تناقلت المعلومات والتقارير الإخبارية، هذا الأسبوع، أن شركة «غوغل»، عملاق الإنترنت والبرمجيات، وصاحبة محرك البحث الأكثر شهرة، قررت دخول سوق العقارات واستثمار 86 مليون دولار للمساعدة على إنشاء 480 وحدة سكنية للأسر من ذوي الدخل المحدود في ولايات وسط الغرب الأميركي، ومناطق الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وسيتم إعفاء المقاولين والمستثمرين المشاركين في إنشاء هذه الوحدات من الضرائب، وستدير المشروع وحدة التنمية والتطوير في «يو إس بنك».
ويتساءل كثيرون عما يدفع الشركة العملاقة إلى الإبحار في سوق العقارات، وقد تبدو الإجابة البسيطة والجاهزة هي أنها قادرة على ذلك ماديا، وقادرة أيضا على تحمل المخاطر الناجمة عن ذلك، فلدى «غوغل» ما يزيد على 30 مليار دولار لأغراض الاستثمار، ولا يبتهج المساهمون من حملة الأسهم عادة، لوجود كميات كبيرة من الأموال السائلة، فهم يشعرون بأن الشركات قد تستخدم هذه الأموال لتوسيع الشركة وتطويرها، أو للدخول في استثمارات جديدة ذكية، أو أنها قد تعيد توزيعها عليهم.
كما تفكر «غوغل»، منذ فترة، في احتمالات وبدائل كثيرة، لاختيار الأفضل، للاستفادة مما لديها من أموال سائلة وفيرة، ومنها على سبيل المثال إعادة شراء حصص المساهمين، واستثمارها في صحيفة إعلانات تجارية، إلى جانب خوض تجربة الاستثمار في مقاولات البناء والعقارات.
وقال أحد كبار مسؤولي الشؤون المالية في «غوغل»، برنت كالينكوس: «كان هناك إحجام عن الاستثمار في مجال الاسكان، خلال السنوات الأخيرة، واستثمارنا مع (يو إس بنك) يساعدنا على تحقيق هدفنا في التخفيف عن الناس، خاصة ذوي الدخل المحدود، وهذا لا يعني بالضرورة الانهماك في عمليات اعمار، للحصول على مساكن نوعية أو منازل فخمة».
وثمة سؤال يبدو أكثر صعوبة وتعقيدا، وهو: كيف سيؤثر دخول «غوغل» في سوق الإسكان؟ تتوزع الوحدات السكنية التي سيتم إنشاؤها في واكيغان وفي ولاية إلينوي، وفي الضواحي الخارجية لشيكاغو، وفي أبل فالي في ولاية مينيسوتا، وفي دي موينز في ولاية أيوا، وفي ميلووكي في ويسكونسن، وفي فونتانا وبالم سبرينغز وساليناس في كاليفورنيا، إذ تراوح أحوال سوق العقارات والمباني في هذه المناطق بين الاستقرار النسبي، كما هي الحال في دي موينز، والتذبذب كما هي الحال في ساليناس.