أطلقت مصارف عالمية كبرى حملات ترويجية لحث الشركات على استخدام العملة الصينية بدلا من نظيرتها الأميركية في تجارتها مع الصين وفق ما قالته صحيفة «ذي فاينانشال تايمز» البريطانية.
وجاء في تقرير نشرته الصحيفة مساء الخميس الماضي بموقعها الإلكتروني أن مصرفي أتش أس بي سي العالمي (مقره الرئيسي في لندن)، وستاندارد آند تشارترد البريطاني يعرضان رسوم معاملات مخفضة ومحفزات مالية أخرى على الشركات التي تقرر التعامل باليوان الصيني (الذي يسمى أيضا الرنمنبي) في المعاملات التجارية بينها وبين الصين. ونقلت الصحيفة عن رئيس قسم تجارة الصين في مصرف أتش أس بي سي كريس لويس قوله: «إن جميع المصارف العالمية الأخرى تحاول بشكل محموم القيام بالشيء ذاته».
تسويق اليوان
وقالت إن المصرفين ومصارف عالمية أخرى -من بينها المصرفان الأميركيان سيتي غروب وجي بي مورغان- تقوم بحملات ترويجية في الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا لإقناع الشركات بالتعامل باليوان بدلا من الدولار في معاملاتها التجارية مع الصين.
وأكدت اليومية البريطانية أن مسؤولين من بنك الشعب (المركزي) الصيني رافقوا مصرفيين من بعض تلك المصارف في جولات ترويجية باليابان وكوريا الجنوبية في يونيو الماضي.
ونقلت عن رئيسة قسم خدمات الخزانة والأوراق المالية للصين في مصرف جي بي موغان ليزا روبرتس قولها: «إن هناك اهتماما متزايدا من شركات عالمية باستخدام اليوان محل الدولار في معاملات تجارية مع الصين».
وأشارت إلى أن مصرف بي بي في أي –ثاني أكبر مصرف في إسبانيا- يعتزم كذلك القيام بحملة تسويقية كبرى تركز على الشركات الأميركية اللاتينية التي تصدر إلى الصين كي تنجز صفقاتها باليوان عوضا عن الدولار.
ووفقا لـ«فاينانشال تايمز» فإن تلك المصارف -التي تقوم حاليا بالحملات الترويجية- ستستفيد من نمو كبير متوقع لتجارة الصين مع العالم.
وقالت في هذا السياق إن ذلك سيسرع وتيرة توجه الصين نحو الخروج بعملتها من نطاق المحلية إلى العالمية كالدولار واليورو.
وأشارت الصحيفة في التقرير ذاته إلى أن المبادلات التجارية باليوان عبر حدود الصين تضاعفت في النصف الأول من هذا العام عشرين مرة إلى 70.6 مليار يوان (عشرة مليارات دولار) مقارنة بما كانت عليه قبل عام.
بيد أنها لاحظت أن هذا الرقم يظل متواضعا مقارنة بحجم تجارة السلع والخدمات عبر حدود الصين العام الماضي الذي بلغ 2.8 تريليون دولار، وكان معظمه بالدولار واليورو.
وتقول الولايات المتحدة إن بكين تتعمد إبقاء قيمة اليوان منخفضة كثيرا بما يضر بالقدرة التنافسية للسلع الأميركية، ويمنح صادرات الصين ميزة تنافسية غير عادلة على حساب صادراتها وصادرات شركاء تجاريين آخرين للصين.
ومنذ منتصف 2008، حددت الصين متوسط سعر صرف عملتها عند 6.8 يوانات مقابل الدولار. وتشير تقديرات أميركية إلى أن اليوان منخفض عن قيمته الحقيقية بما يصل إلى 40%.