بيروت ـ نادر عبدالله
على الرغم من التوصيات المستمرة بخفض اسعار الفوائد على الودائع بالليرة، وعلى الرغم من شكوى معظم المصارف من ارتفاع كفة الودائع لديها، فإن السوق المصرفية بدأت تشهد اعتبارا من الشهر الجاري بوادر تحسن في اسعار الفوائد على الليرة بما يتراوح بين 1.5 ونقطتين مئويتين. وبعدما كان متوسط اسعار الفوائد على الودائع بالليرة بحدود 5.8%، فإن بعض المصارف بدأ يرفع اسعار الفوائد على الليرة لديه الى 7.5% والى 8% على الودائع المعتبرة كبيرة (تزيد على المليار ليرة). وتبعا لهذه الوقائع، فقد بدأت السوق المصرفية اللبنانية تشهد هجرة مودعين من مصرف الى آخر تبعا لاسعار الفوائد لديه، ويقول مصرفيون ان المصارف الكبرى هي الضحية الاولى لهذه الهجرة، اذ غالبا ما تتعرض لسحوبات ودائع لديها باتجاه مصارف متوسطة وصغيرة وتمنح عملاءها فوائد اعلى بحوالي 1.5 او نقطتين. ويعتبر سلاح الفوائد سلاحا تقليديا تلجأ اليه المصارف لزيادة حصتها في سوق الودائع، وتاليا تحسين مدخلها على لائحة المصارف الافضل نموا، لكن بعض المصارف يلجأ الى ما يشبه الحيلة لـ «الايقاع» بعملائه، اذ ما ان تنقضي بضعة اشهر وتحديدا حتى مطلع العام المقبل حتى تبدأ المصارف نفسها بخفض اسعار الفوائد لديها بحجة التقيد بتوصيات جمعية المصارف وبالتراجع لسوق الفوائد. في المقابل، فإن العملاء المحترفين يعمدون في المقابل الى تثبيت فوائدهم المرتفعة لفترة سنة، وحتى لسنتين، لقطع الطريق على ما يمكن للمصرف ان يلجأ اليه تجاههم.