اعترف الزعيم الكوبي التاريخي فيدل كاسترو اول من أمس بأنه قال إن النموذج الشيوعي الكوبي لم يعد ناجحا لكنه جادل بأن تصريحه أسيء فهمه. وقال كاسترو في هافانا «فكرتي، كما يعلم الجميع، هي أن النظام الرأسمالي لم يعد ناجحا بالنسبة للولايات المتحدة أو بالنسبة للعالم، الذي تقوده من أزمة إلى أخرى، في كل مرة تكون أكثر خطورة وشمولا على مستوى العالم ومتكررة فلا يمكن الفرار منها». وكان الزعيم الثوري الكوبي (84 عاما) قد قال الأسبوع الماضي على ما يبدو عكس هذا تماما. وقال للصحافي الأميركي جيفري جولدبرج في مقابلة تتألف من جزأين نشرتها مجلة «أتلانتيك» الأميركية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين «إن النموذج الكوبي لم يعد ناجحا». وتراجع كاسترو إلى أساسيات معتقداته وانتقد الرأسمالية. وتساءل في تصريحات نقلتها النشرات الإخبارية التلفزيونية «كيف يمكن أن ينجح هذا النظام بالنسبة لدولة اشتراكية مثل كوبا؟» وأضاف «أبلغت (جولدبرغ) بهذا بدون مرارة أو اهتمام: أنا مندهش الآن لرؤية كيف فسرها (تصريحاتي) حرفيا». كان مسؤول كوبي دعا جولدبرغ إلى زيارة كوبا في أواخر أغسطس الماضي ليناقش مع كاسترو مقالا كتبه الصحافي الأميركي حول إيران وإسرائيل. ودعا جولدبرغ الخبيرة بشؤون كوبا جوليا سويج، من مجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، للسفر معه ومساعدته على وضع سياق للحدث. ونقل جولدبرغ عن سويج قولها له: «إنه (كاسترو) لا يرفض أفكار الثورة. أنا أخذت كلامه على أنه اعتراف بأنه في ظل النموذج الكوبي تقوم الدولة بدور كبير للغاية في الحياة الاقتصادية يفوق طاقتها». وقالت سويج، التي تعرف كاسترو منذ ما يربو على عشرين عاما، إنها تعتقد أن التصريحات التي أدلى بها الثوري المسن تهدف إلى «تهيئة مساحة لشقيقه» وخليفته راؤول، كي «يجري الإصلاحات الضرورية في مواجهة ما سيكون بالتأكيد تقهقرا للشيوعيين المتشددين داخل الحزب والنظام الإداري». وقاد كاسترو كوبا لما يقرب من نصف قرن وتنحى عن منصبه في البلاد قبل أربعة أعوام لتلقي العلاج على خلفية معاناته من مشكلة خطيرة في الأمعاء. وقال كاسترو «الحقيقة هي أن ردي يعني تماما عكس ما فسره الصحافيان الأميركيان حول النموذج الكوبي».