جمال عبدالحكيم
شهد السوق امس تحولا ملحوظا عن الشركات الكبرى التي كانت محور التداولات طوال الشهور الماضية، وفيما يبدو انه تبديل مراكز اتجه السوق الى القطاع العقاري والشركات ذات الاسعار المنخفضة وهذا ما يفسر اختلاف التوجه بين مؤشري السوق الوزني والسعري طوال فترة التداول، حيث احتفظ الاول بلونه الاحمر حتى اخر دقيقتين من التداول حيث رفعته الاقفالات المفتعلة التي يشهدها السوق في الدقائق الاخيرة وجعلته يكسب 80 نقطة جديدة.
ويرجع السبب في زيادة النشاط على شركات العقار الى تدني اسعارها كما قلنا، في الوقت الذي ارتفعت فيه قيمة اصولها لمستويات كبيرة، هذا علاوة على ادائها التشغيلي الجيد وهو ما يعني احتمالات الاعلان عن ارباح جيدة، كما ان اغلب هذه الشركات تتبع مجموعات اقتصادية كبرى وهذا يعني انها جزء من منظومة اوسع وتحقيق هذه المجموعات لارباح ينسحب على كل مكوناتها.
والحديث عن هذه المجموعات يجعلنا نشير الى الدور الذي لعبته مجموعة البحر امس في زيادة النشاط داخل السوق حيث ارتفعت اغلب الشركات التابعة للمجموعة بقيادة سهم عقارات الكويت الذي احتل المركز الثالث بين الشركات الاكثر تداولا من حيث القيمة، والفضل في ذلك يعود الى الانباء التي تتوارد بشأن تحقيق المجموعة لارباح جيدة وخاصة من شركات الاستثمار التابعة لها، وقد احتل قطاع العقار المركز الثاني بين القطاعات الاكثر تداولا، وشملت الحركة 28 شركة من بين شركاته الثلاثين، ارتفعت اسعار اسهم 15 شركة فيما بقيت اسعار 10 شركات منها دون تغيير وتراجعت اسعار 3 شركات، وبينما كان سهم الوطنية العقارية من الاسهم النشطة في التداول الا ان سعره تراجع 40 فلسا مما يشير الى وجود اطراف تضغط على السهم لتنزيل سعره، وربما يشير تراجع الأمس الى عمليات جني أرباح وتبديل مراكز، حيث شهد ارتفاعا متواصلا منذ فترة ليست بالقليلة، ومن الأسهم العقارية التي شهدت نشاطا ملحوظا بالأمس سهم شركة التمدين العقارية الذي حقق ارتفاعا بلغ 50 فلسا عن الاقفال السابق بدعم من الاخبار التي ترد عن قرب انهاء صفقة الأهلي المتحد الذي تملك فيه الشركة بشكل غير مباشر نسبة جيدة.
كما ارتفعت ايضا اسهم المباني والدولية م أ ومزايا وربما يعود السبب وراء هذا الصعود الى تدفقات الأرباح الجيدة والى الأداء التشغيلي القوي لهذه الشركات الثلاث.
وقد صعد المؤشر السعري أمس ليصل إلى مستوى 12.384.2 نقطة مرتفعا 73.4 نقطة عن الاغلاق السابق، فيما بلغ المؤشر الوزني مستوى 737.92 نقطة مرتفعا .80 نقطة عن الإغلاق السابق.
وتم تداول 428.7 مليون سهم، بلغت قيمتها 202.6 مليون دينار نفذت من خلال 12103 صفقات وقد جاء قطاع الاستثمار في المركز الأول بين القطاعات بقيمة تداول بلغت 54.8 مليون دينار، وجاءت قطاعات العقار والخدمات والبنوك والصناعة في المراكز الأربعة التالية بقيم تداول 47.6 و36.5 و28.2 و25.1 مليون دينار على التوالي.
وجاءت شركة أجيليتي في المركز الأول بين الشركات الأكثر تداولا من حيث القيمة، حيث بلغت قيمة التداولات عليها 16.5 مليون دينار، غير ان السعر تراجع 60 فلسا ليغلق على 1.960 فلس بعد ان بلغ 2.020 دينار في الإغلاق السابق عليه، وهذا يشير الى وقوع عمليات جني أرباح طفيفة تحدث على السهم.
الجيد في تداولات أمس هو ارتفاع قيمة التداول عن 200 مليون دينار بعد تراجع عنها أمس الأول وللمرة الأولى خلال الأسبوع الجاري، والجيد ايضا ان تأتي هذه القيمة المرتفعة من شركات لم ينشط عليها التداول منذ فترة طويلة.
من ناحية أخرى، فإن احتلال قطاع الاستثمار للمركز الأول بين القطاعات الاكثر تداولا يشير الى احتمال تحقيق شركات القطاع لأرباح مرتفعة، وهذا شيء طبيعي، فشركات الاستثمار هي أكثر الرابحين من صعود المؤشر ورواج السوق.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )