريل الماضي أنها فازت بعقد تزويد الجيش الأميركي بالأغذية في الصفقة التي انتزعتها واشنطن من شركة «أجيليتي»، بسبب اتهامها بالتورط في تلاعب بالبيانات.
وقالت الشركة، التي تتخذ من إمارة دبي مقرا لها في بيان أصدرته بالمناسبة، إن وكالة الخدمات اللوجستية التابعة لوزارة الدفاع الأميركية أعلنت عن منحها العقد الذي تتراوح قيمته بين 2.16 و6.47 مليارات دولار.
وتتوزع حصص «انهام» بين 3 شركات هي «أسترا» السعودية، المملوكة لرجل الأعمال الفلسطيني الأصل صبيح المصري، إحدى أكبر الشركات ذات الاستثمارات المتنوعة في المملكة، ومجموعة شركات رجل الأعمال الأردني، منير سختيان، أما الشركة الثالثة فهي شركة «هاي فايننس»، التي يرأسها رجل الأعمال الأردني الأصل، عبدالهدى الفاروقي، الذي سبق أن أثار الجدل بسبب دخول إحدى شركاته «نور أميركا» في مشروع مشترك مع شركة «إيرني» للمهام الأمنية، وقيل آنذاك انه فاز بالعقد بسبب علاقاته مع الشخصية العراقية المعروفة، أحمد الجلبي.
ويشير موقع الشركة الإلكتروني إلى أنها تدير مجموعة من المشاريع مع القوات الأميركية في العراق، بينها عقود بقيمة 650 مليون دولار لبناء مواقع لوجستي في التاجي وأبو غريب وأم قصر، وأخرى بقيمة 400 مليون دولار لتوصيل وصيانة آليات عسكرية، وعقد لحامية منشآت نفطية بـ 120 مليون دولار.
وفي أفغانستان تساهم الشركة في مشاريع بناء لسدود ومؤسسات تعليمية وصيانة آليات عسكرية. وكانت السلطات القضائية الفيدرالية الأميركية قد وجهت في 17 نوفمبر اتهامات لـ «أجيليتي» التي تزود القوات الأميركية في الشرق الأوسط بإمدادات الطعام والغذاء مقابل عقد بقيمة 8.5 مليارات دولار، متهمة إياها بتهم عديدة تتعلق بالتزوير والاحتيال والخداع.