تحتفل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) اليوم بمرور 50 عاما على تأسيسها كنتيجة لاجتماع عقدته خمس دول نفطية نامية في بغداد عام 1960 هي الكويت والسعودية والعراق وايران وفنزويلا.
وقال بيان صحافي صادر عن وزارة النفط بهذه المناسبة امس ان «المنظمة تمكنت منذ تأسيسها من ترك بصمة رئيسية في السوق النفطية العالمية وتحقيق اهدافها الرئيسية المتمثلة بحماية مصالح أعضائها».
وأضاف البيان انه «رغم الظروف الدولية غير المواتية التي كانت سائدة آنذاك لقيام المنظمة في ظل عالم وسوق نفطية تسيطر عليها القوى الصناعية الكبرى الا أن المنظمة استطاعت أن ترى النور وكان ذلك عملا شجاعا حيث أكدت على الحقوق السيادية للدول النامية على مواردها الطبيعية وأنها أكثر من مجرد وسيلة لراحة الاخرين وهذا المفهوم هو محط تقدير كل دولة في جميع أنحاء العالم اليوم».
وأوضح أن «السوق النفطية الدولية على مدى السنوات الـ 50 الماضية مرت بتقلبات بين الصعود والهبوط الا أن «أوپيك» بقيت صادقة وملتزمة بأهدافها الأساسية المتمثلة بحماية مصالح دولها الأعضاء وتأمين دخل ثابت للدول المنتجة وضمان امدادات فعالة ومنتظمة من النفط للمستهلكين بأسعار عادلة ومقبولة وتحقيق عائد عادل للمستثمرين».
وذكر أن «أوپيك» واصلت التوسع بدورها في الساحة العالمية بشكل فاعل فبادرت الى انشاء صندوق أوپيك للتنمية الدولية لتوجيه المساعدات للدول النامية اضافة الى مؤسساته الوطنية والصناديق الاخرى التي تقدم الاعانات والمساعدات في دولها الأعضاء.
وأشار البيان الى أن ذلك ساعد في بناء وتعزيز التعاون والحوار والشفافية بين المنتجين والمستهلكين ومنح المساندة الفنية لدولها الاعضاء في المفاوضات متعددة الاطراف المختلفة مثل المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة بشأن تغير المناخ.
وقال البيان ان «أوپيك» برهنت التزامها تجاه رفاه دولها الأعضاء والمجتمع الدولي مرارا وتكرارا وذلك لا يعني انه يمكن للمنظمة الجلوس والركون الى الانجازات التي حققتها وكما ان السنوات ال50 الماضية كانت مهمة الا ان ما تركز عليه المنظمة حاليا هو المستقبل». وبين ان شعار ذكرى مرور 50 عاما على تأسيس «أوپيك» والذي رفعته المنظمة بدعم الاستقرار ومواصلة الازدهار «يؤكد بوضوح على دور المنظمة مستقبلا في الوقت الذي تواصل فيه مسعاها لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية لمصلحة المنتجين والمستهلكين والمستثمرين والاقتصاد العالمي بمفهوم أوسع».
وتوقع البيان ان السنوات المقبلة ستشهد تحديات وفرصا على حد سواء لاسيما مع اتساع الترابط الاقتصادي العالمي وزيادة الوعي البيئي موضحا ان «أوپيك» لاتزال ملتزمة بمساعدة الدول الاعضاء فيها حيال أي قضايا ذات صلة بالطاقة قد تواجهها مستقبلا كونها وقبل كل شيء منظمة تقدم الدعم لدولها الأعضاء وشعوبها ازاء هذه القضايا.
وذكر أنه منذ انضمام الكويت الى المنظمة فقد استفادت من هذا الدعم وسوف تستمر في الاستفادة منه في السنوات المقبلة.
ووصف البيان مضي 50 عاما على تأسيس المنظمة بالانجاز الاستثنائي «لمنظمة دولية من الدول النامية «معتبرا ان نجاح «أوپيك» طيلة تلك السنوات «يؤكد ارادة وتصميم دولها الاعضاء على حماية مصالح شعوبها». وقال ان الكويت كعضو في المنظمة «سوف تظل ملتزمة مع بقية الدول الأعضاء بالتأكيد على استمرار أوپيك كعنصر اساسي يحظى بالاحترام في صناعة الطاقة العالمية بشكل خاص وفي الاقتصاد العالمي بشكل عام وانه طموح نشترك فيه جميعا». يذكر ان «أوپيك» مؤلفة حاليا من 12 دولة أعضاء هي الكويت والسعودية والجزائر وليبيا والامارات وقطر والعراق وايران والاكوادور وانغولا ونيجيريا وفنزويلا ومقرها في فيينا.