محمد البدري ورويترز
قفز «دويتشه بنك» الألماني إلى المركز الثاني في استشارات عمليات بيع السندات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الحالي، بعد أن كان يحتل المرتبة الـ 17 في هذا التصنيف قبل عامين، وقد جاء هذا التحسن في ظل المرونة التي شهدتها أسواق الائتمان عقب إعادة هيكلة ديون مجموعة دبي العالمية. ووفقا لوكالة بلومبرج الإخبارية الاقتصادية، احتل أكبر البنوك الألمانية الذي تمت استشارته في ست عمليات بيع سندات بقيمة بلغت 5.2 مليارات دولار، المركز الثاني بعد بنك «إتش إس بي سي هولدنجز» الذي تصدر القائمة خلال العامين الماضيين. وذكرت الوكالة في تقرير لها أن «دويتشه بنك»، ومقره فرانكفورت، قاد صفقة بيع صكوك لشركة دار الأركان للتطوير العقاري بقيمة بلغت 450 مليون دولار في فبراير الماضي في عملية طرح كانت الأولى في المنطقة العام الحالي وكذلك بيع صكوك بقيمة 1.25 مليار دولار لحكومة البحرين في مارس الماضي. واوضحت ان عمليات بيع السندات في منطقة الشرق الأوسط تعافت بعد أن تسببت المخاوف من عجز شركة دبي العالمية عن سداد ديونها البالغة 23.5 مليار دولار في نوفمبر الماضي، في وقف عمليات الطرح بالمنطقة لما يقارب من ثلاثة أشهر، وأظهرت البيانات أن حصيلة الشركات والحكومات بلغت 19.5 مليار دولار في 2010 أي أقل بنسبة 7% عن الفترة نفسها من العام الماضي. وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة الواحة للخدمات المالية مايكل رينز: «إننا في حاجة إلى مكتتبين أقوياء»، في إشارة إلى اثنين من أربعة بنوك نجحت في إدارة عملية بيع بقيمة 1.5 مليار دولار في يوليو الماضي. وتخطى «دويتشه بنك» مؤسسات مالية أميركية مثل «جولدمان ساكس جروب» و«سيتي جروب» خلال العام الحالي، حيث تراجع تصنيف «جولدمان ساكس» إلى المرتبة العشرين بعد أن كان في المركز الثاني العام الماضي، فيما تراجع ترتيب بنك «سيتي جروب» أربع درجات ليحتل المركز العاشر، بينما كان البنك الألماني قد احتل المركز التاسع في 2009. وتعليقا على ذلك، قال رئيس قسم الأسواق المالية العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «دويتشه بنك» سلمان آل خليفة، إن: «دويتشه بنك حول مكاتب تعاملاته لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معززا عمليات البيع المحلية الخاصة به ونطاق وجوده»، وقام بتعيين مزيد من الموظفين. وأضاف أن: «البنوك في حاجة إلى المزج بين الفهم العميق للأسواق المحلية مع القدرة التنفيذية العالمية القوية». وكان المدير التنفيذي الإقليمي للبنك هنري عزام، قال في مارس الماضي ان البنك يهدف إلى مضاعفة الإيرادات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2012 من خلال التركيز على طرح أسهم وسندات جديدة من بين أمور أخرى، وقد افتتح البنك فرعا في الرياض في عام 2006، وآخر في الدوحة في قطر في عام 2007، كما بدأ في إنشاء وحدة للأبحاث بمنطقة الشرق الأوسط في عام 2008، كما افتتح فرعا في أبوظبي العام الحالي. على صعيد آخر، من المتوقع أن يقود دويتشه بنك منافسيه في جمع مليارات الدولارات مع الكشف عن قواعد عالمية جديدة لرؤوس أموال البنوك، حيث يدرس أكبر بنك في المانيا زيادة رأسماله إلى تسعة مليارات يورو (ما يعادل 11.4 مليار دولار) لتعزيز حساب الأرباح والخسائر في الوقت الذي توضع فيه اللمسات الأخيرة على مقررات اتفاقية «بال - 3» التي تحدد متطلبات رأس المال الإلزامي.