لم يمض على ظهور الطيران الاقتصادي في المملكة العربية السعودية إلا حوالي أربع سنوات، ورغم هذه الفترة القصيرة فإن الشركتين العاملتين في هذا المجال واجهتا العديد من العراقيل في مسيرة نموهما.
وجاءت الأزمة الاقتصادية العالمية لتوجه ضربات قوية لشركات الطيران الاقتصادي جعلها عرضة للانهيار، ولم تخرج الخطط الإستراتيجية والسياسات التسويقية لهذه الشركات من نطاق الورق، بسبب صعوبة ترجمتها في الظروف الحالية.
الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول مستقبل الطيران الخاص بالمملكة؟ ملامح المستقبل بدأت بالظهور مع إعلان شركة طيران «سما» عن توقيف جميع رحلاتها بشكل مؤقت بسبب ارتفاع التكلفة التشغيلية. وهذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها الشركة هذه الخطوة منذ بدء أعمالها بعد حصولها على تصريح من هيئة الطيران المدني في شهر مايو 2007، إذ تسير رحلات بمعدل 164 رحلة أسبوعيا.
وواجه قطاع الطيران الاقتصادي في السعودية معوقات عدة بسبب أسعار الوقود والمحطات الإلزامية.
وعولت الشركات على تخفيض أسعار الوقود من قبل الحكومة السعودية، لكن ارتفاع الأسعار تسبب في تحقيقها خسائر جمة.
وتعمل في السعودية شركتان خاصتان للطيران الاقتصادي هما: «سما» و«ناس» اللتان تتخذان مدن الرياض والدمام مراكز تشغيلية لعملياتهما.
وتعد «ناس» أول شركة طيران تعمل بنظام الطيران الاقتصادي في المملكة، بعد فوزها في المنافسة على تصريح لتشغيل الرحلات الجوية المجدولة داخل السعودية انطلاقا من مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض.
وتأسست الشركة عام 2007 وأقلعت أول رحلة تجارية لها في 25 فبراير من العام نفسه، وهي تابعة للشركة الوطنية القابضة للخدمات الجوية «ناس القابضة»، وتقدم خدماتها إلى 11 وجهة داخل السعودية و12 وجهة دولية في منطقة الشرق الأوسط.
وحتى الآن لم تعلن «ناس» عن إيقاف تام لجميع رحلاتها على غرار «سما»، غير أنها أوقفت في يونيو بعض رحلاتها الداخلية.
وهناك الكثير من المطالب المشتركة التي تبدأ بإفساح المجال أمامهما لتسيير رحلات إلى وجهات عدة وعدم تحديد أسعار التذاكر، بالإضافة إلى مساعدتها في بيع الحكومة وقودا بسعر ما يتم بيعه للخطوط المحلية.
طيران «سما» توقف رحلاتها بسبب الخسائر
السعودية ـ أ.ف.پ: أعلنت شركة «سما» للطيران الاقتصادي وقف جميع رحلاتها اعتبارا من اليوم بسبب «الخسائر العالية» التي منيت بها، مشيرة الى انها ستعمل على تحويل ركاب الرحلات الملغاة الى خطوط جوية اخرى. وقال بروس آشبي الرئيس التنفيذي للشركة في بيان «لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة ولكن تم اقراره بعد مضي عدة اشهر من البحث عن بدائل تجنبنا وقف عمليات التشغيل، وللأسف اصبح هذا هو الخيار الوحيد المتبقي امامنا».