وصلت قيمة شبكة التواصل الاجتماعي الأبرز على شبكة الإنترنت «فيس بوك» إلى 33.7 مليار دولار، بعدما دفع المستثمرون ما يصل إلى 76 دولارا للحصول على حصة في الشركة قبيل خطوة تعويمها المثار حولها ضجيج كبير في سوق الأوراق المالية. وأفاد تقرير صدر اول من امس بأن القيمة الضمنية تعني أن الفيس بوك يحظى بقيمة أعلى من شركات تكنولوجية عملاقة، مثل إي باي وياهو، اللذين بلغت قيمتهما السوقية 30.1 مليار دولار، و18.3 مليار دولار على التوالي.
في هذا السياق أشارت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إلى أنه «يتم الآن تداول الأسهم المشتركة في فيس بوك بما يصل إلى 76 دولارا للسهم، مع تدافع المستثمرين للحصول على جزء من الشركة، قبل أن تطرح للاكتتاب العام، الذي يقول محللون إنه قد يكون أضخم اكتتاب عام تكنولوجي منذ تعويم شركة غوغل بـ 1.67 مليار دولار العام 2004».
وأوضحت أنه «بينما تقوم فيس بوك وغيرها من شركات في منطقة «وادي السيلكون»، الذي يمثل العاصمة التقنية للكرة الأرضية، مثل تويتر وينكدين وزينغا، بتأجيل طرحها للاكتتاب العام، بسبب ضعف الشهية المتصورة في الأسواق العامة، لا يرغب بعض المستثمرين في الانتظار. حيث يتحصلون على حصص في الشركات التكنولوجية وهي لاتزال شركات خاصة، آملين أن تتسبب عمليات اكتتابهم العامة النهائية في رفع أسعار الأسهم إلى مستويات أعلى».
في الختام لفتت إلى أن «فيس بوك» الذي بلغ عدد أعضائه الشهر الماضي 500 مليون شخص، يجرى تمويلها حاليا من خلال مزيج من الشركات الاستثمارية وشركات رأس المال الاستثماري. وعلى الرغم من عدم تحديد الموعد الخاص بعملية التعويم حتى الآن، إلا أن الصحيفة نقلت من جهتها ان هناك تلميحات تفيد بأن ذلك لن يتم حتى العام 2011.
«غوغل» تبدأ منافسة شرسة مع «سكايب»
دخل عملاق التصفح على الإنترنت، شركة غوغل، اول من امس في منافسة مباشرة جديدة، وهذه المرة مع شركة «سكايب»، التي تقدم خدمة الاتصال الهاتفي عبر الإنترنت، بعد كشفه عن خاصية جديدة ستتيح لمستخدمي البريد الإلكتروني «جي ميل» الاتصال الهاتفي مع الخطوط الأرضية والنقالة، من خلال صندوق البريد الوارد في البريد الإلكتروني.
وتوسع الخاصية الجديدة مجال منتجات الاتصالات التي تقدمها غوغل وتخلق منافسة مباشرة مع سكايب، التي تستعد لتقديم عروض عامة مبدئية للمستخدمين، حيث يتوقع أن تتمكن من تحصيل 100 مليون دولار من خلال عرض لـ«ناسداك» بحلول نهاية العام الحالي، بحسب المحلل في «غارتنر»، راي فالديز.
ورغم أن لدى «جي ميل» نحو 200 مليون مشترك، فقد تمكنت سكايب من رفع عدد المشتركين في خدماتها من 397 مليون مشترك إلى ما يزيد على 560 مليون مشترك بحلول يونيو الماضي.
غير أن عدد المستخدمين الذين يدفعون مقابل الخدمات التي تقدمها سكايب لا يزيد على 8.1 ملايين مشترك، وتعتمد الشركة في عوائدها على أولئك المستخدمين الذين يدفعون مباشرة مقابل خدماتها.
وتدخل «غوغل» المنافسة مع «سكايب» من خلال تخفيض الأسعار، إذ ستقل أسعار الخدمة التي تقدمها «غوغل» عن نظيرتها «سكايب» بحدود النصف، حيث بدأت بتقديم خدمات اتصال رخيصة مع الهواتف الأرضية والنقالة للمستخدمين في كل من بريطانيا والمكسيك وفرنسا.
ومن المقرر أن تقدم عرضا جذابا للمستخدمين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، حيث ستكون هذه الاتصالات لهؤلاء المستخدمين مجانية على الأقل لما تبقى من العام الحالي، ينتظر أن يبدأ تقديم هذه الخدمة في أميركا الشمالية، باستثناء المكسيك التي تتوافر فيها الخدمة، خلال الأيام القليلة المقبلة.
أما الاتصالات مع باقي الدول فستكون بحدود «سنتين» لكل دقيقة، ولن تتضمن أي رسوم على التوصيل.
يشار إلى أن «غوغل» توفر خدمة الاتصال الصوتي والفيديوي لمستخدمي الـ«جي ميل»، فيما طرحت برنامج «غوغل فويس» لإدارة المكالمات في أوائل العام الحالي.
وقال فالديز إن مسألة تحرك «غوغل» نحو توفير خدمات شبيهة بتلك التي توفرها «سكايب» هي «مسألة وقت فقط».
وتؤكد «غوغل» على أهمية اندماج صناعة الاتصال التقليدي بالإنترنت، خصوصا أن العديد من المستخدمين لا يتمكنون من قضاء جل وقتهم أمام كمبيوتراتهم طوال اليوم.
على أن الخبراء يقولون إنه من المبكر الحكم على أن يتحول مستخدمو «سكايب» إلى «غوغل» بالنظر لانخفاض أسعار الاتصالات ودمجها مع البريد الإلكتروني الـ«جي ميل».