من بين 40 سيارة من صنع «تويوتا» أخضعتها الإدارة الوطنية لحماية المرور على الطرقات السريعة nhtsa للفحص الكامل بفحوى تسارعها من دون قصد قبل اصطدامها، توصلت التحقيقات إلى عدم وجود عيوب في نظام الخانق، وأن كل الحوادث التي تعرضت لها السيارات الـ 23 كانت بسبب لبس أصاب سائقيها الذين ضغطوا بالخطأ على دواسة البنزين بدلا من الفرامل.
هذه النتائج هي جزء من تحقيقات أكدها جورج بيرسون الذي تقاعد في 3 يوليو الماضي بعد 27 عاما من العمل في nhtsa وكان آخر منصب شغله هو رئيس دائرة الاستدعاءات.
وأكد بيرسون في لقاء مع صحيفة الوول ستريت جورنال أن وزارة النقل منعت nhtsa من نشر نتائج هذه التحقيقات التي بدأت منذ مارس 2010 خشية أن تكون في صالح «تويوتا».
وقال بيرسون: «المعلومات تم جمعها، وانتهى التقرير وتم تسليمه»، وأضاف «وعندما سألت لماذا لم يتم نشره؟ قيل لي ان مكتب الوزير لا يرغب في نشره»، والوزير المقصود هنا هو رييه لحود الذي ادعى سابقا أن «تويوتا» تلكأت في الاستجابة لمشكلة التسارع غير المقصود، وها هو يتنصل من مسؤوليته في إطلاع عامة الناس على نتائج التحقيق الحكومي.
وتعليقا على ما أورده بيرسون في لقائه مع الصحيفة، قالت أوليفيا ألير الناطقة الرسمية لوزارة النقل ان nhtsa مازالت تراجع المعلومات المسترجعة من سيارات تويوتا، وأن التحقيق مازال مستمرا.
ورفض ناطق رسمي بإسم «تويوتا» التعليق على الخبر، فيما رفض الناطق الرسمي بإسم nhtsa الرد على المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية التي استهدفت استجلاء الحقائق.
وقال بيرسون البالغ من العمر 67 عاما، والذي تتبع له الإدارة التي ترأسها مكتب التحقيق في العيوب المصنعية التابع لـ nhtsa بأنه أطلع على نتائج التحقيقات عن سيارات تويوتا فيما يخص ادعاءات التسارع غير المقصود.
وقالت ألير ان بيرسون لم يشارك في التحقيقات المستمرة والخاصة بالتسارع غير المقصود. وهو بالفعل أكد على هذه الحقيقة وذكر أنه أطلع على التقرير ولم يقل انه شارك فيه.
وتأتي تعليقات بيرسون بعد تقرير نشرته صحيفة الوول ستريت جورنال في 14 يوليو الماضي أكدت فيه على أن nhtsa جمعت معلومات عن حوادث التسارع غير المقصود لسيارات تويوتا وتوصلت إلى أن السائقين تسببوا في تلك الحوادث عبر ضغطهم، وعن طريق الخطأ، على دواسات البنزين بدلا من الفرامل.
وكانت «تويوتا» قد استدعت أكثر من 8.5 ملايين سيارة حول العالم لإصلاح عيب مصنعي يمكن أن يؤدي إلى التسارع غير المقصود. وكانت الحكومة الأميركية بقيادة الرئيس باراك أوباما المقرب من اتحاد عمال السيارات uaw الداعم لجنرال موتورز قد وجهت النقد إلى nhtsa واعتبرتها متراخية نحو مصانع السيارات فيما يخص حثها على القيام بعمليات الاستدعاء.
وقامت «تويوتا» باستبدال غطاء السجاد في بعض من السيارات المستدعاة والذي يمكن أن يؤدي إلى انحباس دواسة البنزين، فيما قدمت علاجا لدواسة البنزين في سيارات أخرى لضمان ارتدادها كليا بعد رفع القدم عنها مباشرة.
وأكد بيرسون أن أنظمة التسجيل الإلكترونية في السيارات الـ 23 التي تبين أنها تسارعت بشدة قبل التصادم كشفت أن دواسة الفرامل في جميع تلك السيارات لم يتم توظيفها قبل الحوادث كما ادعى سائقوها، بل على العكس كشفت عن ضغطهم الكامل وعن طريق الخطأ على دواسة البنزين.
وقال بيرسون «تجاهلت nhtsa وعلى مدى فترة طويلة جذر مشكلة التسارع غير المقصود والذي أعتقد أنه بسبب خطأ من السائق، وهذا ما تؤكد عليه البيانات الإلكترونية».
وأضاف: «لقد أخذ الأمر منحى سياسيا كاملا، فهناك الكثير من الغضب على «تويوتا»، ويأمل المسؤولون في وزارة النقل وبشدة في التوصل إلى أي خلل في سيارات تويوتا».
ومن جهتنا لسنا نستبعد أن يتم نشر نتائج التحقيق بعد اكتمال عمليات الطرح المبدئي لأسهم جنرال موتورز لكي تضمن الحكومة الحصول على عوائد مالية تبرر حزمة الإنقاذ المالية الضخمة والمثيرة للجدل والتي قدمتها للشركة الأميركية العام الماضي.
فظهور «تويوتا» كمنافس قوي لن يكون في صالح أسهم جنرال موتورز التي تعرضت للانتقادات في الأيام الماضية حول سيارتها للدفع الهجين شفروليه فولت والتي قررت طرحها بسعر يبدأ من 41 ألف دولار ما يجعلها في وضع تنافسي صعب ضد «تويوتا بريوس» و«نيسان ليف».